هل تقلب المزاج يشير إلى خلل في الصحة العقلية؟
هل يمكن أن يكون تغير المزاج أو المود نتيجة معاناتك من مشكلة تتعلق بالصحة العقلية؟ فليس من غير المعتاد أن تمر بتحول في المزاج، ولكن إذا بدا أنك تقضي أيامك في ركوب قطار عاطفي من الصعود والهبوط، فقد يكون هناك سبب أساسي.
من الإجهاد والحرمان من النوم إلى العوامل الهرمونية، هناك الكثير مما يجب مراعاته. ولكن هل يمكن إلقاء اللوم على مشكلة تتعلق بالصحة العقلية، مثل الاضطراب ثنائي القطب؟
ما هو ثنائي القطب؟
الاضطراب ثنائي القطب هو "اضطراب يتميز بنوبتين أو أكثر يتم فيها اضطراب مزاج المريض ومستويات نشاطه بشكل كبير. في بعض الحالات، يتكون هذا الاضطراب من ارتفاع في الحالة المزاجية، والذي يمثل في تلك الحالة الهوس، وفي حالات أخرى من انخفاض المزاج وانخفاض الطاقة والنشاط والاكتئاب، فالاضطراب ثنائي القطب حالة خطيرة للغاية.
وعند المعاناة من حالة مزاجية عالية أو هوس خفيف، يميل المرضى إلى التحدث كثيرًا، حيث يمكن أن يكونوا نشيطين للغاية، ولا ينامون كثيرًا ويشعرون بثقة زائدة، أما إذا تصاعدت حالتهم المزاجية إلى مستوى أعلى، فسيصبح هوسًا وقد يخاطرون بما لا يخوضونه في العادة، حتى أنهم قد يفقدون الاتصال بالواقع تمامًا، ويشعرون بجنون العظمة ويعانون من الهلوسة.
وإذا كان الشخص المصاب بالاضطراب ثنائي القطب يعاني من مزاج متدني، فيمكنه الدخول في اكتئاب عميق، حيث يكون غير قادر على العمل وقد يكون لديه أفكار انتحارية متكررة.
هل تقلبات المزاج مرتبطة؟
يمكن أن تكون تقلبات المزاج هي الطريقة التي يصف بها بعض الناس شعورهم اليومي بأنهم محبطون أو سعيدون. ومع ذلك، فإن التغيرات في الحالة المزاجية، والتي قد تستمر على مدى عدة أيام وتصبح دورية، حيث يمكن للشخص الذي لا يعاني من اضطراب المزاج أن يعاني من تقلبات مزاجية، ولكن الأعراض تكون أقل حدة بكثير، وهي أن يكونوا قادرين على الاستمرار في عيش حياتهم كالمعتاد، فتقلب المزاج لدى شخص مصاب بالاضطراب ثنائي القطب غالبًا ما يعطل أنشطته المعتادة.
قد تؤدي التقلبات المزاجية التي تظهر من أعراض الاضطراب ثنائي القطب إلى القيام بأشياء خطيرة أو تخريبية.
وغالبًا ما لا يتمتع الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب بالسيطرة المعرفية الكاملة عندما يعانون من تقلبات مزاجية؛ لذلك ينتهي بهم الأمر بفعل أشياء لا يفعلونها عادةً ثم يندمون عليها لاحقًا.
هذا السلوك يمكن أن يكون مزعجًا للغاية، فعلى سبيل المثال، قد يغيب عن العمل إذا كان مكتئبًا، أو يخاطر بشكل متهور وسوء التقدير إذا كان مهووسًا.
ما سبب تقلب المزاج؟
يمكن أن تكون هناك أسباب أخرى لتقلب المزاج، بما في ذلك؛ الحرمان من النوم، وتقلب نسبة السكر في الدم، والإجهاد، والتغيرات الهرمونية، ومخاوف الغدة الدرقية، وتناول الكافيين.
ما الذي يجب أن تفعله حيال تقلبات مزاجك؟ إذا استمرت تقلبات مزاج شخص ما لعدة أيام أو شعرت بحدة أكثر من المعتاد ومرتبطة بأشياء مثل صعوبة التركيز على المهام، أو المزاج الشديد - يتأرجح من مبتهج إلى اكتئاب أو اندفاع أو إنفاق مفرط.