3 تحديات تواجه المدارس المجتمعية في مصر
150 ألف متسرب سنويًا من التعليم
تامر شوقي: تكاليف هذه المدارس منخفضة.. وإعداد المعلمات وعدم القابلية للفكرة أبرز التحديات
حسن شحاتة: المجتمع المدني عليه عامل كبير.. والدولة بمفردها لن تكون قادرة
تعد أزمة التسرب من التعليم من الملفات التي تشكل عائقًا أمام الحكومة، في تحقيق مستهدفاتها من العملية التعليمية في مصر، وهو السبب الذي دفع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، للاتجاه لمدارس التعليم المجتمعي باعتبارها مدارس ذات طبيعة خاصة جدا تؤدي دورا محوريا في المجتمع المصري
وترى الوزارة، أن هذه المدارس هي الحل الدستوري لتوفير الخدمة التعليمية في المناطق النائية المحرومة من التعليم، وتعيد المتسربين من التعليم إلى المنظومة التعليمية، مما يساعد على القضاء على الأمية في مهدها.
وأعلنت عن «فرص للمتسربين من التعليم للالتحاق بمدارس التعليم المجتمعي»، في إطار جهود حكومية لمجابهة الأمية، تستهدف «مصر بلا أمية عام 2023».
وكشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، عن أرقام صادمة للمتسربين من التعليم بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية وفقا للنوع على مستوى الجمهورية، إذا بلغ إجمالي المتسربين نحو 150 ألف طالب خلال عام، منهم 28 ألف طالب بالمرحلة الابتدائية، و121 ألف طالب متسرب خلال المرحلة الإعدادية.
و خصصت الوزارة معلمات لتتولى عملية التعليم في هذه المدارس، حيث يبدأ سن الطالب من ٩ سنوات وحتى ١٤ عام ومن سن ٦ سنوات للطلاب الذي يبعد عنهم المدارس العامة ٢ كيلو تقريبًا، ومن ثم تقدم المسيرات الخدمة التعليمية من خلال الأنشطة التعليمية والتدريبية المختلفة لحصول الطالب على الاستفادة القصوى ويرجع ذلك لأن هؤلاء الأطفال يتم إدراجهم تحت فئة المتسربين من التعليم.
وأوضحت الإحصائيات ٢٠٢٣ أن عدد المدارس المجتمعية في مصر يبلغ 4881 مدرسة مجتمعية على مستوى الجمهورية ويدرس فيها أكثر من ١٤٠ ألف طالب، ويبلغ عدد المعلمات أكثر من 10 آلاف معلمة في ٢٧ محافظة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور حسن شحاتة، الخبير التعليمي، إن فكرة تلك المدارس ليست جديدة، مشيرًا إلى أن الدولة تحاول من خلالها تقديم فرص تعليمية للفتيات اللاتي لم يدخلن المدرسة أما انقطعن أو تسربن من التعليم.
وأوضح في تصريح ل "النبأ" أن الحكومة تسعى إلى تعليم اللغة والعربية والمواد الأساسية في إطار وظيفي، من خلال تدريبهم على مهنة أو حرفة، مشيرًا إلى أن تلك المدارس تنتشر في الأماكن العشوائية والمحرومة تعليميًا وغير القريبة من المدارس.
وأضاف: هناك تحديات تقف عائقًا أمام الحكومة، منها كثرة الفتيات المتسربات من التعليم، خاصة في ظل التقاليد والأعراف ببعض القرى والنجوع التي تمنع خروج المراة للتعليم، وعدم استبعاب المدارس للفتيات، خاصة أنه لا يوجد ما يجبر ولي الأمر على إلحاق أولاده بهذه المدارس، لا سيما أنها تشكل عبء على الأهالي لأن معظمها فئات فقيرة ويعمل ابناءها ببعض الصناعات والحرف لأجل المال.
وتابع: التحديات السابقة تفرض على رجال الأعمال والمجتمع المدني القيام بدور لسد هذه الفجوة ودعم المدارس لأن الدولة وحدها لا تستطيع القيام بهذا الدور.
بدوره، قال الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أنه تعتبر فكرة مدارس التعليم المجتمعي من الأفكار المتميزة التي من شأنها الإسهام في القضاء على الأمية وتقليل نسب المتسربين من التعليم.
وأوضح شوقي في تصريح ل "النبأ" أنه تتمتع تلك المدارس بالعديد من المميزات منها:
• أنها تستقبل الأطفال من سن مبكرة من سن ٩ سنوات إلى سن ١٤ عاما من المتسربين من التعليم العام والمفصولين، مما يتيح فرصة أكبر لإعادة تعليمهم، بينما ترك هؤلاء الاطفال بلا تعليم حتي سن كبير يصعب من فرص تعلمهم ومحو أميتهم.
• اتاحة الفرصة للفئات الضعيفة والمتسربين من التعليم بالالتحاق بالتعليم مرة أخرى مما يسهم في تحسين حياتهم ومستقبلهم.
• تكاليف إنشاء تلك المدارس ليست ضخمة مقارنة بانشاء مدارس التعليم العام، وقد تضم فصولا قليلة علي حسب كثافة الأطفال في كل منطقة.
• أنها تسمح باستقبال الأطفال في سن 6 سنوات كما في التعليم العام حال بعد المدارس العامة عن مناطق إقامة التلاميذ ب 2 كم.
• يتم فيها تبسيط التعليم وتلقي المعلومات للتلاميذ من خلال الأنشطة التعليمية والتدريبية المختلفة.
• لا يواجه فيها التلاميذ مشكلات أو تكاليف في الانتقال اليها لكونها قريبة جدا من أماكن إقامتهم.
• تصل إلى التلاميذ في الأماكن النائية والمتطرفة التي يستحيل إقامة مدارس عامة بها.
• تشمل فئات من الطلاب ذوي الظروف المتشابهة ما يقلل من انتشار ظواهر التنمر بها.
• تقدم مساعدة شهرية لأسر التلاميذ مما يشجعهم على الاستمرار بها.
• توفر الأدوات المدرسية اللازمة للطلاب طوال العام الدراسى.
• تبتعد عن استخدام الألفاظ المستخدمة في التعليم العام فبدلا من استخدام لفظ معلمات يستخدم لفظ ميسرات وخاصة بعد مرور بعض من هؤلاء التلاميذ بخبرات سلبية في المدارس العامة.
• تسهم في استكشاف قدرات الطلاب ومواهبهم – بعد أن كادت تفقد- نتيجة لتسربهم من التعليم.
• تنمي انتماء الطلاب للمجتمع وتحولهم إلى عناصر فاعلة به.
• تتيح أشكالا مختلفة من التعليم تتسق مع ميول الطلاب سواء عام أو مهني.
• إمكانية تحويل الطلاب منها إلى مدارس التعليم العام أو العكس.
• تمثل نموذجا رائعا لمشاركة مؤسسات المجتمع المدني في خدمة المجتمع.
و أضاف الخبير التعليمي، أن رغم تلك المزايا، إلا أن هناك عددًا من التحديات التي ينبغي للحكومة اخذها في الأعتبار وهي:
الإعداد المهني للمعلمات في تلك المدارس بما يمكنهن من التعامل بكفاءة مع التلاميذ، توفير الموارد المادية اللازمة لاستمرار تلك المدارس، بالإضافة إلى تسرب بعض التلاميذ منها في ضوء عدم قابليتهم للتعلم.