الورقي
هل ستغير السيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية من مصير الحرب؟
كان لسقوط مدينة باخموت الأوكرانية تأثير كبير في موازين السياسة الدولية وكسر حالة التفاؤل التي تحدثت عن تقدم أوكراني وشيك في الحرب الروسية الأوكرانية.
رد الفعل الروسي
كشفت صحيفة “ألبوبليكو” الإسبانبة، أن روسيا أحتفلت رسميًا عبر وزارة الدفاع الخاصة بها بعملية السيطرة على باخموت، وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، مجموعة مرتزقة فاجنر الروسية والجيش الروسي بانتهاء العملية في هذه المدينة الأوكرانية.
كما ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنه على جبهة أرتيوموفسك (الاسم الروسي لباخموت)، نتيجة للأعمال الهجومية لمجموعات فاجنر الهجومية بدعم من مدفعية وطيران المجموعة الجنوبية للجيش الروسي، تم تحرير أرتيوموفسك في ملاحظة نشرت على Telegram.
رد الفعل الاوكراني
بينما بدا الإرتباك على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تصريحاته الصحفية حول باخموت.
وأكدت الصحيفة، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، أن باخموت "ليست محتلًا من قبل روسيا"، وذلك في ظهوره أمام وسائل الإعلام بعد مشاركته في قمة مجموعة السبع في هيروشيما (اليابان).
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكيإنه لا يمكنه مشاركة المعلومات الدقيقة عندما يتعلق الأمر بالتكتيكات العسكرية، على الرغم من أنه أشار إلى أن أوكرانيا "تدعم" القوات في باخموت وأن "الشهود" يظهرون أن المدينة "ليست محتلة من قبل الاتحاد الروسي".
وأضاف الرئيس الأوكراني أنه "لا توجد عدة طرق لتفسير" هذه المعلومة، عندما سألته وسائل الإعلام عن الارتباك الناجم عن بعض كلماته السابقة، والتي أجاب فيها بشكل غامض على سؤال آخر حول ما إذا كان الأوكرانيون ما زالوا يقاتلون من أجل السيطرة على باخموت أو إذا كانت المدينة قد انتقلت إلى أيدي الروس، كما تدعي وزارة الدفاع الروسية.
بدأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقول عندما سُئل عن الضجة التي سببتها تصريحاته السابقة، "لم تعد لدينا أسئلة بسيطة، تمامًا كما ليس لدينا إجابات بسيطة"، مما أجبر المتحدث باسمه، سيرجي نيكيفوروف، على التوسط لتوضيحها.
وأوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قائلًا: “ليس هناك سوء تفاهم، أنا أفهم بوضوح ما يحدث في باخموت" وقال زيلينسكي "ليس هناك سوء تفاهم، وأنا أفهم بوضوح ما يحدث في باخموت، وأنا أفهم بوضوح سبب حدوث كل هذا، لا يمكنني مشاركة جميع المواقف التكتيكية لجيشنا".
وشدد الرئيس الأوكراني على أن أوكرانيا تُظهر أن روسيا "لا تستطيع احتلالها"، على الرغم من كونها قوة عسكرية متفوقة مسبقًا، وأن القوات الأوكرانية "تقوم حاليًا بمهمة بالغة الأهمية"، على الرغم من أنه تجنب ذكر أين بالضبط في قضية باخموت.
المقاومة المتبقية
لا تزال الوحدات الأوكرانية تقاتل في مدينة باخموت الأوكرانية، في معاقل صغيرة يمكن أن تسقط في غضون أيام.
وقالت نائبة الوزير ماليار على قناتها على تلغرام "قواتنا في باخموت تسيطر على بعض البنية التحتية والمنطقة السكنية في منطقة ليتاك (جنوب غرب مدينة باخموت الأوكرانية). القتال مستمر".
ومع ذلك، تشير رسائل أخرى من نائب الوزير الأوكراني إلى أن المقاومة في باخموت ستكون بالفعل دقيقة للغاية: "إن الدفاع عن باخموت كمدينة قد حقق مهمته بالكامل"، حيث تم "تقليص احتمالات الحرب الروسية في تلك المنطقة بشكل كبير". قال ماليار في عشرة أشهر من القتال في تلك المدينة.
مفتاح مدن اخرى
وأوضحت الصحيفة الإسبانية، أن مدينة باخموت الأوكرانية ليست مجرد رمز، ولكنها ممر نحو المزيد من الفتوحات
على الرغم من أن حكومة كييف وحلفائها الغربيين يميلون الآن إلى التقليل من أهمية مدينة باخموت الأوكرانية، فإن أمر زيلينسكي الملح لجيشه بالبقاء في المدينة يظهر أن قيمته الحقيقية تتجاوز مجرد رمزية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا تم تأكيد الاستيلاء على مدينة باخموت الأوكرانية بنسبة مائة بالمائة، فلن تكون فقط أول مدينة رئيسية يحتلها الروس منذ يوليو الماضي. سيفتح ممرًا للجيش الروسي للتقدم نحو المدينتين الكبيرتين في منطقة دونيتسك اللتين لم يتم احتلالهما من قبل قوات الكرملين: كراماتورسك وسلوفيانسك.
إذا وقعت هاتان المدينتان في أيدي روسيا، فسيكون الاستيلاء على دونباس قد اكتمل عمليًا، تلك المنطقة التي أراد السكان المؤيدون لروسيا إنشاء منطقة حكم ذاتي لأوكرانيا حولها مجمعة حول جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
في هذه الحالة، يمكن لبوتين أن يعلن أنه أكمل حملته الصليبية في أوكرانيا لتحرير الأراضي الموالية لروسيا والاستعداد لتعزيز مكاسبه في مفاوضات نهائية لإنهاء الحرب
جدير بالذكر أن مدينة باخموت أو أرتيموفيسك كما تسميها موسكو والإعلام الروسي هي من أهم المدن الأوكرانية في إقليم دونباس، وذلك لأنها تقع على مفترق طرق هام يصل للعديد من المدن الهامة في الإفليم، كما أنها تشتهر بمناجم الملح ويوجد بها اكبر حجرة في العالم من مناجم الملح.
