ما هي معجزة النوم لدى الضفدع الزجاجي التي تحميه من الحيوانات المفترسة؟

تكون الكائنات الحيّة في أضعف حالاتها أثناء دورات النوم، فعلى سبيل المثال، لا تنام الدلافين حديثي الولادة في الشهر الأول من حياتها، مما يبقي عينًا واحدة على الأقل مفتوحة للحيوانات المفترسة، حيث وجد العلماء أن أمهاتهم لا ينامون خلال هذه الفترة أيضًا.

وتعيش بعض ذبابات الفاكهة على قيد الحياة لمدة أربع دقائق فقط من النوم يوميًا، وقد شحذت حركة الذباب السريعة القدرة على الطيران لمدة تصل إلى 200 يوم على التوالي دون الهبوط، ناهيك عن النوم، حيث يستمر الجدل حول ما إذا كانوا قد تعلموا بطريقة ما النوم أثناء الطيران من عدمه. ومن المعروف أن الضفدع الأمريكي يمتد لفترات طويلة دون نوم تليها نوبات من الخفقان أو "الشراهة في النوم".

ولكن عندما يتعلق الأمر بالضفادع الزجاجية، أنه يمكنهم قيلولة بعد الظهر دون خوف من أن يصبحوا وجبة خفيفة.

تلاشى النوم بسبب الضفادع الزجاجية

بدلًا من العثور على الحفرة المثالية أو رفض النوم، طورت الضفادع الزجاجية تكيفًا رائعًا يضمن لها دائمًا الحصول على راحة كافية، مع الحماية اللازمة، فهي تتجمع على أوراق خضراء حيث تمتزج ظهورها ذات الألوان الزاهية بشكل طبيعي.

لكن لون أسفل البطن ضارب إلى الحمرة قد يعني أن جميع الرهانات قد توقفت، وهنا يأتي دور خدعة التمويه، حيث ذكرت دراسة في مجلة Science مؤخرًا عن النتائج المذهلة بعد أن لاحظ الباحثون الضفادع الزجاجية الشمالية أثناء النوم وبعد التمرين وأثناء التخدير، فعندما تقرر الضفادع الزجاجية ضرب القش، فإن أجسامها تنتقل إلى وضع الشفافية.

ماذا يترتب على ما يسمى بوضع الشفافية؟ 

ما يصل إلى 89% من خلايا الدم الحمراء في أجسامهم تذهب إلى الكبد، مختبئة هناك، والتي تؤدي هذه العملية إلى تضخم الكبد إلى ضعف حجمه الطبيعي، مما يجعل أجسامهم شبه الشفافة غير مرئية.

لماذا تحتاج الضفادع لإخفاء خلايا الدم الحمراء؟ 

نظرًا لأن أجساد الضفادع شفافة جدًا، يمكنك مشاهدة قلوبهم تنبض من خلال جلدهم. هذا ينطبق على خلايا الدم الحمراء المنتشرة في الشرايين والأوردة أيضًا، وهذه الدورة الدموية تجذب الحيوانات المفترسة، ومن هنا جاءت استراتيجية إخفاء الدم.

لا يزال العلماء لا يفهمون كيف يكون هذا العمل الفسيولوجي ممكنًا، فيجب أن يتجمع الدم بقوة في الكبد، يجب أن يؤدي إلى التخثر، ومع ذلك، فهي ليست كذلك.

شفافية الضفدع الزجاجي وصحة الإنسان

بينما لا يزال هناك الكثير لنتعلمه حول كيفية تحقيق أجسامهم لهذه الحالة دون آثار جانبية ضارة طويلة المدى، فإن النتائج توفر نافذة على كيفية عمل أحد الحيوانات البرية الشفافة الوحيدة في العالم. 

علاوة على ذلك، يعتقد بعض العلماء أن مزيدًا من الدراسة حول كيفية تجنب الضفادع تجلط خلايا الدم الحمراء يمكن أن تؤدي إلى اختراقات في الأدوية المضادة للتجلط للبشر.