رئيس التحرير
خالد مهران

قبضة دونالد ترامب الأسطورية على القاعدة الجمهورية تتلاشى

دونالد ترامب ورون
دونالد ترامب ورون ديسانتيس

أجرى مدير السياسات الأمريكية في جامعة دنفر سيث ماسكت استطلاع رأي لمعرفة تفضيلات جزء أساسيّ من الناخبين الجمهوريين المؤثرين في الانتخابات الرئاسية المقبلة. شمل المسح رؤساء المقاطعات في الحزب الجمهوري. النتيجة هي أن قادة القاعدة الشعبية الجمهورية يفقدون اهتمامهم بشكل متزايد بالرئيس السابق دونالد ترامب ويتطلعون إلى رون ديسانتيس لقيادة الحملة الانتخابية الرئاسية المقبلة.

نشر ماسكت النتائج في مجلة "بوليتيكو" ويهدف عمله إلى تعقّب الحالة المتبدلة لما يوصف غالبًا بأنه "الانتخابات التمهيدية غير المرئية" وهي الفترة الطويلة والحساسة التي تمتد من اليوم وحتى بداية التصويت التمهيدي سنة 2024. لا يزال هذا الوقت مبكرًا بالنسبة إلى الحملة وقال العديد من الذين شاركوا في الاستطلاع إنهم لم يلتزموا بعد بمرشح رئاسي. مع ذلك، تظهر النتائج نذير شؤم محتملًا لترامب مع سعيه لشق طريق العودة إلى البيت الأبيض بمواجهة مقاومة لاعبين أساسيين في الحزب.

 رون ديسانتيس

يمثل رؤساء المقاطعات في الحزب الجمهوري مجموعة جديرة بقياس آرائها. هم عادة أكثر اهتمامًا على المستوى السياسي وأكثر التزامًا بحزبهم بالمقارنة مع الناخبين الأمريكيين العاديين. سيظهر هؤلاء في مراكز الاقتراع خلال يوم الانتخابات التمهيدية. هم وجوه ناشطة وبارزة على المستوى المحلي، ومن المرجح أن يساعدوا في التأثير على كيفية رؤية الآخرين للمتنافسين في 2024.
في الوقت نفسه، يكون هؤلاء بعيدين قليلًا من المستويات العليا للقيادة وهم ليسوا من النخب الحزبية على المستوى الوطني ولا حتى على مستوى الولايات. إنهم لا يزالون جزءًا من القاعدة الشعبية. هم الناس الذين يريد المرشحون الناجحون أن يكونوا إلى جانبهم في "الانتخابات التمهيدية غير المرئية" عندما يبدأ جمع التبرعات وإعلان الدعم وإجراء الاستطلاعات باكتساء أهمية.

ملاحظة عن المنهجية

أوضح ماسكت أنه أرسل استمارات إلى نحو 3 آلاف رئيس مقاطعة في الحزب الجمهوري. شارك 187 شخصًا فقط في الإجابة. هذا العدد أقل مما أحب أن يحصل عليه لكنه بالتأكيد كافٍ من أجل خوض تحليل مفيد على المستوى الإحصائي. ما من انحياز واضح متأصل في المسح عثر عليه ماسكت. فالمشاركون في الاستطلاعات يتحدرون من كل منطقة من البلاد، من فلوريدا مرورًا بنورث داكوتا وصولًا إلى رود آيلاند. وصف 91 في المئة منهم أنفسهم بأنهم محافظون أو محافظون جدًا. وسأل ماسكت المستطلعين عن تفضيلاتهم بشأن المرشحين من خلال أساليب قليلة مختلفة.

عن سؤال ما إذا قد التزم هؤلاء لغاية اليوم بدعم مرشح معين، أجاب نصفهم بالنفي. من ضمن الذين قالوا إنهم اتخذوا قرارًا بهذا الشأن، أعلن 19 في المئة تأييدهم لديسانتيس و17 في المئة لترامب. هذا معبر جدًا. كانت قبضة ترامب على الحزب الجمهوري أسطورية في الماضي وهو واحد من أصل جمهوريَّين ترشحا رسميًا إلى انتخابات 2024 الرئاسية. الحاكمة السابقة لولاية ساوث كارولاينا نيكي هالي هي الثانية. قد يحصل الرئيس السابق على ترشيح الحزب الرئاسي وهجماته على ديسانتيس بدأت للتو. لكن واقع أن ترامب لم يعد الخيار الأول لهذه المجموعة وأن واحدًا فقط من خمسة رؤساء مقاطعات ملتزم به يقترح بعض التحفظات الملحوظة.

من سيئ إلى أسوأ

مع أنّ ماسكت ضمن حق المستطلعين بعدم الإفصاح عن هويتهم، سمح بعضهم له بالإعلان عن أسمائهم وتعليقاتهم. قالت رئيسة مقاطعة ميسيسيبي في الحزب الجمهوري في كايلي كروسكنو: "بينما لا أعيش في فلوريدا، أدعم الإجراءات المحافظة التي اتخذها السيد ديسانتيس. هو لا يخاف من الدفاع عن مبادئ وقيم الحزب الجمهوري". بعدها، حاول ماسكت تحديد مستوى أكثر ليونة من الاهتمام بالمرشحين ونتائج هذا السؤال كانت أسوأ حتى بالنسبة إلى ترامب. لقد سأل هؤلاء المسؤولين عن هوية المرشحين الذين يفكرون بدعمهم اليوم. وسمح لهم بتسمية عدد غير محدد من المرشحين وقد أعطى معظمهم أكثر من اسم.

قضية اغتصاب" تلاحق ترامب.. وقاض يرفض طلبه | سكاي نيوز عربية
دونالد ترامب

من بين جميع المرشحين، نال ديسانتيس الاهتمام الأوسع حيث ذكره 73 في المئة من رؤساء المقاطعات في الحزب. حل ترامب في المرتبة الثانية لكن مع فارق واسع بنسبة 43 في المئة. وحلت هالي في المرتبة الثالثة حيث رشحها 36 في المئة من المستطلعين ثم السيناتور عن ساوث كارولاينا تيم سكوت (28 في المئة). لا تعني هذه الإجابة أي درجة قوية من الالتزام بالمرشحين. لكنها تشير إلى من يفكر فيهم هؤلاء القادة المحليون خلال هذه المرحلة المبكرة، حيث نال ديسانتيس بسهولة على أوسع إجابة من المستطلعين.

مفاجأة أخرى

يعتقد ماسكت أن النهج الثالث الذي اعتمده قد يكون الأكثر إفصاحًا عن اهتمامات هذه المجموعة. وسأل كل مستطلع عن الشخص الذي لا يريد حتمًا أن يراه مرشحًا عن الحزب لانتخابات 2024. المرشح الذي حصل على أعلى نسبة رفض من قبل غالبية المستطلعين هو الحاكم السابق لنيو جيرسي كريس كريستي الذي رفضه 55 في المئة منهم. تبعه دونالد ترامب جونيور (51 في المئة) ونائب الرئيس السابق مايك بنس (43 في المئة). وبشكل مدهش حل ترامب في المرتبة الرابعة مع رفضه من قبل 39 في المئة. هذا يعني أن 4 من أصل 10 رؤساء مقاطعات لم يريدوا أن يكون ترامب مرشحهم التالي. بالمقابل، لم يرفض سوى 9 في المئة منهم ديسانتيس محتلًا المرتبة الفضلى بين المتنافسين. (تلاه تيم سكوت 16، غريغ أبوت 23، مايك بومبيو 24 وهالي 26).
 

ما الفرق بين 2015 و2023؟

درجة عدم الاهتمام بترامب مفاجئة حسب ماسكت. هي تشبه بطريقة ما منافسات الجمهوريين الرئاسية في 2015-2016 حين برزت مقاومة كبيرة لترامب، لكن مع وجود مسار نحو الفوز بالترشيح. في سباق مكتظ، ومع تشتت المعارضة، تمكن ترامب من حصد غالبية الأصوات. قد يكون معتمدًا على هذا السيناريو مجددًا، ونتائج المسح لا تسقط هذا الاحتمال. لكن الاستطلاع يضيء على فارق بين اليوم و2016 حين كانت المعارضة لترامب مشتتة بين عدد من المرشحين المختلفين. اليوم، يبدو أن المعارضة متجمعة بشكل أكبر بكثير خلف ديسانتيس.
مع ذلك، بدأت الحملة للتو، وسيظل ماسكت يتابع آراء هؤلاء القادة الأساسيين في الحزب طوال 2023 وأوائل سنة 2024 لمعرفة ما إذا كانت عقولهم تتغير والوجهة التي يسير إليها التنافس.