سر تدخل السيسى لإنهاء أزمة تهديد الزراعة والسياحة فى الصعيد من القطار الكهربائى
في الوقت الذي يراود فيه حلم القطار الكهربائي السريع، الكثير من أجل تحقيق خطة التنمية في القطاع الاقتصادي والاجتماعي والسياحي، ولكن كان بمثابة كابوس يهدد الأراضي الزراعية والمنطقة الأثرية وقرى عرابة أبيدوس، بسبب مرور مسار القطار بها.
ولكن تدخل القيادة السياسية كعادته في الوقت المناسب، نجح في نزع فتيل الأزمة، للحفاظ على مطالب وأمن واستقرار أهالينا في الصعيد، وترصد «النبأ» خلال السطور التالية تفاصيل تغيير مسار القطار الكهربائي السريع.
في البداية يوضح السفير محمد مرسي عامر مساعد وزير الخارجية الأسبق، أحد أبناء قرية «أبيدوس»، أن قطار الصعيد السريع، هو أحد المشروعات القومية العملاقة، التي رحبنا بها خاصة وأنها تربط الصعيد بباقي مصر، وتسهم في تعمير الصحراء، نظرًا لمرور خط القطار بالصحراء الغربية، من القاهرة وحتى أسوان وربما بعد ذلك جنوبًا حتى كيب تاون، ولكن هناك تحفظات فقط حول ترتيب المشروع في سلم الأولويات، فهناك مشروعات أخرى أكثر أولوية تحسن من مستوى معيشة المواطن وكرامته، وتخلق فرص عمل وتحقق تنمية صناعية وزراعي، نحن في أمس الحاجة إليها، في ظل أزمتنا الاقتصادية الراهنة.
وتابع: «ورغم ذلك أهلنا في الصعيد هللوا ورحبوا بهذا المشروع الكبير، حرصًا منهم على دعم الحكومة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث فوجئ أهالي قرى عرابة أبيدوس العشر بالبلينا بمحافظة سوهاج، بأن مسار القطار يمر بالصحراء من القاهرة وحتى أسوان، عدا منطقة عرابة أبيدوس حيث الآثار وحيث أخصب أرض زراعية في مصر، وحيث أكبر كثافة سكانية من نوعها في العالم وليس في مصر فقط، فقد خرج مسار القطار من الصحراء، واتجه لحزام القرى العشر والأرض الزراعية بالوادي، ولمسافة حوالي 15 كم، ليعود بعد ذلك إلى الصحراء مستأنفًا مساره إلى أسوان».
أسباب جوهرية
وأشار «عامر» إلى أن رد المسئولين أن المشروع قد استوفى حقه كاملًا، من الدراسة لمدة عامين، وفي نفس الوقت لم يعلم سكان هذه القرى شيئا عن الدراسة، وأن حجة المسئولين أنهم اضطروا إلى تدمير القرى العشر والأراضي الزراعية والأثرية لتوفير نفقات تصل إلى نصف مليار جنيه، في حين يرى أهالينا في قري أبيدوس أن المسار الجديد كارثي للأسباب الآتية:
أنه يمر على مسافة 250 مترا فقط من حوائط معبد سيتي الأول، أكبر معابد القرية، وواحد من أهم وأكبر معابد مصر، ولنا أن نتصور حجم الخطر إذا علمنا أن سرعة القطار تتجاوز 200 أو 250 كم في الساعة، في حين أن المسار الأصلي بالصحراء، يمر على مسافة آمنة وبعيدة عن حرم الآثار تصل إلى أكثر من 20 كم كاملة غربًا، وأن المسار الزراعي سيدمر حوالي ألف فدان من أجود الأراضي الزراعية، تعيش من عائدها وإنتاجها آلاف الأسر منذ آلاف السنين، كما أن المسار الزراعي للقطار السريع، سيتسبب كذلك في تبوير مئات وربما عشرات الآلاف من الأفدنة المزروعة، نتيجة تقطيع هذه الأرض وصعوبة ريها، ويهدد بتبويرها وتحولها إلى خرابات ومقالب نفايات أو حتى مبان عشوائية.
وحذر مساعد وزير الخارجية الأسبق، من أن المسار الجديد سيقطع أوصال العائلات وروابطها المباشرة بأرضها، وما يمثله ذلك من تهديد للأمن وللسلام الاجتماعي، مضيفًا أن المسار الزراعي للقطار السريع، ستكون له آثار بيئية وصحية ضارة بالسكان.
الحل الأمثل
ويرى السفير محمد مرسي عامر، أن الحل الأمثل هو العودة للمسار الأصلي للطريق عبر الصحراء، خاصة وأن هناك طريقًا بريًا جديدًا، وهو الصحراوي الغربي، يعمل بكل كفاءة من القاهرة وحتى أسوان، ولا يوجد ضرر في أن يواصل القطار مساره عند قرى أبيدوس، إلى جوار هذا الطريق البري دون تعديل، لمنع الضرر بالأرض الزراعية المتاحة وبأرزاق الناس.
وزارة النقل من جانبها قامت بإصدار بيان، تشكك في كل ما أثير حول مسار القطار السريع، وتدمير الأراضي الزراعية والأثرية في منطقة معبد سيتي الأول، وقرى عرابة أبيدوس بسوهاج، وأن ما أثير على مواقع التواصل الاجتماعي عار تمامًا من الصحة، وأنها توضح للرأي العام، أن أهداف إنشاء الخط الثانى من شبكة القطار الكهربائى السريع «أكتوبر - أبو سمبل» تتطابق مع مخطط «ممر التنمية».
وأوضحت الوزارة، أن الوزير قام بالمرور على مسار الخط الثاني للقطار الكهربائي السريع، أكثر من خمس مرات، وتمت معاينة مسار الخط بالكامل على الأرض، من أكتوبر حتى أبو سمبل، وفى حضور محافظي سوهاج وقنا والأقصر وأسوان، ومعهم استشاري المشروع والشركات المنفذة لاختيار أنسب مسار لتحقيق معايير الأمن والسلامة والسرعة.
وأوضحت الوزارة أنه كان من نتائج الزيارات الوزارية، نقل مسار الخط الثانى للقطار الكهربائى السريع، خارج المناطق الزراعية في (دراو وأبو سمبل وأمام مطار سوهاج وغرب المنيا) إلى مناطق صحراوية، وفيما يخص «منطقة أبيدوس» فإن مسار الخط الثانى للقطار السريع مازال تحت الدراسة فى منطقة أبيدوس، ولم يتقرر بشكل نهائى.
الوزير على خط الأزمة
وأكدت وزارة النقل أنها لا تتمسك بالمسار المقترح، لكنها تدرس حاليًا وبالتنسيق مع المجلس الأعلى للآثار، تخطيط المسار غرب معبد أبيدوس في المنطقة الجبلية، ومما سيزيد التكلفة واحد مليار جنيه.
وبعد تدخل القيادة السياسية الحكيمة، خرج الفريق كامل الوزير وزير النقل، ليطمئن أهالي عرابة أبيدوس وقرى خط الحاجر ومركز البلينا، قائلًا: «قولًا واحدًا لن يمر القطار السريع في الأراضى الزراعية، شرق معبد أبيدوس وهناك مسار آخر بديل في الجبل، أعلى في التكلفة المادية ولكن يحافظ على الأراضى الزراعية ويراعي مصالح أهالينا المتضررين من المسار الحالي المقترح».
وأكد «الوزير» بأنه سوف يقوم بزيارة الموقع على الطبيعة في الصحراوي الغربي غرب معبد أبيدوس، لكي يشاهد المسار الجديد الذي يمر غرب معبد أبيدوس في الصحراوي الغربي، ووعد بوجود تنسيق لإنشاء محطة للقطار السريع أمام عرابة أبيدوس على الصحراوي الغربي، وذلك تشجيعًا للسياحة، موجهًا الشكر للرئيس السيسي وحرصه كل الحرص على مصالح المواطنين الأهالي، والحفاظ على الرقعة الزراعية والأثرية.