الصراع على السلطة يفخخ عائلة زعيم كوريا الشمالية
تحدث الدبلوماسي المنشق عن كوريا الشمالية كو يونغ هوان، عن رأيه حول صراع محتمل على السلطة ينشأ على أعلى مستويات سلالة الزعيم الأعلى كيم جونغ أون، وخطته لمسار محتمل في المستقبل لإشراك أفراد عائلته في حكم البلاد.
على الرغم من السرية التي تحيط بأسرة كيم إلا أن زعيم كوريا النووية لديه سجل حافل في كسر القالب التقليدي في حكم البلاد ويأتي صعود ابنته في أعقاب بروز نجم امرأتين كوريتين شماليتين إلى دائرة الضوء
وأشار هوان بشكل خاص لمكانة تحتلها ابنة كيم جونغ أون، التي يُعتقد أنها تحمل اسم كيم جو آي، وصحبتها الدائمة مع الزعيم كيم، آخرها في موقع إطلاق تجربة باليسيتة للصاروخ "هواسونغ-17" العابر للقارات، وكان الدليل الوحيد على بروز نجمها هو رواية نجم كرة السلة الأمريكي السابق دينيس رودمان بعد رحلته إلى كوريا الشمالية عام 2013، الذي أشار لوجودها خارج التقارير الاستخباراتية في البلاد، ولكن بعد عقد من الزمان، برزت كعنصر متزايد الأهمية بعدد تردد اسمها بشكل متكرر في الرسائل العامة لوالدها، حسب تصريحاته لمجلة نيوزويك.
نقل السلطة
وذكر هوان أن قرار تقديمه لها تم اتخاذه "للإيحاء بنقل السلطة من الجيل الرابع إلى كبار المسؤولين والنخبة العسكرية وكذلك، ورسالة للخارج في نفس الوقت، حيث يرغب الزعيم الكوري الشمالي بتصويره على أنه أب يهتم بطفلته، ويهتم بمستقبل أمته، فيما يبدو أن ظهور كيم جوي إلى جانب والدها في مواقع الصواريخ وإطلاق الذخيرة الحية والأحداث العسكرية يشير إلى أن الحاكم يعتقد أن نقل الأسلحة النووية لسيطرة أفراد جديدة من العائلة في المستقبل هي وسيلة فعالة ومضمونة لحماية الأمة الكورية مستقبلًا.
وفي أحدث ظهور لها كان، الإثنين، حيث رافقت والدها خلال تدريب تكتيكي مشترك لجيش كوريا الشمالية على مدى يومين لتعزيز قدرة البلاد على الردع الحربي، والهجوم النووي المضاد بشكل كبير، حسب ما أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية.
على الرغم من السرية التي تحيط بأسرة كيم، إلا أن زعيم كوريا النووية لديه سجل حافل في كسر القالب التقليدي في حكم البلاد، وهناك سوابق تاريخية في رسميات أفراد العائلة الأولى لكوريا الشمالية ترتبط باختلاف قيادة كيم للعائلة، وعلى سبيل المثال لا الحصر أظهر والد كيم جونغ أون، كيم جونغ إيل، لأول مرة ابنه الأصغر في عام 2010، قبل حوالي عام واحد فقط من توليه السلطة بعد وفاة كيم الأكبر في أواخر 2011.
جاء صعود ابنة زعيم كوريا الشمالية "المحبوبة" في أعقاب صعود امرأتين كوريتين شماليتين إلى دائرة الضوء، هما شقيقة كيم جونغ أون الصغرى، كيم يو جونغ، والتي وصلت إلى رتبة نائب مدير إدارة الدعاية في حزب العمال الكوري الحاكم، وري سول جو، زوجة كيم التي قدمها بشكل رسمي للجمهور بعد فترة وجيزة من توليه السلطة.
اهتمام دولي
وبحسب ما ذكرت نيوزويك،حظي بروز شقيقة كيم جونغ أون في طليعة التبادلات الدولية وباهتمام كبير داخل وخارج كوريا الشمالية، وقال المسؤول الكوري المنشق إن "تقديم الابنة كيم جو آي، أفضى إلى تهميش الشقيقة كيم يو جونغ"، وهو ما يرجح توترات محتملة بين المتنافسين على المقعد الأول في المستقبل بعد رحيل الرئيس الكوري الشمالي.
وسلط هوان الضوء على أدلة في "خلافات داخلية" أدت إلى ظهور الابنة كيم علنًا، بعد الحديث عن خلافات ومشاجرة مزعومة بين شقيقة كيم ومدير إدارة الدعاية في الحزب السابق كيم كي نام، ويتداول في كوريا الشمالية شائعات تشير إلى أن الخلاف قوي وعميق، وأسفر عن غضب متبادل، ولا تزال الأسئلة تدور حول الغياب الذي دام قرابة عام بين يونيو (حزيران) 2021 وأبريل (نيسان 2022 لنائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الكوري ري بيونغ تشول، وهو أحد الشخصيات المركزية في برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، والذي يعتقد بأنه (إما الأب أو الجد لزوجة الزعيم كيم) إلى أن حضر اجتماعًا موسعًا للحزب الحاكم الشهر الماضي، لكنه لم يظهر بعد ذالك في التجمعات اللاحقة خلافًا للمعتاد.
وبحسب هوان هناك مؤشرات عامة محتملة أكثر أهمية على أن شيئًا ما قد تغير فيما يتعلق بشقيقة الرئيس الكوري الشمالية التي شوهدت سابقًا في مواقع قريبة جدًا من شقيقها وفي الأحداث الكبرى، وهو ما يبرر عدم وجود أي حضور واضح لها طوال التغطية الإعلامية الرسمية لاستعراض عسكري في 8 فبراير (شباط) بمناسبة الذكرى 75 للجيش الشعبي الكوري، بينما كان يسير الزعيم الكوري الشمالي على السجادة الحمراء مع زوجته وابنته وجلوس الشقيقة في نهاية الصف الخلفي بعيدًا عن شقيقها، خلال مباراة كرة قدم أقيمت بين مجلس الوزراء الكوري الشمالي ووزارة الدفاع الوطني، للاحتفال بعيد ميلاد والد الشقيقين الراحل في 17 فبراير (شباط) الماضي.
ولا يزال من غير الواضح كيف سيكون رد فعل الشقيقة كيم، لأنها لا تزال جزءًا قويًا من حكومة شقيقها، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه ابنة الزعيم عمر الـ10 سنوات وكشفت تقارير تقييمات استخباراتية لطفلين آخرين على الأقل بين كيم جونغ أون وري سول جو، أحدهما ولد في عام 2010 والآخر في عام 2017، على الرغم من أنه من المحتمل أيضًا أن يكونا أصغر من أن يحلان محل والدهما.
خطوات
قال هوان: "كيم يو جونغ هي مركز النظام ومساعد مقرب لكيم جونغ أون، وتتعامل مع الكثير من مهام كوريا الشمالية"، وهو ما يبرر قلق الزوجة من أن أطفالها لايزالون صغارًا جدًا، بينما الشقيقة في مواقع حساسة ونشطة في كل مجالات الحكم" مضيفًا "أعتقد أن نوعًا من الصراع على السلطة يدور بين شقيقة الزعيم الكوري وزوجته".
وشدد هوان على أن الضغط على كوريا الشمالية على جبهات أخرى، بما في ذلك الملف النووي، لا ينبغي التخلي عنه تمامًا، لأنه يؤمن باستراتيجية متعددة الأوجه نحو التعامل مع دولة انسحبت مرة أخرى من الدبلوماسية الدولية في أعقاب 2018 وعملية السلام الثلاثية لعام 2019، والتي فشلت في نهاية المطاف في تحقيق تقدم دائم.
وقال هوان: "ما أعتقده هو أننا بحاجة إلى وضع كل الأوراق على طاولة المفاوضات، حقوق الإنسان، ونزع السلاح النووي، وتخفيف التوترات في شبه الجزيرة الكورية، وتحسين العلاقة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية"، وأضاف "نحن بحاجة لبدء الحوار بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وجارتها الجنوبية، نحن بحاجة لاتخاذ هذا الطريق، ومفتاح هذا الحل هو التطبيع مع كوريا الشمالية".