رئيس التحرير
خالد مهران

الدكتور محمد حمزة يكتب.. المحاولات الخبيثة المستميتة لصناعة تاريخ بديل للإسلام المبكر

النبأ

في هذا المقال نركز على محاولة من بين تلك المحاولات الخبيثة المستميتة من قبل المستشرقين  الجدد في أوروبا وامريكا وأتباعهم  وانصارهم وتلامذتهم من العرب الشرقيين ومن يروجون  لهم عبر  وسائل الإعلام
المختلفة وقنوات اليوتيوب من أجل إثارة الشبهات والتشكيك في الأصول وزلزلة الثوابت ومن ثم صناعة تاريخ بديل للاسلام المبكر وهو تاريخ غير الذي نعرفه ويعرفه العالم منذ 1444سنة هجرية ويقابلها2001سنة ميلادي ويضاف إليها 55سنة قمرية و53سنة شمسية  ميلادية  وهي تمثل حياة الرسول صلى الله عليه وسلم منذ مولده وحتى هجرته إلى يثرب( المدينة المنورة)؛ وحسبنا  إن  نشير هنا إلى مايؤكد ذلك التوجه معتمدين في ذلك على الروايات الضعيفة أو إحدى القراءات  التي لاتتسق مع الواقع التاريخي والتسلسل المنطقي للأحداث؛ ومن ذلك  مايتعلق بأوائل سورة  الروم  وبصفة خاصة كلمتي (غلبت) و(سيغلبون) القراءة الاولي المعروفة والمعتمدة هي  غلبت بضم الغين اي هزمت الروم من قبل الفرس؛ وبعد ذلك ينتصر الروم على الفرس ويغلبونهم في بضع سنين  وهذا هو مايتفق مع
الأحداث والوقائع التاريخية في حرب ال25سنة أو الربع قرن بين الفرس والروم فيمابين603_628م وهو ما
اثبتناه بالأدلة العلمية الموثقة في أحدث اصدداراتنا وهو كتاب المؤرخ؛ قراءة  في السجل التاريخي والأثري لمصر
والشرق الادني؛ المجلدالاول؛ الصادر في ابريل2023م  ( وذلك في الجزء الثاني من هذا المجلد الأول) ؛ اما
القراءة الأخرى التي اداعوها فهي غلبت بفتح الغين  اي إنتصر الروم على العرب أولا ثم إنتصر العرب على الروم في بضع سنين وعلى ضوء هذه القراءة  وذلك التفسيرتم  الخروج بنتيجة خطيرة وهي إن هذه السورة إنما ترتبط  بالصراع  بين الروم والعرب في معركتي مؤته وتبوك ففي الأولى إنتصر الروم وفي الثانية إنتصر العرب وهكذا تم صناعة تاريخ بديل جديد لم يقل به احد؛ ولا يتفق  مع  الوقائع والأحداث الموثقة في تلك الفترة؛؛؛ ومن الشرقيين
المغاربة الفاسيين الذين تبنوا ذلك الطرح العجيب والغريب على أنه حقائق جديدة محمد المسيح تلميذ كريستوف لوكسنبرج صاحب القراءة  الارامية السريانية للقرأن الكريم؛ واحد تلامذة واتباع معهد إنارة الألماني برئاسة كارل هاينز اوليج أو اوليش وبوين ومن بين كتبهم في هذا المجال كتاب الأصول المخفية للتاريخ الإسلامي المبكر ؛ وممن
روج له من الإعلاميين المصريين المعروفين ابراهيم عيسى في برنامجه مختلف عليه على قناة الحرة الأمريكية( حلقة حقائق جديدة عن الإسلام المبكر)؛ وللأسف هو اشبه بالتلميذ  الخايب أو البليد الذي لايملك سوي إن يسأل ولايستطيع ان يرد  على الإجابة أو يحاور  بادلة أو ارإء اخري لإنه لايدرك صحتها من عدم صحتها وليسترلدية خلفية علمية كاملة عن الموضوع من كافة زواياه وجوانبه؛ وبالتالي يسلم بما يسمعه من ضيفة. ولله در القائل  قبل العلم رأس الجهل وإنصرف والقائل تملأ الكوز غرفة من محيط فيرى الكوز أنه هو المحيط فإلى متى يستمر هذا العبث ويتحدث ويحاور في التاريخ من لايملك  أدواته وقواعده ومناهجه من جهة ومن لايملك الماده العلمية الكاملة المستوفاة عن الموضوع الواحد من كافة مظانها من جهة ثانية والي متى يقتصر الأمر على إستضافة أصحاب الرأي الاحادي
فقط؛؛؛ وبالتالي هل هذا هو المقصود إثباته؛؛؛ ام المقصود بالإضافة إلى ذلك الترويج والتسويق   وجني
الأموال الطائلة والشهرة وركوب التريند على إعتبار أن هذا هو الفكر الحر والتنوير والعقلانية الجديدة؛؛؛ ام يقصد بذلك الترتيب لحاجات مستقبلية سوف تكتشف في مستقبل الايام؛؛؛ ام كل ذلك؛؛؛ وبعد فهذه صرخة لكل  المسؤولين والجامعات والمنظمات والاكاديميات والعلماء والباحثين الجادين الموضوعيين الاكفاء   في مصر والعالم العربي
والاسلامي من أجل الاستفاقة والقيام بواجبهم  الوطني والقومى  والديني والتاريخي وفق المنهج العلمي السليم؛ وكذلك صرخة لوسائل الإعلام  إحترموا  ميثاق الشرف الاعلامي ولاتطبقوا قاعدة خالف تعرف من أجل المزيد من المال والشهرة والتريند ولو على حساب الثو ابت والاصول والحقائق الراسخة منذ عشرات القرون. واخيرا فنحن لسنا ضد الفكر الحر والتنوير والعقلانية الجديدة والإصلاح والتجديد ولكن ان يكون ذلك وفق المنهج العلمي السليم وقواعده وضوابطه وبالتالي  نحن ضد المنهج العشوائي والانتقائي وضدإنفراد وسائل الإعلام بإستضافة أصحاب الرأي الاحادي فطبقا لميثاق الشرف الاعلامي يجب أن يستضاف أيضا  في نفس الحلقة احد ألعلماء الثقات  المتخصصين( وليس  اي عالم أو باحث من الموالين لأي توجه أو فكر معين أو نظام)  لمواجهة تلك الأقوال  بالحجة والبرهان والدليل اليقيني   الموثق   فالبينة على من ادعي. اللهم قد بلغت اللهم فإشهد.

بقلم:

الدكتور محمد حمزة أستاذ الحضارة الإسلامية وعميد آثار القاهرة سابقا