محمد حشاد شيخ عموم المقارئ المصرية لـ«النبأ: كل قراء القرآن المشاهير لديهم ملفات فى مصلحة الضرائب.. ولا علاقة لـ«الكتاتيب» بالمعابد الفرعونية
قال الشيخ محمد صالح حشاد، شيخ عموم المقارئ المصرية ونقيب نقابة قراء ومحفظي القرآن الكريم، الحاصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الرئيس السيسي في 2017، إن قيمة قارئ القرآن عند الناس أصبحت تقدر بالفلوس وليس بحلاوة الصوت وحفظ القرآن، مشيرًا إلى أن كل قراء القرآن الكريم المشاهير لديهم ملفات في مصلحة الضرائب، وأنه لا علاقة للكتاتيب بمدارس المعابد عند الفراعنة.
وأضاف في حواره لـ«النبأ»، أن دور نقابة القراء ومحفظى القرآن هو معاقبة المتلاعبين بالقرآن والدفاع عن أهل القرآن، مؤكدا على أن النقابة لا تتدخل في الأمور الدينية والقضايا الدينية، وأن هدفها هو الحفاظ على القرآن الكريم، لافتا إلى أن هناك فتوى قديمة تمنع قارئات القرآن من العمل في الإذاعة، وأن النقابة لا تتدخل في تحديد أجور قراء القرأن الكريم.. وإلى تفاصيل الحوار
قيمة الشيخ عند الناس أصبحت تقدر بالفلوس وليس بحلاوة الصوت وحفظ كتاب الله.... والنقابة لا تتدخل فى تحديد أجور القراء
في البداية هل يشترط في قارئ القرآن حسن الصوت؟
المحفظ لا يشترط فيه حسن الصوت، أما القارئ فهو يقرأ القرآن في المناسبات المختلفة.
كم عدد المسجلين في النقابة حتى الآن؟
حوالي 14 ألف، ما بين محفظ وقارئ.
ما هي المزايا التي يحصل عليها القراء المسجلون في النقابة؟
من ضمن قانون النقابة أن القارئ والمحفظ يقدم في الاختبارات والمسابقات التي تجريها وزارة الأوقاف في الداخل والخارج، وفي مسابقات الإذاعة والتليفزيون، ويكون عضو النقابة له الأولوية من خلال الكارنيه الذي يحصل عليه من النقابة.
عضو النقابة يحصل على 500 جنيه كل 3 أشهر وهذه قفزة كبيرة
هل هناك مزايا اجتماعية مثل النقابات الأخرى؟
هناك مزايا اجتماعية لكن ليس مثل النقابات الأخرى، لأن النقابات الأخرى لديها نوادي وغيرها، لكن نحن نسعى من أجل حصول العضو على بعض المزايا الطبية، واتفقنا مع أحد المعامل الطبية لتكون التحاليل بنصف الثمن، وجاري الاتفاق مع بعض الأطباء المحبين لأهل القرآن بأن يكون الكشف لعضو النقابة بنصف الثمن، واستطعنا اعتماد ختم النقابة من الأحوال المدنية في وزارة الداخلية لاستخراج الرقم القومي أو جواز السفر للعضو، بالإضافة إلى رفع قيمة المعاش من 250 جنيه كل 6 أشهر إلى 500 جنيه كل 3 أشهر، وهذه قفزة كبيرة.
ما هي مصادر تمويل النقابة؟
هناك مصادر متعددة لتمويل النقابة منها، اشتراكات الأعضاء، والهبات والتبرعات، ووزارة الأوقاف، حيث تحصل النقابة على مليون جنيه سنويا من وزارة الأوقاف يتم صرفها على دفعات للمساعدة على صرف المعاشات.
هل دور النقابة مقتصر فقط على حفظ القرآن والدفاع عن أعضائها أم لها آراء فقهية ودينية أخرى؟
دورها يقتصر على القرآن وما يتعلق به من أحكام، بالإضافة إلى معاقبة بعض القراء على المخالفات التي تحدث منهم أثناء تلاوة القرآن.
نعاقب المتلاعبين بالقرآن الكريم ولا نتدخل فى الأمور الدينية والقضايا الفقهية
هل للنقابة موقف أو رأي من القضايا الدينية المثارة مثل تجديد الخطاب الديني؟
نحن لا نتدخل في هذه الأمور، نحن نقابة مختصة بالقرآن وعلومه فقط.
قيل إن النقابة بصدد تعديل القانون من أجل منع التلاعب بكتاب الله.. ما المقصود بالتلاعب بكتاب الله؟
التلاعب هو عدم الالتزام بأحكام القرآن الكريم، وهناك لجنة داخل النقابة لرصد المخالفات التي تحدث من بعض القراء بناءًا على شكاوى مقدمة من المواطنين، حيث تقوم اللجنة بالتحقيق في الشكوى واستدعاء المخالف والتحقيق معه، ثم يؤخذ عليه إقرار على ألا يعود لهذه المخالفات، وإذا عاد تقوم النقابة بإبلاغ الجهات المختصة كما نص قانون إنشاء النقابة ومنها النيابة العامة.
هل النقابة تتدخل في تحديد أجور القراء لا سيما في ظل الأجور الفلكية لبعض القراء؟
النقابة لا تحدد أجر للقارئ مثلها مثل النقابات الأخرى مثل نقابة الأطباء ونقابة المحامين، وبالتالي أجور القراء متروك للعرض والطلب، والقارئ هو الذي يحدد الأجر الذي يريده بناء على موافقة المواطن، وأنا أنصح الجمهور أن يكون واعي وأن يضع كل شيء في نصابه وأن يبتعد عن المبالغات.
هناك حديث عن أن بعض القراء يتهربون من الضرائب؟
هذا غير حقيقي، القارئ المعتمد في الإذاعة أو التليفزيون له ملف في الضرائب، وكذلك كل المشاهير المعروفين وغير المقيدين في النقابة لهم ملفات في مصلحة الضرائب، وكل المشاهير الذين يتقاضون أجور كبيرة لهم ملفات في مصلحة الضرائب وتعرفهم بالاسم.
دولة التلاوة بدأت من مصر وانتشرت فى العالم وتعانى من التراجع الآن
ماذا عن تاريخ دولة تلاوة القرآن الكريم في مصر؟
دولة تلاوة القرأن تجويدا وترتيلا تأسست من مصر، منذ الشيوخ، علي محمود وعبد الفتاح الشعشاعي وغيرهما، ثم بعد ذلك انتشرت في البلاد الأخرى، والمؤسسون لدولة التلاوة لهم بصمة ولهم تلاميذ في الكثير من البلاد الأخرى، المدرسة المصرية القرأنية منتشرة في كل أنحاء العالم.
لكن لماذا لم يظهر قراء كبار أمثال الشيوخ عبد الباسط والطبلاوي ومحمد صديق المنشاوي ومحمد رفعت وغيرهم.. وما زال هؤلاء يتربعون على عرش دولة التلاوة في مصر والعالم.. وما زالت إذاعة القرآن الكريم تعتمد عليهم بشكل أساسي؟
حلاوة الأصوات أصبحت أزمة عامة في مصر، هذه الأزمة لم تقتصر على قراء القرآن الكريم فقط، لكنها أزمة عامة، مدرسة تلاوة القرآن الكريم عندما أنشأت في مصر كان لا يقرأ القرآن ولا يعتلي دكة التلاوة إلا القارئ المجيد الذي يحفظ القرآن كاملا، لكن هذه المدرسة تراجعت لعدم التمكن من حفظ القرآن الكريم، فكل من حفظ كام جزء يمتهن المهنة ويرتدي الزي ويقرأ، وبعض المبتدئين يستعجلون ولا يثقلون أصواتهم ولا يستعينون بمعلمين لتعليم قراءة القرآن.
الآن بعض القراء يحفظون بعض الأجزاء ويرتدون الزي ويسجلون بعض المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي فيشتهروا فيزيد الطلب عليهم ويطلبون أجور فلكية.
ما هو موقف النقابة من ظاهرة التغني بالقرآن الكريم؟
أنا رفضت هذا الموضوع، مشاهير القرآن الذين رحلوا لم يجلسوا إلى معلم موسيقى يعلمهم المقامات الموسيقية، هم أخذوها عن طريق السماع والجلوس مع الموسيقيين الكبار.
وماذا عن تلحين القرآن؟
طبعا مرفوض تماما، القرآن يلحن نفسه بالتجويد، من خلال المدود والغنن ومخارج الحروف، لذلك العلماء أطلقوا على التجويد «فن التجويد».
شيخ حصل على 100 ألف جنيه فى فرح.. الموضوع خرج عن الشرع وتحول لـ«بهرجة».. يجوز العزاء على المقابر والنصبة لها شروط
ما موقف فضيلتكم من موضوع «النصبة» أو واجب العزاء واكتفاء البعض بالعزاء على المقابر؟
الحكمة من النصبة أو سرادق العزاء هي العزاء، والعزاء سنة، ويجوز أن يكون هذا العزاء من خلال النصبة وقراءة القرآن بشرط ألا يكون هناك بهرجة وإسراف وألا يكون ذلك من أجل السمعة والرياء، كما يجوز أن يقتصر العزاء على المقابر، ولا مانع أن يكون هناك قارئ يتلو ما تيسر من القرآن، فالقارئ والمستمع شريكان في الأجر، لكن العملية تحولت إلى منافسة وسمعة ورياء بين الناس، وأصبح القارئ الجيد عند الناس هو الذي يحصل على فلوس أكثر، وهناك قارئ في الأقصر حصل على 100 ألف جنيه في فرح، شيء لا يتصوره عقل، وبالتالي الموضوع خرج عن الشرع وتحول إلى «بهرجة».
هناك فتوى قديمة تمنع قارئات القرآن من العمل فى الإذاعة..الحياء يمنع النساء من قراءة القرآن فى مجالس الرجال
في الماضي كان هناك قارئات للقرآن الكريم.. الآن لم نعد نسمع عنهم.. لماذا؟
في السابق كان هناك قارئات مشهورات، لكن المشايخ القدامي أصدروا فتوى حرموا فيها صوت قارئات القرآن في الإذاعة وقالوا إن صوت المرأة عورة، ولا مانع من وجود قارئات القرآن في مجالس النساء، ونحن فتحنا باب النقابة لانضمام السيدات والفتيات للنقابة، والدكتور محمد مختار جمعة قام بإنشاء مقارئ للسيدات في المساجد الكبرى مثل مقارئ الرجال.
والمشكلة ليس في صوت المرأة، لكن القارئات أنفسهن سيكون لديهن حرج وحياء من القراءة في مجالس الرجال، وبالتالي الأفضل والأنسب لهن القراءة في مجالس السيدات.
لماذا يتم منع القارئات من القراءة في الإذاعة حتى الآن؟
الفتوى التي تمنع التحاقهن بالإذاعة ما زالت سارية، وما زال بتوع الإذاعة يعملون بها حتى الآن.
بعض الباحثين يقولون إن أصل الكتاتيب فكرة فرعونية كانت موجودة في العصر الفرعوني تحت مسمى «مدارس المعابد»؟
ما أعرفه هو أن الكتاتيب بدأت منذ فترة طويلة، ولكن لا يصح ربط كتاتيب القرأن بالمعابد الفرعونية.
الذين يستغلون مسابقات تحفيظ القرآن لتحقيق أجندات سياسية «آثمون»
البعض يستغل مسابقات تحفيظ القرآن الكريم لتحقيق أجندات سياسية.. كيف ترى ذلك؟
هذا يتوقف على النيات، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»، وكل من يستغل كتاب الله لتحقيق أهداف سياسية «أثم».