حفلات تعذيب وأوبئة.. سجين يمني سابق يكشف فظائع معتقلات الحوثي
تعذيب مليشيات الحوثي للمختطفين ملف أسود وقاتم ورغم وحشيته إلا أنه يغيب عن طاولة المشاورات التي تجري حاليا بين الأطراف اليمنية في جنيف السويسرية.
ملف اعتبره المعتقل السابق في سجون الحوثي جمال فرحان أنه يجب أن يطرق مع الجهات الدولية الراعية لمشاورات الأسرى بما يسهم في وقف آلام الآلاف ممن يتعرضون لتعذيب مفرط من قبل المليشيات الإرهابية.
وعاش المعتقل اليمني السابق جمال فرحان 4 أعوام و8 شهور منها 9 شهور قضاها في زنزانة انفرادية متر في متر مختفيا قسريا عن عائلته التي بحثت عنه طويلا حتى اعتقد أنه أصبح في تعداد الأموات لا الأحياء.
واختطفت مليشيات الحوثي فرحان في 16 أغسطس 2016، من مديرية مقبنة غربي تعز وزجته في زنزانة انفرادية وسجون سرية قبل أن بستقر في سجن الأمن السياسي بمدينة إب (وسط اليمن).
وعقب خروجه من المعتقل في صفقة تبادل أسرى في 28 أبريل 2020، عمدت مليشيات الحوثي لمصادرة كل أملاك جمال فرحان بما فيه منزله وأسرته وجميع ممتلكاته وحولته إلى مقر خاص للانقلابيين المدعومين إيرانيا.
حفلة تعذيب
يقول فرحان، إنه لقي ألوانا وأشكال مختلفة من التعذيب وأن مليشيات الحوثي تفننت في تعذيبه التي تعدد من الصعق في الكهرباء إلى التعليق إلى الجلد إلى قلع الأظافر خلافا عن الركل والضرب بالسياط.
حفلة التعذيب هذه، وفقا لفرحان، كانت تبدأ يوميا ولأكثر من شهرين من بعد صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر ويتم التحقيق بعد تغطيه رأسه وتوثيق يديه للخلف وتعليقه ثم ضربه بالكابلات حتى يدمى جسده وسط سب وشتائم وإهانة.
وبعد أن عجزت مليشيات الحوثي عن انتزاع اعتراف يدين فرحان بتهمة العمل مع "الشرعية"، و"التحالف"، عمدت إلى التعذيب النفسي وبدأ بعد سجنه في غرفة ضيقة إلى جانب القتلة والمجرمين وأصحاب السوابق الجنائية حتى أصيب بمرض "الجرب" (طفح جلدي)، كما يقول.
يضيف: "كنت في وضع نفسي سيئ ووضع زملائي حالتهم يرثى لها، في ناس عندهم حالات نفسية، في ناس عندهم شلل نصفي، في ناس توفوا، وزملائي يشهدون على ذلك، لما كنا بالأمن السياسي في صنعاء، توفي واحد فيه، جاء له مرض السل الرئوي، وكنا خائفين أن نصاب بالعدوى".
أمراض وأوبئة
لأكثر من 4 أعوام، حشرت مليشيات الحوثي فرحان في غرفة مربعة ضيقة إلى جانب 28 معتقل آخرين مما تسبب لهم بكثير من الأمراض وضيق في التنفس وفقدان للبصر.
أما في الزنزانة الانفرادية فكانت مليشيات الحوثي تحشر 5 أفراد في غرفة ضيقة متر في متر مما تسبب في معاناة جمال فرحان من عدم القدرة على الحركة داخلها وعدم القدرة على النوم لأكثر من شهرين متواصلين.
وبحسب فرحان فإن "الأمراض والأوبئة، كانت تنتشر بشكل مخيف منها مرض الإسهالات ومرض الفقرات، ومرض التهابات العمود الفقري، والطفح الجلدي فضلا عن ضيق التنفس وفقدان البصر".
وطبقا لشهادته فقد أصيب 3 من زملائه على الأقل في المعتقل بالعمى بسبب عدم رؤية الشمس لمدى 4 أعوام على التوالي فضلا عن الإصابة بتحسس الجيوب الأنفية والسعال وغيره من الأمراض المزمنة.
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي كانت ترفض علاج المعتقلين المصابين بالأمراض وأن كل العلاجات يحصلون عليها من الخارج عبر ذويهم بعد دفع رشاوى وأموال للسجان.
ورغم ذلك إلا أن الكثير من المعتقلين لم يستجيبوا للعلاجات خاصة مرضى السل والجرحى الذي تم أسرهم من الجبهات، وفقا لفرحان.
وقال: "كنت أموت باليوم ألف مرة" خاصة بسبب بعد أسرتي عن صنعاء والتي منعت من زيارتها لشهور قبل أن يتم السماح لها بزيارتي تحت الرقابة وذلك بعد أن تم نقله من سجن الأمن والمخابرات في إب إلى سجن آخر في العاصمة.
وناشد فرحان وفد الحكومة اليمنية المشارك في مشاورات جنيف والأمم المتحدة ومبعوثها بالضغط على مليشيات الحوثي لإطلاق جميع الأسرى وفق مبدأ الكل مقابل الكل وعدم اتخاذ المختطفين ورقة ابتزاز ووضع حد للتعذيب في سجون المليشيات التي أزهقت أرواح المئات.
وطيلة 8 أعوام مضت، قتل نحو 671 معتقلا داخل معتقلات مليشيات الحوثي بسبب التصفية والإهمال ونوبات قلبية بعد حرمانهم من وصول العلاج اللازم والفشل الكلوي والشلل إثر التعذيب من بينهم 98 معتقلا حقنوا بحقن سامة ولفظوا أنفاسهم بعد أيام من خروجهم، وفقا لما وثقته تقارير حقوقية.
وتشير التقارير إلى أن مليشيات الحوثي قامت باعتقال واختطاف نحو 16 ألفا و804 مدنيين بينهم 4 آلاف و201 مختطف مدني لازالوا في المعتقلات حتى اليوم.