تفاصيل مخطط واشنطن لفرض هيمنتها على ليبيا
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لإيجاد مبرر قوي يسمح لها بالتدخل بشكل مباشر بليبيا، وذلك مع اقتراب الأطراف السياسية من إجراء انتخابات رئاسية تستطيع من خلالها شخصيات معادية لها بالوصول إلى سدة الحكم، وهذا ما دفعها لتحريك ملف اليورانيوم الليبي كمبرر قوي يسمح لها باتخاذ إجراءات قوية تجاه هذا البلد الغني بالنفط
فقد استغرب عضو مجلس الدولة الاستشاري وعضو المؤتمر العام منذ عام 2012 سعد بن شرادة إثارة موضوع اليورانيوم الآن بينما تنكب ليبيا بمعية المجتمع الدولي على تسخير كل قواتها البشرية والأمنية والمالية للخروج من مستنقع المراحل الانتقالية والذهاب نحو انتخابات وطنية، خاصة بعد دعم مجلس الأمن الدولي لمبادرة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باثيلي التي تهدف إلى تشكيل لجنة تعمل على تسهيل اعتماد إطار قانوني وخريطة طريق محددة زمنيًا لإجراء انتخابات خلال العام الحالي.
بن شرادة وفي تصريحات صحفية، رأى بأن التوقيت الذي عاد فيه ملف اليورانيوم غريب جدًا، خصوصًا أن ليبيا كانت استغنت عن طموحها النووي منذ عام 2003، ثم شهدت البلاد انفلاتًا أمنيًا وسياسيًا بعد ثورة فبراير عام 2011، مما ولّد حالة من الفوضى وعدم الرقابة لأي مخزون من مخزونات الثروات الليبية على غرار الكعكة الصفراء.
وقال بن شرادة: “اختفاء اليورانيوم ثم العثور عليه بعد يوم بكمية تقترب من ضعف البراميل المفقودة مجرد إشاعة تحركها أطراف دولية لتبديد الجهود المحلية والأممية وإفشال مشروع الانتخابات".
وأصدرت قوات “الجيش الوطني” في الشرق الليبي بيانًا الخميس الماضي في إطار الرد على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أكد أنه “بعد حضور أعضاء التفتيش التابعين للوكالة الثلاثاء الماضي إلى ليبيا تبيّن اختفاء 10 براميل من اليورانيوم الطبيعي المركز من موقع التخزين”.
وأعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي التابعة لقوات حفتر، اللواء خالد المحجوب في بيان مكتوب مرفق بفيديو أنهم “عثروا على 10 براميل من اليورانيوم المفقود بالقرب من الحدود التشادية”.
وتعليقًا على ذلك قال الباحث والمحلل الاستراتيجي عبدالله محمد، بأن الولايات المتحدة الأمريكية حرّكت ملف اليورانيوم، في ظل تخبط مبادرة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي أمام رفض شعبي وسياسي ليبيا واسع لهذه المبادرة المبهمة، والتي من شأنها أن تنتزع نزاهة وحق الليبيين بكافة أطيافهم الترشح والتصويت كما يريدون.
مضيفًا: "واشنطن تخسر نفوذها بشكل كبير في العالم العربي، سواءًا في الخليج أو في افريقيا، وبالتالي فهي بحاجة لمبرر قوي للتدخل ولفرض هيمنتها بشكل قصري على ليبيا، بدلًا من انتظار نتائج الانتخابات التي لا تضمن لها وصول رئيس وسلطة موالية إلى الحكم".
وتأتي تلك التطورات المقلقة في وقت تشهد ليبيا حراكًا دبلوماسيًا على أكثر من مستوى لإنهاء المراحل الانتقالية والذهاب نحو انتخابات وطنية بنهاية العام الحالي بعد فشل إجراء انتخابات في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2022. حيث يشير بعض متابعي الشأن الليبي إلى تورط واشنطن وعبثها بالقضية لاستغلالها في أعمالها العسكرية، ولك من خلال مجموعات مسلحة مدفوعة من واشنطن تقف وراء هذا العمل.