يعادي الإخوان ويعشق مصر..تعرف على منافس أردوغان في انتخابات الرئاسة التركية
وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، مرسوما رئاسيا يقضي بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 14 مايو القادم.
وقال أردوغان: "وقعت للتو مرسومًا رئاسيًا يقضي بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي كانت مقررة في 18 يونيو، بتاريخ 14 مايو"، مبينًا أن "الانتخابات ستجري في أول يوم أحد بعد نحو شهرين من الآن".
وأشار إلى "أننا أجرينا تقييما شاملا بخصوص إجراء الانتخابات بالمناطق المنكوبة بالزلزال جنوبي البلاد"، مشددا على أن "حكومتنا استطاعت رفع آثار الزلزال، وستكمل بناء أكثر من 300 ألف منزل خلال عام واحد، وإجراء الانتخابات لن يعرقل ذلك".
وأضاف: "الحكومة بدأت منذ الساعات الأولى لوقوع الزلزال، في عمليات البحث والإنقاذ وتفقد المدن والمناطق المنكوبة"، معتبرا أن "هناك من يحاول استغلال كارثة الزلزال وآثاره، لأغراضٍ سياسية، ولكن ذلك لن يؤثر على إصرارنا وخططنا".
في سياق منفصل، أعلن تحالف الأمة المعارض في تركيا الذي يضم ستة أحزاب عن تسمية زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو مرشحًا له في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث سيخوض كليجدار أوغلو معركته الأولى في السباق الرئاسي ضد الرئيس الحالي زعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان.
وكليجدار أوغلو من مواليد عام 1948 في قرية باليجا التابعة لقضاء نظامية في ولاية تونجلي (ديرسم)، وكان والده موظفًا حكوميًا ولم يكن من السهلعليه إعالة أسرة مكونة من سبعة أطفال. وفقًا لروايته لم يكن يملك مريول مدرسة ذات يوم خلال المرحلة الابتدائية فاستعار مريول صديقه لحضور حفلة ألقى خلالها قصيدة، وبسبب الفقر الذي عاشه كليجدار أوغلو في طفولته وشبابه كان النضال ضد الفقر أهم سبب لدخوله معترك السياسة. وقد تعهد بألا ينام طفل وهو جائع في تركيا عندما يصل إلى الحكم.
أكمل كمال كليجدار أوغلو تعليمه الابتدائي والثانوي في إرجيش وتونجلي وجينك وإيلازيغ. وتخرج من مدرسة إيلازيغ الثانوية التجارية، وفي تلك السنوات لم يكن يحق لخريجي المدرسة الثانوية التجارية دخول امتحان القبول بالجامعة، لذلك دخل معهد أنقرة للعلوم الاقتصادية والتجارية.
ووفقا لأصدقائه كان كليجدار أوغلو طالبا مجدًا وأراد معلموه أن يبقى في المعهد، لكن بسبب فقر أسرته فضل الحصول على وظيفة في "الحكومة" في أسرع وقت ممكن.
بدأ حياته المهنية في وزارة المالية بعد أن اجتاز امتحان أخصائي الحسابات عام 1971 وأكمل مسيرته المهنية كمدير عام للتأمينات الاجتماعية، وتقاعد منها عام 1999 طواعية.
أما بالنسبة لنشاطه السياسي، انضم كليجدار أغلو عام 2002 إلى حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، وخاض انتخابات البرلمان التركي في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2002 ثم في أغسطس آب عام 2007، وفاز بعضوية البرلمان عن الدائرة الثانية في إسطنبول.
ترشح لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في الانتخابات المحلية التي أجريت في مارس/ آذار عام 2009، لكنه نال 37 في المئة فقط من الأصوات فخسر المنصب لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية قادر توباش. في العام 2010، انتخبته الهيئة العامة لحزب الشعب الجمهوري رئيسا للحزب بعد استقالة سلفه دينيز بايكال.
ويرأس كمال كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري المعارض التركي منذ مايو عام 2010 حتى الآن، وهو معروف بمعارضته الشديدة لرجب طيب أردوغان وسياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم. وهو من أكبر المدافعين عن القيم العلمانية لتركيا وإرث أتاتورك.
يعارض كمال كليجدار أوغلو التدخل التركي في الشؤون السورية، وأعلن أنه سيعيد العلاقات مع الحكومة السورية إذا وصل إلى الحكم.
انتقد قطع العلاقات مع إسرائيل في عام 2008 لأنها تَضُرُّ بتركيا وفق تعبيره.
وقام كليجدار أغلو بزيارة إلى العراق في أغسطس آب عام 2013 التقى فيها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي آنذاك، ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية التركية.
ومعروف عن كليجدار أنه ضد دعم تركيا لجماعة الإخوان المسلمين وقط العلاقات مع مصر، حسث يقول: "إذا أرادت تركيا ألا تخسر فى السياسة الخارجية وأرادت أن تكسب أولا لا بد أن يتخلى أردوغان عن الإخوان المسلمين، لا بد أن يتركهم".
وتابع: "ما هؤلاء الإخوان؟؟.. نحن نعيش فى الجمهورية التركية ومصلحة الجمهورية التركية تعلو على أى شىء".
وأضاف: "ثانيا.. عليك أن تتصالح مع مصر.. لماذا نتصارع مع مصر.. نحن لدينا تاريخ مشترك مع مصر.. ولدينا ثقافة مشتركة مع مصر.. لماذا نتصارع.. بأى داعٍ نتصارع؟؟".
وتابع: "تركيا تدفع الثمن غاليا لهذا الصراع.. لا بد أن نرسل سفيرًا برسالة مصالحة إلى مصر.. ولا بد أن نتصالح مع مصر.. نحن لدينا ثقافة مشتركة ولدينا تاريخ مشترك".
وانتقد في لقاء على قناة NTV التركية، العداء الذي يناصبه أردوغان لمصر وقال: "منذ 5 سنوات ننادي أن تكون علاقتنا السياسية مع مصر دافئة. لماذا نتقاتل مع مصر؟ إن القتال مع مصر يعني جر تركيا إلى المصائب في البحر الأبيض المتوسط. وعندما أقول (تصالحوا مع مصر) يقولون إن كمال كليجدار رجل انقلابي؟!".
وحول حماية أردوغان لجماعة الإخوان، تساءل "أوغلو" عن سبب دعم النظام الحاكم للإخوان المسلمين، قائلا: "من هم الإخوان وما هي سياستهم.. لماذا تؤيدونهم وتدعمونهم؟"".
وتابع: "مثلما نزعم أن حزب العمال الكردستاني إرهابي في تركيا، كذلك أعلنت مصر الإخوان جماعة إرهابية، ألا نغضب إذا قالوا لنا إنهم يدعمون حزب العمال الكردستاني لدينا، لماذا إذا تؤيد الإخوان؟".
وأضاف "قلت سابقًا صحح علاقاتك مع مصر. ذهبت مصر وعقدت اتفاقية مع اليونان"، مستدركا: "على جنوب المتوسط مصر وعلى شماله تقع تركيا، ولو اتفقت الدولتان، لكانت الأجواء بينهما مختلفة تمامًا. لكنه تشاجر مع مصر وعقد اتفاقية مع السراج، وخرج بالاتفاق بإجماع الأصوات في البرلمان هنا، لكن في ليبيا لم يقدموا الاتفاق هذا في البرلمان لديهم".
ثم تساءل: "أين ذهب السراج بعد ذلك؟ ذهب إلى فرنسا بناءً على دعوة الرئيس الفرنسي. ماذا كان سيحدث إذا رفضوا هذه الاتفاقية في البرلمان لديهم؟ لما كان أردوغان ليجلس على هذا الكرسي، فإن الشخص الوحيد المسؤول عن الوضع الذي انحدر فيه الوطن الأزرق هو أردوغان".
وتابع "لقد ناديت مرارًا وتكرارًا بتفعيل سفارتنا في مصر، وفي نفس الوقت هم يعطلون العلاقات التجارية بيننا وبينهم، وقلنا عدة مرات لا تفعلوا هذا وفعّلوا دور السفارات، وأردوغان يقول إن المخابرات لدينا تقوم بعملها"، متسائلا: "أين وزير الخارجية يا سيدي، هل يوجد وزير خارجية للجمهورية التركية؟ لا. إنهم يعينون الرجل المرتشي الذي لا عمل له سفيرًا. قلت سابقًا: إذا عينت المرتشين سفراء، كيف ينظر العالم إليك؟".