دراسة تكشف عن مخاطر غير متوقعة لـ السكر الصناعي على جهاز المناعة
وجد الباحثون أن تناول كمية كبيرة من السكر الصناعي يقلل من تنشيط الخلايا التائية، وهو نوع من خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن المناعة في الفئران.
توصلت دراسة جديدة إلى أن السكر الصناعي وهو مادة التحلية الاصطناعية، ويشيع استخدامها في المشروبات الساخنة والموجودة في المشروبات الغازية الخاصة بالحمية يمكن أن تثبط الاستجابة المناعية للأمراض لدى الفئران.
وجد العلماء في معهد فرانسيس كريك أن استهلاك كمية كبيرة من السكر الصناعي يقلل من تنشيط الخلايا التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء في الحيوانات.
وأضافوا أنه إذا وجد أن له تأثيرات مماثلة على البشر ويمكن استخدامه في المستقبل لعلاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية، بما في ذلك حالات مثل مرض السكري من النوع الأول.
وقال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها لا ينبغي أن تدق ناقوس الخطر لأولئك الذين يريدون التأكد من أن لديهم جهاز مناعة صحي أو يتعافون من المرض.
لن يتعرض البشر الذين يستهلكون كميات طبيعية أو مرتفعة بشكل معتدل من السكر الصناعي للمستويات التي تحققت في هذه الدراسة.
وكانت الجرعات التي تم اختبارها ضمن حدود الاستهلاك الموصى بها، ولكنها تعادل شرب حوالي 30 كوبًا من القهوة المحلاة في اليوم، أو 10 علب من مشروب غازي للحمية.
يعتبر السكر الصناعي مُحليًا صناعيًا، وهو أحلى بحوالي 600 مرة من السكر، ويستخدم بشكل شائع في المشروبات والطعام، لكن آثاره على الجسم لم تُفهم تمامًا بعد.
أهداف الدراسة
قالت كارين فوسدن، كبيرة المؤلفين للدراسة: نأمل في تجميع صورة أكبر لتأثيرات النظام الغذائي على الصحة والمرض، حتى نتمكن يومًا ما من تقديم المشورة بشأن الأنظمة الغذائية الأنسب المرضى الأفراد، أو العثور على عناصر من نظامنا الغذائي يمكن للأطباء استغلالها للعلاج، فهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث والدراسات لمعرفة ما إذا كانت تأثيرات السكرالوز هذه في الفئران يمكن أن تتكاثر في البشر.
"إذا صمدت هذه النتائج الأولية لدى الناس، فيمكنها يومًا ما أن تقدم طريقة للحد من بعض الآثار الضارة لأمراض المناعة الذاتية."
وأضاف فابيو زاني، المؤلف الأول المشارك في الدراسة: لا نريد أن يسلب الناس الرسالة التي مفادها أن السكرالوز ضار إذا تم تناوله في سياق نظام غذائي متوازن عادي، مثل الجرعات التي استخدمناها في الفئران سيكون من الصعب جدًا تحقيقه دون تدخل طبي.
وتم تغذية الفئران في الدراسة بالسكرالوز بمستويات تعادل المدخول اليومي المقبول الموصى به من قبل سلطات سلامة الغذاء الأوروبية والأمريكية.
في حين أن هذه الجرعات قابلة للتحقيق، إلا أنه لا يمكن الوصول إليها عادة من قبل الأشخاص الذين يستهلكون ببساطة الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على مواد التحلية كجزء من نظام غذائي عادي.
كانت الفئران التي تغذت على وجبات تحتوي على جرعات عالية من السكر الصناعي أقل قدرة على تنشيط الخلايا التائية استجابةً للسرطان أو العدوى. لم يلاحظ أي تأثير على الأنواع الأخرى من الخلايا المناعية.
ويأمل الباحثون أن تؤدي النتائج إلى طريقة جديدة لاستخدام جرعات علاجية أعلى بكثير من السكر الصناعي في المرضى.