بدعم إماراتي.. مستشفيات مجانية تداوي آلاف المرضى في اليمن
من تعز إلى شبوة وحتى حريب جنوبي مأرب، باتت المستشفيات المدعومة من الإمارات ملاذا أخيرا لفقراء اليمن، الذين يصطفون أمامها بالآلاف للعلاج مع أطفالهم.
مبادرات إنسانية إماراتية توجت بتأهيل ودعم المستشفيات الحكومية اليمنية للرفع من كفاءة القطاع الصحي المنهار في البلاد، بسبب حرب مليشيات الحوثي.
فمن مستشفى 2 ديسمبر في المخا غربي تعز إلى مستشفى شبوة العام في مدينة عتق حاضرة شبوة على بحر العرب إلى مستشفى حريب العام جنوبي مأرب عاصمة مملكة سبأ القديمة، يتسلم عشرات المرضى أدويتهم المجانية، وفقا للوصفات الموقعة من الطبيب المعالج.
يعد تقديم المستشفيات في اليمن للعلاجات المجانية أمرا نادر الحدوث، إذا ما قورن بوضع المستشفيات الأخرى، حيث تباع الأدوية للمرضى بمن في ذلك الفقراء منهم، بأسعار مرتفعة.
مشفى حريب نموذجا
ودعمت الإمارات منذ حرب مليشيات الحوثي أواخر 2014، عشرات المستشفيات اليمنية كان أبرزها مستشفى حريب العام الذي شيد عام 1974 وأصبح اليوم بعد إعادة تأهيله وترميمه ملجأ لأكثر من 100 ألف نسمة وآلاف النازحين آخرين.
فعقب تدخل مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، تحول مستشفى حريب إلى منشأة طبية حديثة تجسد الحكمة الإماراتية واهتمامها بالشعب اليمني، وبإنشاء مشاريع خدمية تلامس حاجة سكان اليمن بشكل مباشر.
وأصبح المستشفى يخدم نحو 3 مديريات هي "حريب" و"العبدية" في مأرب و"عين" التابعة لمحافظة شبوة، كما يستقبل مختلف الحالات الإنسانية التي تحتاج لتدخل طارئ من العسكريين والمدنيين بمن فيهم النازحون.
يقول مدير مستشفى حريب في اليمن عبدالله بن سيف الشريف إن المستشفى تلقى منذ تأسيسه أكبر تدخل صحي من قبل مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية شمل ذلك ترميمه وتأهيله ودعمه بالكادر الطبي والأدوية.
وأضاف "المواطنون المرضى دائما ما يعبرون عن سعادتهم بعد أن تصرف لهم الأدوية مجانا عبر صيدلية المستشفى"، مشيرا إلى أن قيمة الأجهزة الطبية التي قدمتها مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية تفوق 747 ألف ريال سعودي بالإضافة لقيمة الأدوية والمستلزمات والمحاليل الطبية.
وكشف أن المؤسسة التي تعد إحدى الأذرع الإنسانية الإماراتية تعتزم اعتماد عدد 10 اختصاصيين تختلف مرتباتهم حسب المؤهل ما بين 3 آلاف دولار إلى 2000 دولار أمريكي وذلك في إطار خطة المؤسسة لتطوير العمل الطبي بالمستشفى.
وشكر المسؤول اليمني مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية على ما تقدمه من خدمات، كما قدم الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعبا لوقوفهم بجانب الشعب اليمني وخاصة مديرية حريب في ظل الوضع الحالي.
وتعاني حريب من هجوم شرس تقوم به مليشيات الحوثي لاحتلال المديرية التي تضم عددا كبيرا من المواطنين والنازحين ما سبب ضغطا كبيرا على المستشفى الحكومي.
مستشفى 2 ديسمبر
وسط بهو فسيح، كانت مجموعة من النسوة يجلسن على الكراسي، في انتظار دورهن لتلقي الخدمات الطبية في مستشفى 2 ديسمبر الذي شيدته المقاومة الوطنية بتمويل إماراتي، بمدينة المخا لتقديم الرعاية الطبية للشعب اليمني.
وأمام نافذة صيدلية مستشفى 2 ديسمبر، يصطف عشرات المرضى بشكل منتظم لتسلم أدويتهم المجانية، ويرشد الموظفون مرضى آخرين إلى العيادات التي يجب زيارتها وفقا للشكاوى التي يقدمونها عن أعراضهم المرضية، وهي طريقة تسهل للمرضى فرصة زيارة الطبيب بدلا من البحث عنه بين أقسام المستشفى.
يقول أحد المرضى لـ "العين الإخبارية"، إنه قدم من منطقة ريفية في محافظة الحديدة غربي اليمن وكان في طريقه إلى عدن قبل أن ينصحه أحد أصدقائه بالتوجه لمستشفى 2 ديسمبر، عوضا عن رحلته الطويلة والمكلفة.
ولفت إلى أن تكاليف الانتقال والإقامة في مدينة عدن كانت تزيد من فاتورة الحصول على المعالجات الطبية، لكنه اليوم لم ينفق تلك الأموال ما دام مستشفى 2 ديسمبر يقدم الخدمات ذاتها بشكل مجاني.
وقال مدير طبية المقاومة الوطنية طارق العزاني، إن مستشفى 2 ديسمبر يعتبر نموذجا للعمل بصمت وإخلاص من أجل خدمة المرضى، معبرا عن شكره لمؤسسة خليفة على دعمها للمستشفى.
وأضاف أن المستشفى استقبل منذ إنشائه وحتى الآن نحو 26 ألف مريض من مختلف مديريات الساحل الغربي لليمن.
يشار إلى أن الإمارات شيدت عشرات المستشفيات في اليمن أبرزها مدينة زايد الطبية التي يجري تشييدها على قدم وساق في مدينة المخا والتي متوقع أن تخدم ملايين اليمنيين.