اللواء رأفت الشرقاوي يكتب: مشهد عودة المصريين من السودان
الجملة التي هزت وجدان كل مصري فى مشهد عودة الجالية المصرية من السودان والتي جاءت على لسان كل عائد إلى أرض الوطن الحبيب هي: (كنا على يقين أن مصر لن تترك أبنائها أو تترك حق المصريين) وتغنوا بصوت واحد (ما أحلى الرجوع إليه) فى مشهد هز مشاعر المصريين جميعا، حيث امتزجت دموع الفرح بالعودة إلى الوطن الحبيب مع أهوال ما شاهدوه من دمار وخراب فى أرض السودان الشقيق بسبب حالة الانقسام بين الأطراف السودانية.
تحركات الدولة المصرية لعودة المصريين من السودان
شاهدنا وشاهد العالم ما اتخذته الدولة المصرية لعودة المصريين من السودان الشقيق بكافة الطرق الدبلوماسية والتنسيقية مع الجانب السودانى، تعودنا منذ قديم الأزل إلى الآن أن الدولة المصرية دولة ذات حضارة تمتد إلى أكثر من سبعة آلاف سنة، دولة ذات حضارة قبل أن يعرف العالم الفرق بين النور والظلام، دولة صاحبة جيش من أقوى الجيوش على مستوى العالم، ويحتل المرتبة الأولى عربيًا وإفريقيا، والمركز (١٥) عالميًا، حيث يقاس قوة جيش كل دولة وفقا لمعاير عالمية (غلوبال فاير بور) المعتمد لقياس قدرة الجيوش استنادا لعدد القوات ومدى حيازتها للدبابات والقطع البحرية والطائرات المقاتلة وحجم التدريبات وغيرها.
لم تعد الدولة المصرية مثل الأمس وأصبحت لها رئيس تولى سدة الحكم فى البلاد منذ عام ٢٠١٤ ونقلها نقلة أخرى فى كافة المجالات وأصبح لها جيشًا وجهاز شرطة وأجهزة أمنية لا يباريه أحد فى منطقة الشرق الأوسط.
عودة الجالية المصرية والجاليات الأخرى مع الجالية المصرية، مشهد أبهر العالم فى ظل عدم قيام وعدم قدرة اعتى الدول على مستوى العالم بنقل بعثتها وجاليتها في ظل الحرب الطاحنة التى وقعت فى أراضي دولة السودان الشقيق خلال شهر أبريل.
مصر لها علاقات وطيدة وشراكه طيبة وصداقات مع كل دول العالم ولم تقف مصر فى يوم من الأيام معتدية أو باغية على دولة أخرى والتاريخ يشهد بذلك، فالدولة المصرية دوله عريقة وصاحبة حضارة منذ بداية التاريخ تزيد عن سبعة آلاف سنة بل وكانت وماتزال وستكون نبراسًا للعالم أجمع، فالحكمة أن تعمل كل الدول كما عملت الدولة المصرية فى التسعة سنوات الماضية.
هناك علامات على جبين كل وطن تمثل أعياد لن ينساها التاريخ للرجال الذين صنعوا بأرواحهم الذكية هذا الوسم بقلب كل مواطن يعشق تراب بلده، قدم ويقدم وسيقدم لوطنه كل غالى ونفيس ولن يبخل ولو فى لحظه واحدة أن يعيد تكرار العطاء مرة تلو الأخرى، فهذا الوطن تاج على رؤوس المصريين، يتزينون به ويفتخرون بأنهم من نسيج الأرض الطيبة التى تجلى عليها المولى بالنظر أثناء التحدث مع كليم الله سيدنا موسى، وورد ذكرها فى القرآن الكريم فى أكثر من موضع، كما تم ذكرها فى الكتب السماوية.
ومر بها العديد من الرسل والأنبياء كما احتمت بها السيدة العذراء مريم البتول هى ورضيعها سيدنا عيسى رضى الله عنه، ومنها السيدة هاجر أم العرب زوجة سيدنا إبراهيم، ووالدة سيدنا إسماعيل، جنودها خير جنود الأرض، كرمها الله وكرم شعبها، احفظها يا رب وشعبها وقائدها وجيشها ورجال أمنها وكافة المخلصين من أبناء هذا الوطن.
نحمد لله رب العالمين أن نجى مصر من مخططات الربيع العربى، لينقذ مصر وشعبها من براثن الجماعة المحظورة والمواليين لها رغم ما يسود العالم من محن وأزمات بسبب جائحة كورونا من جانب، والحرب الروسية الأوكرانية من جانب آخر، ثم تلتها حالة الانشقاق والإتقسام بين أطياف الشعب السودانى.
ما زال الرئيس عبدالفتاح السيسى يوقد يوميًا طاقة نور لكل المصريين فى كافة ربوع البلاد ويفتتح مشروعًا يلو الآخر بكافة محافظات مصر ليشاهد العالم التجربة المصرية الفريدة التى طبقتها مصر ودحرت بها الإرهاب، وأدرجت جماعة الإخوان كجماعة إرهابية.