رئيس التحرير
خالد مهران

الدكتور محمد حمزة يكتب: لماذا نلوم غيرنا ولا نلوم أنفسنا؟

النبأ

هناك دعوات وحركات عنصرية  وإثنية وإستشراقية ودينية وثقافية وفنيةو علمانية وسياسية والحادية  تسود  عالم اليوم  رغم وجود جذور تاريخية وإرهاصات كثيرة  للعديد منها  ولكن تأثيرها كان محدودا؛ اما اليوم فتأثيرها أشد فتكا  وخطورة في ظل انتشار التقنيات  الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة بعصر العولمة والكوننة والكوكبة والشملنة؛؛  وفحوي هذه الحركات وتلك الدعوات هي إثارة الشبهات والتشكيك في الثوابت والأصول الدينية والاثنية  والعرقية والحضارية بل وفي الذات الإلهية (وهذا لاعلاقة له بالفكر الحر  وحرية التعبير وحرية الفن والابداع وغير ذلك من مصطلحات لا  من قريب ولا من بعيد) ومن هنا تقابلنا دعوات وصيحات   مثل إحياء الهوية الفرعو نية والهوية الاشورية والهو ية الارامية والهوية السريانية والهوية الاَمازيغية والهوية الإفريقية وهذه الأخيرة  هي التي سوف نركز عليها في هذا المقال؛ ويرجع ذلك بطبيعة الحال إلى وجود منظمة   تدعو لها وتروج لها    وهي منظمة  الأفرو سنترك( المركزية الإفريقية) في امريكا ورغم أن هذه المنظمة اسست عام 1928م الاانها باتت   أشد عودا  في العقود الاخيرة من القرن20م والعقدين الأولين من القرن21م الحالي وهذه المنظمة تستخدم كل الوسائل لسرقة التاريخ وتزييفه من أصحابه الأصليين لصالح السود الافا رقة ( ومن جانبنا نحن لسنا ضد السود وضد التمييز 

العنصري بين الأبيض والاسود فكلنا بني آدم وقد خلقنا الله  احرارا شعوبا وقبائل لتعارف؛ كما جعلنا مختلفين 

في الأشكال  والألوان والصور والالسن  ولكنا  نحن  ضد التزوير والانتحال والتضليل وسرقة التاريخ؛  وإثارة

الشبهات والتشكيك في الاديان والرموز الثوابت دون دليل  يقيني ثابت وضد الديانة الاب أهمية الجديدة التي يسوقون يروجون لها) ومن بين تلك الوسائل الفن بكافة انواعه  وهو ماحدث مؤخرا مع الفنان العالمي كيفن هارت وقمنا بالرد عليه؛ وما قامت به منصة نتفليكسNetflix من عمل فيلم  وثائقي عن الملكة كليوباترا  سوف يبث ويعرض في9 مايو2023م وتجسد شخصية الملكة المصرية البطلمية ممثلة سوداء للتأكيد على فرضية غير علمية  ولم تثبت صحتها وهي أن كليوباترا من أصول أفريقية وإذا عرف السبب بطل العجب فإن منتجة الفيلم من الداعمات للأ فرو سنترك  وهي الفنانة الأمريكية جادا بينكيت سميث زوجة الفنان العالمي ويل سميث؛ وهذا الفيلم إن دل على شئ فإنما يدل على إزدواجية المعايير لدي الغرب وامريكا فكيف نفسر التناقض  إذن بين فيلم كليوباترا للفنانة العالمية إليزابيث  تايلور( وهي لاتمت بصلة للجنس الأسود) عام1963م؛ وفيلم أ رثر  بي  المضحك ستو سبيري عام1970م عن كليوباترا سيئة السمعة وجسدت الشخصية ممثلة سوداء؛؛؛ وبين الفيلم الحالي الأحدث؛؛؛ ومن جهة ثانية فإن الغرب وأمريكا لايحترمون مواثيقهم الدوليه التي وضعوها هم بانفسهم ومنها في هذا المقام إتفاقية اليونسكو بشأن صون التراث الثقافي غير المادي عام 2003م؛ ومن الملفت للنظرو المدهش والعجيب بل والغريب قي ذات الوقت أن جامعة هاورد بواشنطن  المختصة  بابحاث السود قد إستحدثت علما جديدا يسمى (علم المصريات الافرو مركزية) لسرقة وتزييف  التاريخ  والحضارة المصرية القديمة والفصل بين المصريين الحاليين وبين اجدادهم المصريون القدماء.؛ ولا علاقة لهذا العلم بعلم المصريات الحقيقي المعروف وهو العلم الذي اثبتنافي كتابنا المؤرخ الصادر في ابريل2023م إنه هو الأخر؛ رغم ان نشأته بدات في فرنسا عام1827م ثم عم بقية أوروبا في النصف  الثاني  من القرن 19م؛ قد فصل بين تاريخ مصر القديمة وبين تاريخ مصر العربية الاسلامية وبالتالي فهو صاحب الاسبقية في هذا المضمار وهو ما تفسره مسميات المتاحف الأربعة الر ئيسة التي أنشئت في أواخر القرن19م وأوائل القرن20م المنصرم  في القاهرة و

الاسكندرية؛ ويفسره حاليا مسمى المتحف المصري الكبير   مع ان الدولة  أنشأت المتحف القومى للحضارة المصرية بمصر القديمة وفيه عرض لكل مراحل الحضارة المصرية بمختلف مراحلها وتنوعاتها فهل الدولة تكيل بمكبالين تعترف بالتنوع والتعدد في المتحف القومى ولا تعترف به في المتحف  الكبير وفي هذه الحالة يكمن الحل إما ان يضم المتحف الكبير تحفا ومعر وضات  من كافة المراحل والعصور ومن ثم يصبح اسما على مسمى بحق؛ وإما ان يغير اسمه إلى المتحف الكبير للأثار المصرية القديمة. هذا وقد قامت الأرض ولم تقعد وتم توجيه اللوم  لهذه  المنظمة ولصناع مثل هذه الأعمال غير العلمية  وغير التاريخية. والحق اننا يجب الا نلوم الغير ونوجه لهم أصابع الاتهام فحسب بل يجب أن نلوم أنفسنا نحن المصريين  والعرب من المحيط إلى الخليج  لأننا نحن الآخرين مثل الغرب نكيل بمكيالين فنقوم بالرد على بعض الأكاذيب والافتر اءات مثل مايدعيه اليهود والافروسنترك بخصوص الحضارة المصرية؛ ولا نقوم بالرد على مغالطات واخطاء وأكاذيب تتعلق الهويات عامة والهوبة الدينية الغالبية سكان الشرق ال أو سط اي الاسلام ورموزه وإثارة الشبهات والشكوك حول الثوابت خاصة ومنها الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم  بل وإنكار وجود الله ورسله وانبيائه؛ فضلا عن هدم كل التاريخ الإسلامي المبكر والرموز التاريخية مثل الخلفاء الراشدين والامويين وخالد بن الوليد وعمروبن العاص وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم  ومن الغريب ان كثيرامن الإعلاميين يروجون لامثال هؤلاء  ومنهم ابراهيم عيسى وخالد منتصر وعمرو اديب وغيرهم من خلال إستضافتهم؛  ومن هؤلاء المستضافين يوسف زيدان وكريستوف لوكسنبرج ومالك مسلماني ومحمد المسيح وحامد عبد الصمد ووفاء سلطان وهالة وردي وسلوي بلحاج وقبل وفاتهم سيد القمني ونوال السعداوي ورأفت عماري وهشام جعيط ؛ ولا ننسى أيضا  مايجري على القنوات الخاصة على اليوتيوب والقنوات المعروفة مثل قناة الغد وقناةالحرة  وقناة الكر مة وقناة الحياة من قبل الأخ رشيد حمامي والاخ رشيد ايلال والاخ شانت والأخت فرحة والاخت نورا محمد وحامد عبد الصمد ومحمد المسيح وسامي الديب  وغيرهم من أخطاء لاحصر لها قمنا بالرد على الكثير. منها؛  وسوف نستكمل الردود على الباقي تباعا؛ ومن أحدث تلك الأخطاء والأكاذيب والتجاوزات ما ذكره  الأخ شانت إما  مع الاخ رشيد حمامي والأخت نورا محمد   أوماذكره  مفردا بخصوص قبر الرسول وإنه قد أصبح دورة مياه وقدقمنا بالرد العلمي على كذبه وجهله وغبائه في فيديو مستقل تم نشره وبثه تحت عنوان فيديو القرن الجديد؛ وكذلك ماذكره من إن القرأن الكريم ماهو  الا كتاب يهودي معرب وسوف نقوم بالرد العلمي عليه أيضا.   ومما ير يد الطين بله  أننا تركنا الحديث عن التاريخ ودراسته والكتابة فيه لغير المختصين والمتخصصين من المهدسين (د سيد كريم) والمحامين( وليد فكري _ حسن سليم) والاطباء(لميس جابرنديم السيار وسيم السيسى) هؤلاء وغيرهم أصبحوا هم المشار إليهم والمرجعية والتريند في كل وسائل الإعلام برامجها وقنواتها المختلفة بل ويقدم بعضهم برامج خاصة به مثل في البدء ويارو لوسيم السيسي ومثل قعدة تار يخ لوليد فكري ومثل  حواديت لميس جابر فاين المختصون والمتخصصون؛؛؛  وإذا كان الأمر كذلك فما هي الجدوى من وجود أقسام التاريخ والآثار بكليات الآداب وكليات الآثار ؛؛ وما هي الجدوى من تو فر هذا الكم  الهائل من أعضاء هيئة التدريس ومعاونبهم(اساتدة_اساتذة مساعدينمدرسينمدرسبن مساعدين_معيدين) وماهي الجدوى من وجود الجمعية المصرية للدراسات  التاريخية؛؛؛ مادام عندنا من يكفينا ويقوم بهذا الدور من  نجوم هذا المجال وسيم السيسى ولميس جابر ووليدفكري  ويوسف زيدان  ومحمود سعد وغيرهم ممن يشار إليهم بالبنان؛ ولاتنسى كل من هب ودب  يتكلم ويكتب في التاريخ على وسائل التواصل الاجتماعي وكأنه صار غنيمة لمن غلب؛؛؛ مع ان هؤلاء وأولئك لاعلاقة لهم بعلم الا نثروبولوجيا وعلم الآثار وعلم الاثنواركيولوجيا وفروعهم المختلفة والمناهج المرتبطة بذلك؛ ولا علاقة لهم بعلم التاريخ وفلسفته ومناهجه وقواعده ووضوابطه ورجاله. وبعد يجب أن نلوم أنفسنا أولا واخيرا قبل أن نلوم غيرنا ومن ثم يجب أن نصحح المسار المعوج ونضع الضوابط والقوانين الملزمة لمنع العبث بالتاريخ دراسة وبحثا وكتابة وتأليفا وبرامج ودراما تاريخية(ومنها في شهر رمضان  المبارك لهذا العام2023م مسلسل رسالة الإمام ومسلسل سره الباتع وهو ما سوف نعود إليه في مقال لاحق إن شاء الله)  وكذلك يجب تطوير وتحديث الرسالة الاعلامية  وميثاق الشرف الاعلامي بعدم إستضافة غير المختصين والمتخصصين في التاريخ والحضارة والآثار والتراث تماما مثل برامج الفن والرياضة والقانون والبرامج السياسية والاقتصادية بل وحتى برامج الطبخ؛؛ ومما له دلالته إن هؤلاء الإعلاميين عندما يستضيفون أمثال   هؤلاء من غير المختصين والمتخصصين يكونون لا حول لهم ولاقوة سواء من حيث إدارة الحوار وتوجيه نوعية الأسئلة أو من حيث كيفية التعليق على الردود من قبل الضبف لأنهم لايدركون مدي صحتها من عدمه فهم (اي الإعلاميين زذا كانوا هم المعدين  أو رؤساء التحرير وفريق الاعداد الذين يكتبون للاسف الاسكريبت

 من  الميديا وويكيبديا) في هذه الحالة والمشاهدون من غير المتخصصين سواء؛ وهم في ذلك مثل التلميذ الخايب أو البليد؛ وقديما قالوا ادي العيش لخبازينه  وقالواايضا قبل العلم رأس الجهل وإنصرف. وقالوا  كذلك تملأ الكوز غرفة من محيط فيرى الكوز أنه هو المحيط   وبالتالي يساهم الإعلام هو ومن إستضافهم من غير المتخصصين الثقات بدرجة كبيرة في تشويه الذاكرة الجمعية  والوعي المجتمعي  المتعلق بذاكرة الأمة وهويتها.  وختاما كفانا عبثا بالتاريخ والآثار؛ وكفانا  جهلا وجهلاء وادعياء؛  وكفانا كيزان؛ ؛؛   ومرحبا بالمبدعين والعباقرة   والاكفاء والثقات والراسخون في العلم كل في تخصصه.

بقلم: 

الدكتور محمد حمزة أستاذ الحضار الإسلامية وعميد آثار القاهرة سابقا