بالأسماء.. اشتعال أسعار 5 سلع بالسوق المصري بعد الحرب السودانية
يواجه السوق المصري أزمة كبيرة تتمثل في ارتفاع عدد السلع الغذائية، التي أبرزها السمسم والطحينة والخبز السياحي واللحوم وبعض منتجات العطارة مثل القرنفل والقرفة، وذلك عقب الصراع القائم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم.
ولم يقف الأمر عند السلع التي نستوردها من الخرطوم، بل وصل إلى الصادرات المصرية التي توقف توريدها إلى السودان، ولعل أبزرها مواد البناء والتشييد بمختلف أشكالها (أسمنت- حديد- سيراميك)، أجهزة كهربائية، كيماويات، دهانات، والأغذية المُصنعة وأدوية.
وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، فقد سجّلت قيمة التجارة بين مصر والسودان ارتفاعًا بنسبة 18.2 بالمئة خلال عام 2022، لتبلغ 1.434 مليار دولار في مقابل 1.212 مليار دولار خلال عام 2021.
ويستحوذ السودان، على 13.2% من إجمالي قيمة التبادل التجاري بين مصر والقارة الإفريقية، حيث بلغت صادرات مصر للسودان نحو 929 مليون دولار خلال العام الماضي، بينما وصلت صادرات السودان لمصر في 2022، لنحو 504.5 مليون دولار.
وبحسب خبراء، فإن مصر تعتبر من أكثر الدول العربية والإفريقية تضررا من الصراع الدائر في السودان، وخاصة على المستوى الاقتصادي، لأنه هناك ثلاث أطر مؤسسية اقتصادية تربط بين مصر والسودان، وهم: منطقة التجارة الحرة العربية، ومنطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية، وكذلك اتفاقية الكوميسا، والذين سيتأثروا مع الصراع السوداني.
ارتفاع أسعار اللحوم السوداني
وبداية شهر مايو الجاري، أعلنت المجمعات الاستهلاكية، رفع أسعار اللحوم السودانية بقيمة 30 جنيها ليتم بيعها بـ195 جنيها بدل من 165 جنيهًا.
وتمد السودان مصر، بنحو 10% من احتياجاتها من المواشي واللحوم الحية من الجمال والبقر والأغنام، وهي إحدى السلع الاستراتيجية، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، وهو ما يزيد الضغط على أسعار اللحوم محليًا والتي ستؤثر سلبًا على معدلات التضخم الشهور القادمة.
وكان الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، أكد أن الوزارة تمتلك 5 آلاف رأس ماشية سودانية حية حاليًا تكفي مصر لمدة 1.7 شهر، وأنه يجرى بحث الصعوبات التي قد تواجه عمليات التوريد من السودان بعد الأحداث الأخيرة.
وأضاف أنه يجرى دراسة استيراد اللحوم من تشاد والصومال لتنويع مصادر استيراد اللحوم، ولتعويض أي نقص توريد المنتج من أي مصدر آخر، إلا أن السودان ستظل المصدر الأول والرئيسي لتوريد اللحوم بالنسبة لمصر.
انخفاض حركة التجارة
وفي هذا السياق، قال أحمد شيحة، عضو الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجاري، إن الواردات والصادرات من وإلى السودان ستتأثر بالصراع القائم لأنه لا يوجد أي استقرار في الصناعة والتجارة، مؤكدًا أنه لا يوجد أي أمان في تبادل السلع بين البلدين.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن جميع السلع التي سيتم استيرادها من السوادن ستتأثر سواء بارتفاع الأسعار أو نقص في المعروض وهو الأمر الذي يستوجب على الحكوم إيجاد بدائل.
وأشار «شيحة»، إلى أن أسعار السلع سترتفع نتيجة زيادة تكلفة مدخلات الإنتاج في بلد المنشأ وهي السودان، متابعًا: «أما في حالة الاستيراد من أماكن بديلة سيكون له تكلفة عالية بخلاف السودان التى تتميز بانخفاض أسعارها عن باقي الدول التي يتم الاستيراد منها سواء كان على مستوى اللحوم أو المنتجات الزيوت والصمغ والسمسم».
وأوضح عضو الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجاري، أن وضع ارتفاع أسعار السلع التي يتم استيرادها من السودان سيظل مستمر حتى تستقر الأوضاع مرة أخرى.
الاستغناء عن السمسم
ومن ناحيه، قال خالد صبري، المتحدث الرسمي باسم الشعبة العامة للمخابز بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن السودان مصدر أساسي للسمسم في مصر، بجانب ما يتم زراعته في الأقصر وأسوان، موضحًا أن زراعة السمسم في مصر منخفضة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن سعر الـ25 كيلو سمسم وصل إلى 3200 جنيه، بدلًا من 700 جنيه، لافتًا إلى أن نسبة الزيادة وصلت إلى أكثر من 400%.
وأشار «صبري»، إلى أن السمسم يدخل في صناعة الخبز، هو ما أدى إلى زيادة سعر رغيف الفينو، متابعًا: «ولكن مع اعتباره من السلع غير أساسية في صناعة الخبز ومن المتوقع الاستغناء عنه في حالة استمرار ارتفاع الأسعار».
وواصل: «ومع ذلك السمسم يدخل في صناعات أخرى مثل الطحينة والتي ارتفعت بنسبة تصل إلى 100% خلال الفترة الماضية، حيث وصل سعر كيلو الطحينة إلى 150 جنيهًا بدلًا من 70 جنيهًا في السابق».
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الشعبة العامة للمخابز، أنه مع ارتفاع أسعار الطحينة، ظهرت حالات غش، عن طريق إضافة مكونات أخرى للطحينة لإعطاء نفس القوام مثل الدقيق والبقسماط والزيت.
وأكد أن هذا بجانب ارتفاع منتجات العطارة التي يتم استيراد من السودان ولها جماهيرية في مصر ويتم استخدمها في المعجنات مثل القرفة والقرنفل.