رئيس الوزراء يتفقد ميناء السادس من أكتوبر الجاف بعد تشغيله
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ميناء السادس من أكتوبر الجاف، والذي تم تشغيله تجريبيًا خلال فعاليات مؤتمر المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ نوفمبر الماضي.
رافق رئيس الوزراء كل من الفريق مهندس كامل الوزير - وزير النقل، واللواء أحمد راشد - محافظ الجيزة، واللواء عمرو إسماعيل - رئيس الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة، والشحات الغتوري - رئيس مصلحة الجمارك المصرية، والمهندس أحمد السويدي - الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السويدي إليكتريك.
بدأت جولة رئيس الوزراء لعدد من مكونات هذا المشروع، مؤكدًا أن هذا المشروع، يمثل نموذجًا مميزًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، في مرحلة تشهد تكليفات واضحة من الرئيس عبدالفتاح السيسي - رئيس الجمهورية، للحكومة بمنح فرصة أكبر للقطاع الخاص، المحلي والأجنبي، للمساهمة مع الدولة في تنفيذ المشروعات الكبرى.
واستمع "مدبولي" إلى شرح من الفريق مهندس كامل الوزير - وزير النقل، الذي أوضح أن ميناء السادس من أكتوبر، يعدُ أول ميناء جاف في مصر، وتم تنفيذه في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لافتًا إلى أن هذه الشراكة، قامت بين الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة، التابعة لوزارة النقل، وشركة ميناء أكتوبر الجاف، المُكونة من تحالف شركتي السويدي إلكتريك، الرائدة في مجال توفير حلول الطاقة المتكاملة والبنية التحتية والحلول الرقمية، بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وشركة "دي بي شنكر" الألمانية، المُتخصصة في مجال اللوجستيات والنقل مُتعدد الوسائط، وبتمويل من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وذلك بهدف توفير نموذج لمرفق ميناء متكامل، يعمل وفق أحدث النُظم الرقمية العالمية في مصر، حيث يبلغ حجم العمالة المباشرة بالمشروع 500 عامل، بالإضافة إلى 2000 فرصة عمل غير مباشرة.
وأكد الفريق كامل الوزير، أن هذا الميناء يمثلُ بداية انطلاقة كبيرة لإنشاء 14 ميناء جافًا ومنطقة لوجستية، بواقع 8 موانئ جافة، و6 مناطق لوجيستية، والتي ترتبط جميعها بشبكة السكك الحديدية والموانئ البحرية، لتستوعب ما يزيد على 5 ملايين حاوية مكافئة سنويًا، مضيفًا أن تنفيذ الميناء الجاف يتم في إطار استراتيجية وزارة النقل، التي تتمثل في إيجاد محاور لوجستية تنموية متكاملة، لربط مناطق الإنتاج الصناعي والزراعي والتعديني والخدمي، بالموانئ البحرية، عبر وسائل نقل نظيفة وسريعة وآمنة، مشيرًا إلى أن الميناء يأتي ضمن محورين لوجستيين رئيسين هما: محور السخنة/ الإسكندرية، ومحور القاهرة / الإسكندرية، لتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية، بجعل مصر مركزًا عالميًا للتجارة العالمية واللوجستيات.
وأوضح الفريق كامل الوزير، أن تنفيذ الميناء يهدف لتحقيق عدة أبعاد اقتصادية، وتنموية، وبيئية، من بينها: تنمية المناطق الصناعية، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في القطاع اللوجستي، إلى جانب زيادة حركة التداول في الموانئ البحرية ومنع تكدس الحاويات بها، وكذلك تسريع دورة عمل سلاسل الإمداد للصادرات والواردات، والمساهمة في إجراءات التحول الرقمي لحركة البضائع، للحد من تكاليف تأخير الحاويات بالموانئ.
وأضاف "الوزير" أن الميناء يقدمُ خدمات مُضافة للقطاع اللوجستي، للحد من ازدحام الطرق والمحاور بحركة الشاحنات وكذا الحوادث الناتجة عنها، وتقليل الانبعاثات البيئية الضارة الناتجة عن حركة شاحنات النقل الثقيل، إذ يتم استخدام القطارات في النقل بما يحقق خفض الانبعاثات الضارة، وهو ما يدعم الحد من آثار تغير المناخ، منوهًا إلى أن مشروع ميناء أكتوبر الجاف، حصل على جائزة "IJ Global" كأفضل وأول مشروع نقل في إطار برنامج المدن الخضراء للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي يخدم المناطق الصناعية بمصر.
شملت جولة رئيس الوزراء بالميناء، تفقد غرفة التحكم الرئيسية للميناء، والتي يتم من خلالها التحكم في حركة تشغيل الميناء بأكملها، حيث تقوم بالتحكم في حركة الشحن والتفريغ من وسائل النقل المتعددة، كما يتم من خلالها التعامل مع الخطوط الملاحية العالمية، وكذلك جميع الجهات الحكومية العاملة بالميناء، بالإضافة إلى تفقد عدد من المباني والإنشاءات بالميناء والخاصة بالإدارة، والهيئات الحكومية، والتصاريح، وخدمة العملاء، وجهات الفحص والمعاينة، وسلامة الغذاء، ومبنى الإسعاف، ومظلة التحميل، ومبنى الشرطة، والمخزن الجمركي، ونقطة المطافئ.
تجدر الإشارة إلى أن ميناء أكتوبر الجاف يقع في قلب المنطقة الصناعية واللوجستية بمدينة 6 أكتوبر الجديدة على بعد 25 كيلومترًا غرب المنطقة الصناعية على طريق الواحات البحرية السريع، وبالقرب من الطريق الدائري الإقليمي، ويقام على مساحة 100 فدان، وملحق به منطقة لوجستية بمساحة 300 فدان.
كما يتصل ميناء أكتوبر الجاف بشبكة سكك حديد مصر من خلال 5 خطوط للتحميل والتفريغ، من خلال المحور اللوجستي القاهرة الإسكندرية، بهدف تسهيل نقل البضائع من الميناء الجاف إلى ميناءي الإسكندرية والدخيلة، وزيادة نقل البضائع بالسكك الحديدية، وتخفيف حركة نقل البضائع على الطرق للحفاظ عليها، وتصل الطاقة الاستيعابية القصوى للميناء إلى 720 حاوية مكافئة في اليوم.