مهرجان أفلام السعودية يوفّر معالجة جادة للكوميديا

يحتفي مهرجان «أفلام السعودية»، الذي ستقام دورته التاسعة ما بين الرابع والحادي عشر من مايو المقبل، بالكوميديا وهو ما يعد أول احتفاء جاد بهذا النوع من الفن السينمائي.
وسابقا كانت الكوميديا تعني، بالنسبة للغالبية من المهتمين الضحك وحده. وبعض المهرجانات العربية عرضت أفلامًا ذات طابع أو لون كوميدي لكي تبرز النوع وتمنحه قبولًا، لكن مهرجان «أفلام السعودية» يذهب خطوات لما بعد ذلك، فالغاية ليست الاحتفاء بالكوميديا لكي يضحك في أفلامها جمهور المهرجان، بل لكي يتحدّث عنها جديًا وعمليًا كما يقول رئيس المهرجان الشاعر والأديب أحمد الملا في تصريحات صحفية: «في البداية فكّرنا بمحاور أخرى وكلها مهمّة وضرورية، لكن مع حضور الكوميديا بحجم كبير بين ما يتم إنتاجه من أفلام سعودية فكرت في أن الاحتفاء بالكوميديا هو أهم في هذه المرحلة التي يتم فيها تأسيس سينما سعودية على نحو غير مسبوق».
ويضيف: «الذي لفت انتباهي إلى هذا الموضوع بالذات حقيقة أن مفهوم الكوميديا شاسع وألوان التعبير فيه والعمل عليه متعدد. من السهل الانسياق وراء الوعد بالإضحاك، مما قد يُنتج عنه أفلامًا ترفيهية سريعة وغير ذات قيمة فعلية.

 الكوميديا عليها أن تُعالج كفن جاد وليس كاستعراض ضاحك. لا مانع في أن تثير الضحك ما دامت تأتي مصحوبة بمستوى فني وطروحات تستدعي الطرح سينمائيًا».
لتأكيد ذلك، سيتم إصدار عدد من الكتب التي تدور حول الكوميديا من جوانب متعددة. هذا الإصدار، هو جزء من مشروع يحتوي على إصدار 18 كتابًا حول مواضيع مختلفة في السينما. بذلك هو المهرجان الأكثر اهتمامًا بنشر الكتب السينمائية من المهرجانات العربية (وغير العربية كذلك) في العالم. ذلك لأن ما هو موجود في المهرجانات العربية إما انعدام النشر بكامله أو نشر كتب كمنشورات تصاحب أيام المهرجان. في الغرب لم يعد هناك كتب تُنشر وذلك منذ عقود.
إذ مرّت ثماني سنوات من صعود مستمر لمهرجان يعنى أولًا وأساسًا بدفع عجلة الإنتاج السينمائي السعودية، فإن النظرة الشاملة إلى تلك السنوات الماضية تشير إلى أن جدية هذا التناول وخبرة القائمين على المهرجان كان لها النصيب الأكبر في إرساء قواعده الناجحة كحدث رئيسي ومهم في عالم السينما اليوم.
ويدرك رئيس المهرجان أن النجاح ليس فقط في انعقاد الحدث بل بالارتقاء به: إذا يقول: «هذا هو مسعانا الأول. نعمل لنلبي حاجة صانعي الأفلام في المنطقة الخليجية بأسرها».