لماذا انضمت السعودية لمنظمة شنغهاي للتعاون الدولي؟
جاء قرار المملكة العربية السعودية بالانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون وسط موجة من المبادرات الدبلوماسية في الشرق الأوسط لتقريب القوى الإقليمية من الصين وروسيا.
والقرار، الذي تم التوصل إليه، يأتي من خلال مذكرة وافق عليها مجلس الوزراء السعودي، سيجعل الرياض شريكًا رسميًا في الحوار لمنظمة شنغهاي للتعاون، وهي كتلة اقتصادية وأمنية تضم الصين والهند وإيران وكازاخستان وقيرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان، ومن بين شركاء الحوار الآخرين أرمينيا وأذربيجان وكمبوديا ومصر ونيبال وقطر وسريلانكا وتركيا، بينما يشمل المراقبون أفغانستان (التي كانت مشاركتها غير مؤكدة منذ سيطرة طالبان)، وبيلاروسيا ومنغوليا.
وكانت طهران هي أحدث الدول التي شهدت ترقية وضعها من مراقب إلى عضو كامل في سبتمبر الماضي، وجاء قرار الرياض بعد أسابيع فقط من اتفاق بوساطة الصين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية.
بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن هذه الخطوة هي أحدث خطوة نحو إعادة التوازن إلى علاقات القوة الرئيسية التي كانت تهيمن عليها تقليديًا علاقاتها مع الولايات المتحدة، وفي غضون ذلك، وضعت الولايات المتحدة نفسها على الهامش، من خلال استراتيجية التنويع السعودية تحاول سد الثغرات التي خلفتها الولايات المتحدة، مع فقدان الاهتمام أو الإرادة في الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة.
سياسة خارجية جديدة
من بين أولى القرارات الرئيسية في السياسة الخارجية التي اتخذها الزعيم السعودي الجديد محمد بن سلمان، عقب الصفقة مع إيران؛ الإعلان عن انتهاء المساعدة في حملة اليمن ضد حركة أنصار الله أو الحوثيين المتحالفة مع إيران.
كما تراجع عن قرار سلفه بإدراج أنصار الله كمنظمة إرهابية، على الرغم من إدانة إدارة بايدن مرارًا للجماعة وهجماتها العرضية على المملكة العربية السعودية.
في المقابل ازدادت العلاقات الأمريكية الإيرانية توترًا بشكل متزايد بعد أن شنت روسيا حربًا في أوكرانيا العام الماضي. مع ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الصراع والعقوبات الغربية التي أعقبت ذلك على موسكو، دعت واشنطن الرياض إلى زيادة الإنتاج، ولكن المملكة قررت الانضمام إلى روسيا والأعضاء الآخرين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك +) في خفض الإنتاج في أكتوبر.
وتعهد بايدن بأنه ستكون هناك "عواقب" لهذه الخطوة، حيث أمر إدارته بمراجعة علاقاتها الطويلة مع المملكة العربية السعودية.
عند هذه النقطة، انضمت إيران، المنافس القديم للمملكة العربية السعودية، رسميًا إلى منظمة شنغهاي للتعاون، حيث سافر الرئيس إبراهيم رئيسي إلى أوزبكستان لحضور القمة السنوية لزعماء المجموعة في سبتمبر.
بالإضافة إلى الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وأعربت إيران أيضًا عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة البريكس، وهي هيئة أخرى متعددة الأطراف بقيادة الصين وروسيا، إلى جانب البرازيل والهند وجنوب إفريقيا.
مع اهتمام المملكة العربية السعودية أيضًا بكلتا المنظمتين، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة المملكة لاستضافة أول قمة صينية عربية على الإطلاق في ديسمبر، ونتج عن التجمع توقيع عدد من الاتفاقيات، ويبدو أنها مهدت الطريق لمزيد من الاختراقات الدبلوماسية.
بعد أقل من شهر من لقاء رئيسي مع شي في الصين في فبراير، أعلن بيان ثلاثي من بكين والرياض وطهران أنه تم التوصل إلى اتفاق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية بعد خلاف دام ثماني سنوات، وبتوسط الصين، أشارت الصفقة إلى مستوى جديد من المشاركة من جانب جمهورية الصين الشعبية في المنطقة.
وظهرت تقارير منذ ذلك الحين أن المملكة العربية السعودية بدأت محادثات لاستعادة العلاقات مع سوريا، التي تم تعليقها من الجامعة العربية منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، وجاءت التقارير بعد أن سافر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى موسكو لإجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، الذي التقى بعد ذلك بأمين منظمة شنغهاي للتعاون.