على جمعة يجيب: لماذا نصوم 6 من شوال بعد رمضان؟
لماذا نصوم 6 من شوال بعد 30 يوما من صيام رمضان ؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، وذلك خلال فيديو منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك".
وأجاب "علي جمعة": الله عز وجل جعل الحسنة بـ10 أمثالها، فعندما نصوم رمضان أي 30 يوم وعليهم 6 أيام من شوال فيكون ذلك 36 يوم فى 10 حسنات أى 360 يوم أى كأني صومت السنة كلها، وهذا ما نص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف (( من صام رمضان وأتبعه بـ6 من شوال فكأنما صام الدهر)).
موعد صيام الستة البيض 2023
ووفقًا لدار الإفتاء فإنه يرخص لصيام الست من شوال أو ما يعرف بين الناس بالستة البيض من فجر اليوم الثاني من شوال، وقد يتساءل البعض هل يجوز للزوج منع زوجته من صيام الستة البيض من شوال؟ وما هي أحكام الجمع بينها وبين قضاء الفوائت بنية واحدة؟
سُنة صيام الستة البيض ليست خاصة بالرجال من دون النساء، وقد ورد أنه لا يجوز للمرأة أن تصوم صيام تطوع إلا بإذن زوجها، لأن ذلك تطوع وليس صيام فريضة رمضان، وعلى الزوجة طاعة زوجها وعدم الصيام، فينبغي على الزوجة أن تسأل نفسها: «هل أنت تصومي هذه الأيام من أجل إغاظة زوجك أم للحصول على الثواب؟،فإذا كان من أجل الأجر، فعليها ألا تصوم ولها 10 أضعاف أجر صيام التطوع».
وقال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجب على الزوجة أن تستأذن زوجها إذا ما أرادت صيام الست من شوال، ويستثنى من ذلك زوجان.
وأوضح «عثمان» في إجابته عن سؤال: «هل يجب على المرأة أن تستأذن زوجها لـ صيام الست من شوال؟»، أنه ورد في حديث رواه البخاري ومسلم، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه»، منوهًا بأن الإمام بن حجر ذهب إلى أن المقصود بالصيام في الحديث هو صيام النافلة.
وأضاف: إذا ما كان الزوج حاضرًا أي شاهدًا، فيجب أن تستأذنه الزوجة، لأنه ربما يطلبها لجماع، وذلك لأن حق الزوج واجب مقدم على النافلة، والقيام على أمره وطاعته واجب ما دام لا يطلب حرامًا، وهنا الحديث يُخرج الغائب الذي يظل في عمله طوال النهار ويأتي بيته ليلًا، وكذلك المسافر، حيث لا تحتاج الزوجة في هذه الحالة إلى إذن زوجها لتصوم الست من شوال.
وتابع: النافلة تؤجل لأن المتطوع أمير نفسه، منوهًا بأنه من نسي وهو صائم فليتم الصوم وصيامه صحيح، فلا يبطل صومه، سواء كان فريضة أو نافلة، حيث لم يفرق في الحديث بين النسيان والأكل والشرب أثناء الصيام في الفرض أو النافلة، ويجوز للشخص أن يفطر أثناء صيام الست البيض، جبرًا لخاطر أحدهم، تكلف وأعد طعامًا له.
حكم صيام ست من شوال متفرقة
لا يلزم المسلم أن يصوم الست من شوال بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.
وجاء في كيفية صيام ست من شوال تباينت أقوال الذين استحبوا صيام ست من شوال في كيفية صيامها، ففيه ثلاثة أقوال في هذه المسألة: أحدها: أنه يستحب صيامها من أول الشهر متتابعة بعد يوم عيد الفطر، وهو قول الشافعي وابن المبارك وغيرهما، وحجة أصحاب هذا القول أنّ اتصالها بيوم العيد أفضل من عدم اتصالها به، وعلة الأفضلية: أن المبادرة في العبادة فيه من الفضائل ما لا يخفى، ولِمَا في التأخير من الآفات، ولكن يحصل أصل السنة بصيامها متتابعة، أو متفرقة في جميع الشهر".
ثانيها: إنه لا فرق بين أن يتابعها أو يفرقها من الشهر كله، فكلاهما سواء، وهو قول وكيع وأحمد وغيرهما، وحجة أصحاب هذا القول إن الفضيلة تحصل متتابعة ومتفرقة، والصائم بالخيار إن شاء صامها متتابعة، وإن شاء صامها متفرقة، سواء أكان ذلك في بداية الشهر أم في آخره؛ لأن الحديث ورد بها مطلقا بلا تقييد؛ ولأن فضيلتها أنها تصير مع الشهر ستة وثلاثين يوما، والحسنة بعشر أمثالها، فذلك كثلاثمائة وستين يوما وهو السنة كلها.
ثالثها: أنها لا تصام عقب يوم الفطر، بل يتم وصلها بالأيام البيض من شوال، فيصام أيام العاشر والحادي عشر، والثاني عشر من شوال ثم الأيام البيض، وهو قول معمر وعبد الرزاق وعطاء، وغيرهم، وحجة أصحاب هذا الرأي أن الأيام الأولى من شوال هي أيام أكل وشرب، وبما أن الفضيلة تتحصل بصيامها مطلقًا، فالأولى تأخيرها وجمعها مع الأيام البيض؛ لتحصيل فضيلتين: صيام ست من شوال، وصيام الأيام البيض.