الانتخابات التركية.. مستقبل أردوغان على كف عفريت
يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحديات هائلة ومنافسة كبيرة من جانب مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري تهدد مستقبله السياسي ومستقبل حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع اجراءها 14 مايو الجاري في داخل تركيا.
أول هذه ىالتحديات يتمثل في قوة المعارضة التركية هذه المرة، حيث أنه لأول مرة يتم توحيد المعارضة التركية في تحالف واحد وهو «تحالف الأمة»، والذي يتكون من 6 أحزاب، كلها تقف خلف المرشح كمال كليتشدار أوغلو.
أما ثاني هذه التحديات فيتمثل في تراجع التأييد للحزب الحاكم كما تشير الكثير من استطلاعات الرأى التي تم اجراءها الفترة الأخيرة، وذلك نتيجة للوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه تركيا، رغم أن جزء كبير من هذه الأزمات الاقتصادية هو نتيجة لأسباب عالمية مثل أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
أما التحدي الأكبر الذي يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فهو الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه تركيا، حيث شهد العام الماضي تراجع مؤشرات الاقتصاد التركي بوصول التضخم إلى نسب قياسية، وتراجعت الليرة التركية مرات متتالية، ما انعكس على مستوى معيشة المواطنين، وهذا ما تستغله المعارضة التي تتهم الحكومة التركية بالفشل في معالجة الأزمات الاقتصادية.
ويأتي الملف الكردي في صلب التحديات التي تواجه أردوغان وحزبه الحاكم، بعد أن أعلن حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد دعم مرشح المعارضة كليتشدار أوغلو، بعد أن كان الأكراد يصوتون في السابق لأردوغان وحزب العدالة والتنمية، حتى في الانتخابات الرئاسية 2018 التي شارك فيها المرشح الكردي صلاح الدين ديمرطاش.
بالإضافة إلى زلزال 6 فبراير، بعد أن كشف استطلاعات للرأي أجري في المناطق التي ضربها الزلزال المدمر فبراير الماضي، تراجع تأييد الحكومة التي يلاحقها بعض سكان هذه المناطق بأنها تأخرت في إيصال المساعدات.
كما أن تغيير حزب الشعب الجمهوري، المعروف بعلمانيته الشديدة، تعامله مع المجتمعات المحافظة، ولا سيما في قضية ارتداء الحجاب الذي كان يعارضه تماما، بل وترشيح محجبات على قوائمه البرلمانية، ووجود 3 أحزاب من خلفية إسلامية ضمن تحالف الأمة، هم حزب السعادة بقيادة تمل كرم الله أوغلو، وحزب التقدم والديمقراطية بزعامة علي باباجان، وحزب المستقبل بزعامة علي باباجان، ربما يؤدي إلى ذهاب بعض الأصوات المحافظة التي كانت تصوت لحزب العدالة والتنمية للمعارضة.
وتراهن المعارضة التركية على استقطاب أصوات الشباب، حيث سيصوت 6 ملايين شاب للمرة الأولى في الانتخابات، ينتمون إلى جيل لم يرَ سوى حكم العدالة والتنمية، وتراهن المعارضة على تصويته لها من أجل إحداث التغيير الذي يسعى إليه، وتشير الاستطلاعات إلى أن كتلة الحزب الحاكم الناخبة تتركز في الفئات الأكبر سنا.
رغم هذه التحديات التي تواجه أردوغان وحزبه الحاكم، هناك ثقة كبيرة من جانب أنصاره على الفوز في هذه الانتخابات، بل ويتوقعون أن يتم حسم هذه المعركة الانتخابية لصالح الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية من الجولة الأولى، ويستندون إلى الكثير من استطلاعات الرأي التي تكشف أن أردوغان سوف يحصل على أكثر من 50% في الجولة الأولى.
وما زال إردوغان ينافس بقوة في السباق الرئاسي الذي قد يشهد جولة ثانية بينه وبين مرشح المعارضة كليجدار أوغلو، حيث اشارت استطلاعات الرأي الأولية منذ الزلازل إلى تمكن إردوغان من الاحتفاظ بتأييده الشعبي إلى حدّ بعيد على الرغم من الاتهامات ببطء استجابة الحكومة للكارثة والتساهل في فرض لوائح البناء التي ربما كانت ستنقذ الأرواح.