رئيس التحرير
خالد مهران

من هم المحجوبون عن رؤية ربهم؟.. الإفتاء توضح

النبأ

مَن هم المحجوبون عن رؤية ربهم في قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: 15]؟ وما الذي تفيده هذه الآية القرآنية الكريمة؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي.

من هم المحجوبون عن رؤية ربهم؟

وأشارت إلى أن قول الحق تبارك وتعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: 15]، إخبار من المولى تبارك وتعالى عن الكفار في هذه الآية الكريمة على سبيل الوعيد لهم أنهم لا يرونه؛ عقوبة لهم، وذلك يدل على أنَّ المؤمنين يومئذ غير محجوبين عن ربهم، وإلا لم يكن في الإخبار عن الكفار على سبيل الوعيد بهذا التعبير فائدة؛ قال الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب" (13/ 103، ط. دار إحياء التراث العربي): عند ذكر الوجوه الدالة على أن المؤمنين يرون الله تعالى [تخصيص الكفار بالحجب-في الآية الكريمة- يدل على أن المؤمنين لا يكونون محجوبين عن رؤية الله عز وجل] اهـ.

واستدلت بما قال الإمام مالك: لما حجب أعداءه فلم يروه تجلى لأوليائه حتى رأوه، ولو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة لم يُعيَّر الكافرون بالحجاب؛ قال تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: 15].

كما قال الإمام الشافعي: لمَّا حجب قومًا بالسخط، دلَّ على أن قومًا يرونه بالرضا. وقال محمد بن الفضل: كما حجبهم في الدنيا عن نور توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته. اهـ. راجع: "إتحاف المريد شرح جوهرة التوحيد"، عبد السلام اللقاني (ص: 206، ط. دار الكتب العلمية).

وأضافت: الذي عليه أهل السنة والجماعة أن رؤية الله تعالى ممَّا يدخل في الممكنات، وأن العقل لا يحيل رؤية العباد لربهم عز وجل في الآخرة.

وبينت الإفتاء أن الرؤية هي: قوة يجعلها الله تعالى في خلقه، لا يشترط فيها اتصال الأشعة، ولا مقابلة المرئي ولا غير ذلك، فإن الرؤية نوع من الإدراك يخلقه الله تعالى متى شاء ولأي شيء شاء. راجع: "إتحاف المريد شرح جوهرة التوحيد" للإمام عبد السلام اللقاني (ص: 202).

كما أن رؤية الله تعالى في الآخرة معناها: انكشافه لعباده المؤمنين في الآخرة انكشافًا تامًّا، ولا يلزم من رؤيته تعالى إثبات جهة -تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا- بل يراه المؤمنون لا في جهة كما يعلمون أنه لا في جهة، يقول الدكتور محمد البوطي في "كبرى اليقينيات الكونية" (ص: 171، ط. دار الفكر المعاصر): [على الرغم من أن الله تعالى ليس جسمًا ولا هو متحيز في جهة من الجهات، فإنَّ من الممكن أن ينكشف لعباده انكشاف القمر ليلة البدر كما ورد في الأحاديث الصحيحة، وأن يروا ذاته رؤية حقيقية لا شبهة فيها، وستحصل هذه الرؤية إن شاء الله دون الشرائط التي لا بد منها للرؤية] اهـ.