رئيس التحرير
خالد مهران

توافقات 6+6 والخروقات المصاحبة لها وأبعادها على الحل السياسي في ليبيا

توافقات 6+6 وأبعادها
توافقات 6+6 وأبعادها على الحل السياسي في ليبيا

في إطار التطورات المتسارعة في ليبيا والمتعلقة بمبادرة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي والقاضية بإجراء إنتخابات قبل نهاية العام الجاري، أكدت  اللجنة الدستورية المشتركة 6+6 المكلفة بإعداد القوانين الانتخابية، في بيان صحفي أمس تحقيق توافق بين أعضائها على النقاط المتعلقة بانتخاب رئيس الدولة وأعضاء مجلس الأمة (مجلس النواب ومجلس الشيوخ)، إضافة لعدة نقاط فنية تفصيلية.
جاء البيان في ختام إجتماعات اللجنة في بوزنيقة المغربية، والذي أكد أن اللجنة تعمل ضمن مهامها ومقتضيات تشكيلها بناء على ما جاء في التعديل الثالث عشر للإعلان الدستوري، مبينة أن السلطة التشريعية القادمة، أي مجلس الأمة، ستشكل من غرفتين مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وهو ما يستغرق بعض الوقت في صياغة وضبط التشريعات الخاصة بها، والتي قد تستمر على مدار أسبوع.
إلا أن مصادر مقربة من اللجنة رفضت الكشف هويتها أكدت أنه لا زالت هناك خلافات بين الأعضاء حول النقاط المتعلقة بترشح العسكريين، في إشارة هنا إلى معارضة ترشح قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، وأن تأجيج الخلاف بعدما حصل توافق نسبي أتى بفعل رشوة بعض الأعضاء من قبل جهات تابعة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة وجماعة الإخوان المسلمين.
وهذا السيناريو شبيه بما حدث أثناء ملتقى الحوار الوطني في جنيف في العام 2020، حين تلقى أعضاء بملتقى الحوار رشاوى تتراوح بين 150 ألف دولار و200 ألف دولار، للتصويت للدبيبة كرئيس للوزراء. وهو الذي حدث بالفعل  ووصل الدبيبة إلى رأس السلطة في طرابلس وتمت عرقلة إنتخابات ديسمبر بدلًا من إجرائها.
يُشار إلى أن المبعوث الأممي لدى ليبيا، سبق وأن دعا لجنة 6+6 إلى العمل بسرعة من أجل إنجاز قاعدة دستورية متوافق عليها والتقدم بإتجاه إنجاز الإنتخابات الرئاسية وتشكيل مجلس الأمة قبل نهاية العام الجاري، وهدد بطرح بدائل أخرى كتكثلة بلجنة يقوم بتشكيلها هو، تتجاوز المجالس التشريعية في البلاد وتُجري الإنتخابات.
وهذا الإستعجال إضافة إلى الإصرار على عدم ترشح حفتر يضع البلاد في مأزق جديد يهدد بعودتها إلى مربع الصفر وربما إشتعال الإقتتال من جديد. ناهيك عن أن آراء السياسيين الليبيين تباينت حول استحداث مجلس شيوخ، ليكون مقره العاصمة طرابلس (غربًا)، مقابل مجلس النواب بشرق البلاد. فبينما وافق البعض على إنشائه، تخوَّف آخرون من أن يدفع هذا المقترح إلى مزيد من الانقسام السياسي بين شرق ليبيا وغربها.
وبالنظر إلى الدعم الكبير الذي تلقته مبادرة باتيلي من قبل الإدارة الأمريكية، ومباركتهم لتحركاته وقبولهم بلجنة 6+6 ومخرجاتها التي ستصدر لاحقًا، يتم التأكد بأن الولايات المتحدة الأمريكية التي حركت الأزمات الكثيرة حول العالم وقلبت أنظمة وخلقت فوضى، لا تريد لليبيا أن تذهب نحو إنتخابات نزيهة، وستبقى تضغط مع أدواتها كالدبيبة وغيره لتبقى ليبيا ضعيفة وتابعة ومجزأة.