بعد انتقاد افتتاح مسجد مصر بالعاصمة الإدارية..
خطة الدولة لإعادة تعمير المساجد على الطريقة النبوية والراشدية
أثار افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، مسجد مصر في المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة، جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويسمى موقع المسجد بمركز مصر الثقافي الإسلامي «مسجد مصر» الذي يتوسط قلب الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة.
ويضم المركز مسجد مصر في قلب الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، الذي يصنف بأنه أكبر مسجد في البلاد، بتكلفة تخطت 800 مليون جنيه.
وتبلغ مساحة المسجد 19100 متر مربع ويحتوي على 3 مداخل رئيسية يعلوها قباب إسلامية بالإضافة إلى مدخل خدمي رابع.
يتكون المسجد من صحن الصلاة بمساحة 9600 متر مربع ويسع 12000 مصل يعلوه قبة إسلامية رئيسية بقطر داخلي 29.5 متر، و6 قاعات تبلغ مساحة القاعة الواحدة 350 م2 وتعلو كل منها قبة إسلامية كما أن للمسجد فراغات خدمية مختلفة.
ويبلغ عدد المصلين بالساحة العلوية 40 ألف مصل، وعدد المصلين بالساحة السفلية 55 ألف مصل، ليصل الإجمالي لـ107 آلاف مصل، وترتفع المأذنتان حوالي 140 مترًا عن سطح الساحة العلوية، وتبلغ المساحة الكلية للواحدة 1600 م2.
ويتوفر بالدور الأرضي للمئذنة الفراغات المختلفة من حمامات ومتجر هدايا وغرفة التذاكر ومكتب إداري وغيرها من الخدمات اللازمة للمبنى، ويتوسطه سلم شرفي يصل لارتفاع 133 مترا من المئذنة مع مصعد لذوي الاحتياجات الخاصة.
وحصل المسجد على 3 شهادات من موسوعة جينيس للأرقام القياسية، لاحتوائه على أكبر منبر، وأكبر نجفة، وأثقل نجفة، حيث يصل ارتفاع منبره إلى 16.5 متر، وعرضه إلى مترين.
والملاحظ أن أهتمام الرئيس ببناء المساجد في مصر ليس من فراغ، حيث أن النبي والصحابة والتابعين وكافة الخلافاء الإسلاميين عبر التاريخ قد اهتموا ببناء وتعمير المساجد، وليس كما يصوره البعض نوعا من الإسفاق أو التبزير من جانب الحكومة في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيض فيها المصريون.
في البداية أوضح الدكتور سعد عبد المنعم أستاذ الحضارة الإسلامية، أن المسجد كان له النصيب الأوفى من اهتمامهم ورعايتهم وعنايتهم، تمثل ذلك في كثير من الأعمال والتوجيهات للأمراء والقادة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، الاهتمام بتوسعتها والزيادة فيها، كلما توسعت الأمة المسلمة، وزاد عددها، بسبب الفتوحات والداخلين في الإسلام وكثرة المترددين عليها، وخاصة الحرمين الشريفين، ففي عهد عمر –رضي الله عنه– اشترى دورًا كانت حوله وهدمها وزاد فيه، وفي عهد عثمان –رضي الله عنه– ابتاع منازل ووسعه بها أيضًا وكان أول من بنى الأروقة في المسجد، وفي المسجد النبوي جدد أبو بكر بناءه على ما كان في عهد الرسول –صلى الله عليه وسلم– ثم زاد فيه عمر مع المحافظة على كيفيته، ثم زاد فيه عثمان –رضي الله عنه– وغير أعمدته وجدرانه وسقفه.
وتابع: «كما شملت اهتمامات عمر –رضي الله عنه– بالمسجد النبوي خصوصًا وبغيره عمومًا، إضافات ومرافق وتحسينات منها بناء رحبة للمسجد وهي الصحن، والقصد منها الحفاظ على حرمة المسجد ونظافته، ينشد فيها الشعر وتكون لراحة الحجاج ينيخون فيه وإضاءة المساجد بالقناديل لأنها كانت تضاء أيام الرسول –صلى الله عليه وسلم– بإحراق شيء من الحطب أو سعف النخل وبطح المسجد بالحصى من العقيق لأنه كان في عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم– ترابًا يصلي فيه الناس ويجلسون فيه وهو على تلك الحال حتى أنه كان إذا أمطر نزل المطر من سقفه على الأرض فيسجد الناس فيه بين الماء والطين، فلما كان عهد عمر –رضي الله عنه– أمر بفرش جميعه بالبطحاء من وادي العقيق لما روى البيهقي في سننه عن هشام بن عروة عن أبيه قال: «أول من بطح المسجد- مسجد رسول الله – عمر بن الخطاب –رضي الله عنه– وقال: «أبطحوه من الوادي المبارك».
وأضاف أستاذ الحضارة الإسلامية، أن عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين، قام بإعادة بناء المسجد الأموي، فلم يجد عمر بدا من هدمها، ولما شرعوا فى الهدم صاح الأشراف ووجوه الناس من بنى هاشم وغيرهم، وتباكوا مثل يوم مات النبى (ﷺ)، وأجاب من له ملك متاخم للمسجد للبيع فاشترى منهم، وشرع فى بنائه وشمر عن إزاره واجتهد فى ذلك، فأدخل فيه الحجرة النبوية -حجرة عائشة- فدخل القبر فى المسجد، وكانت حده من الشرق وسائر حجر أمهات المؤمنين كما أمر الوليد، وروينا أنهم لما حفروا الحائط الشرقى من حجرة عائشة بدت لهم قدم فخشوا أن تكون قدم النبى (ﷺ) حتى تحققوا أنها قدم عمر رضى الله عنه.