إيران تلاعب العالم ببيانات إعلامية غامضة.. القصة كاملة
بأسلوب شديد الغموض بشرت إيران بقرب الإعلان عن نتائج مفاوضات لم تعلن عن طبيعتها ولا عن طرفها الآخر.
تسويق يتسم بالغموض، من غير المعروف ما إذا كان "قنبلة دخان" للتعمية على الداخل، أم محاولة لكسب الوقت على الساحة الدولية، فيما تدور التكهنات حول علاقة تلك المباحثات بالملف النووي المتعثر.
وأعلنت وكالة أنباء "نور نيوز"، وهي وسيلة إعلامية تابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني اليوم الجمعة، على حسابها على تويتر، أن علي شمخاني مستشار المرشد علي خامنئي وأمين المجلس أجرى "محادثات مهمة للغاية" في الأيام القليلة الماضية في إحدى الدول الأجنبية.
وقالت الوكالة في تغريدتها إن "الأدميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أجرى مفاوضات على مستوى كبير ومهمة للغاية في بلد أجنبي خلال الأيام القليلة الماضية، إن الإعلان عن ذلك سيحدث تغييرات كبيرة جدا".
ولم تكشف الوكالة الإيرانية شيئا عن مكان هذه المفاوضات المزعومة، والتي تجري تحت إدارة أمين مجلس الأمن القومي الإيراني وفحوى هذه المفاوضات.
ويشرف المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني برئاسة شمخاني على المفاوضات النووية مع القوى الدولية بموجب الصلاحيات الممنوحة له من قبل المرشد علي خامنئي.
ويأتي الإعلان الإيراني بعد أن أعلنت الدول الأوروبية، الخميس، إغلاق نظام تيسير التجارة مع إيران، الذي بدأته بعد العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران عام 2018.
وأفادت وكالة أنباء "فارس نيوز"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، بأن "الدول الأوروبية أعلنت إغلاق آلية المالية الأوروبية المعروفة بـ "إينستكس" لتيسير التجارة مع إيران في فترة العقوبات الأمريكية".
وذكرت الدول الأوروبية أنها أغلقت النظام الذي أطلقته في مطلع 2019 لحماية التجارة مع إيران من العقوبات الأمريكية، بعد انسحاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018.
وقال وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا إن المساهمين العشرة في آلية "إينستكس" (بلجيكا وألمانيا وفنلندا والدنمارك وفرنسا وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد وإنجلترا) توصلوا إلى استنتاج مفاده أنه لا يوجد سبب لمواصلة نشاطها.
وتعكس الخطوة الأوروبية حالة الشك في وجود إرادة سياسية إيرانية لمعالجة المخاوف الغربية والإقليمية بشأن برنامجها النووي.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قد قالت إنها رصدت جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 83.7% في منشأة فوردو، وهي موقع موجود داخل جبل، حيث دأبت إيران على تخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 60%. وتبلغ نسبة النقاء التي تسمح بتصنيع الأسلحة نحو 90%.
وقال بيان أمريكي في الاجتماع ربع السنوي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 دولة: "فيما يتعلق بالجزيئات المكتشفة من اليورانيوم المخصب بنسبة 83.7%، يجب أن يشعر جميع أعضاء المجلس بقلق بالغ إزاء هذا التطور الذي ينذر بالخطر".