الأزمة الأوكرانية.. هجوم الربيع بدأ من باخموت
قال الجنرال أولكسندر سيرسكي، قائد القوات البرية الأوكرانية، أن القوات الأوكرانية بدأت هجومًا ضد الروس في مدينة باخموت شرق البلاد.
وقال سيرسكي، إنهم شنوا هجمات مضادة في مدينة باخموت، ما أجبر القوات الروسية على التخلي عن بعض المواقع.
إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن الوضع بالقرب من باخموت المحاصرة لا يزال "معقدًا للغاية"، إذ "القتال العنيف مستمر بينما تحاول القوات الروسية اختراق خطوط الدفاع في عدة اتجاهات".
وأضاف أن عناصر مجموعة فاغنر مع مجموعات أخرى من المرتزقة الروسية، يتوافدون إلى جبهات القتال على الرغم من الخسائر الكبيرة، وفق تعبيره.
وتحاول موسكو السيطرة على باخموت منذ العام الماضي، ضمن معركة شديدة الشراسة، لكنها لا تزال مستمرة، لأن معركة هذه المدينة الصغيرة أصبحت أمرا رمزيا، لروسيا وأوكرانيا على حد سواء.
وتتمسك روسيا بالسيطرة على باخموت التي تعتبرها محورًا رئيسيًا في تقدم قواتها البطيء في شرق أوكرانيا بعد أكثر من عام من انطلاق الغزو البري، ما سيمكنها من التقدم بشكل أوسع للسيطرة على كامل إقليم دونباس.
وتستعدّ كييف لشن هجوم مضادّ متوقع بشكل كبير؛ لاستعادة مساحات واسعة من الأراضي في الشرق والجنوب احتلّتها القوات الروسية، في أعقاب الغزو الذي تصفه موسكو بأنه «عملية عسكرية خاصة».
وقال المسؤولون الأوكرانيون إنهم يحاولون قتل أكبر عدد من القوات الروسية خلال المعركة، في باخموت، لاستنفاد الاحتياطي الروسي.
وكشف البيت الأبيض الأمريكي على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، عن اعتقاده بأن أكثر من 20 ألف جندي روسي، قد تعرضوا للقتل في المعارك التي تشهدها مدينة باخموت الأوكرانية، وأصيب نحو 80 ألف جندي آخر، حسب قول المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، مشيرا إلى أن أكثر من نصف القتلى من بين صفوف مجموعة فاغنر.
وقال كيربي "خطط روسيا فتح جبهة من إقليم الدونباس عبر باخموت قد فشلت، ولم يعد باستطاعتها تحقيق أي مكاسب استراتيجية حقيقية في هذه المناطق".
وأضاف "نحن نقدر أن روسيا خسرت أكثر من 100 ألف مقاتل، بينهم 20 ألفا قتلوا خلال المعارك".
كما هدد يفيجني بريجوجين رئيس مجموعة فاغنر الروسية للمرتزقة بسحب قواته من مدينة باخموت بسبب المعدل المرتفع للقتلى والجرحى في القتال هناك ونظرًا لنقص الإمدادات.
وقال بريجوجين، في مقابلة مع المدون العسكري الروسي سيميون بيجوف: "لدينا في كل يوم أكوام من آلاف الجثث التي نضعها في توابيت ونرسلها إلى الوطن"، مشيرا إلى أن الخسائر أكثر بخمس مرات من اللازم نظرًا لنقص ذخيرة المدفعية.
وأضاف رئيس مجموعة فاغنر، أنه كتب إلى وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ليطلب منه إمدادات بأسرع وقت ممكن. وأكد: "إذا لم يتم تعويض عجز الذخيرة، فنحن مضطرون -حتى لا نركض مثل الجرذان الجبانة بعد ذلك- إلى الانسحاب أو الموت".
وأوضح بريجوجين إنه سيكون مضطرًا على الأرجح إلى سحب بعض قواته، لكنه حذر من أن هذا سيعنى أن الجبهة ستنهار في مكان آخر.