اللواء رأفت الشرقاوي يكتب: دماء في الحرم الجامعي
طالعتنا كافة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ومواقع التواصل الاجتماعى؛ أحداث جريمة يندى لها الجبين فى محراب من محاريب العلم، تمثلت في قيام طالب بكلية الهندسة جامعة المنصورة بالتعدي على زميله بكلية الآداب بنفس الجامعة طعنًا أثناء تواجدهما أمام كلية الهندسة داخل الحرم الجامعي، بدعوى الخلاف بينهما على إدارة جروب خاص على الفيسبوك.
جرائم طلاب العلم داخل الحرم الجامعي
لم تكن تلك الواقعة هي الأولى من نوعها داخل الحرم الجامعي بجامعة المنصورة - فقد سبق أن شهدت الجامعة واقعة قيام طالب بكلية التربية بمحاولة نحر زميله داخل الحرم الجامعى بسبب الخلاف بينهما على قلم جاف، مرورًا بنشوب مشاجرة بين الطلاب استمرت لمدة نصف ساعة داخل الحرم الجامعى، والذي استخدم فيها الشوم والعصا - وصولًا إلى الواقعة الشهيرة التي دارت أحداثها أمام الحرم الجامعى، وراحت ضحيتها الطالبة نيرة أشرف ذبحًا على يد زميلها محمد عادل، أمام أحد أبواب الجامعة بدعوى العلاقة العاطفية التى رفضتها الفتاة رحمه الله عليها.
الحوادث المشار إليها، دارت أحداثها داخل أروقة جامعة المنصورة فى مكان المفترض أنه محراب للعلم وملاذا أمنا للطلاب، حيث تشير عملية تكرار هذة الحوادث داخل الحرم الجامعي إلى قصور شديد فى مجال الأمن الإداراى بالجامعات، وتؤكد عدم وجود الخبرة الكافية لأفراد الأمن الاداراى أو القدرة على التعامل مع هذه المواقف الصعبة والمشابهة فى ظل ظهور عجزًا تامًا عن التصرف فى العديد من المواقف التى مثلت خطرًا على حياة الطلاب.
السطور السابقة تثير تساؤلًا مهما حول كيف تحول الحرم الجامعي من مكان لإعداد كوادر بشرية نوعية مؤهلة ومتخصصة في حقول المعرفة الحديثة ذات التأثير الفعّال بالتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، إلى ساحة حرب بين الطلاب؛ يكون فيها البقاء للأقوى؟، حيث يطالب الجميع بضرورة تعزيز إجراءات الأمن فى الجامعات لعدم تكرار مثل هذة الحوادث وربط الأمن الإداراى بالأمن المحلى لسرعة الانتقال والسيطرة على الأوضاع والأحداث التى يصعب على الأمن الإدارى السيطرة عليها.
الجامعة تخلت عن أهدافها في إعداد كوادر بشرية نوعية مؤهلة ومتخصصة في حقول المعرفة الحديثة
يؤسفني أن أرى الحرم الجامعى اليوم مكانًا بلا هيبة أو احترام، ويبدو أن الجامعة قد تخلت عن أهدافها في إعداد كوادر بشرية نوعية مؤهلة ومتخصصة في حقول المعرفة الحديثة، وتوفير البيئة الأكاديمية الداعمة للإبداع والتميز والابتكار والفكر الناقد البنّاء، وتشجيع البحث العلمي والمعرفة الإنسانية لخدمة المجتمع وتقدمه وتقدمهما، من خلال بناء نواة علمية باحثة قادرة ومؤهلة تسهم في إنتاج المعرفة الإبداعية والإبتكارية ونشرها، الأمر الذي تسبب تحرش طالب بزميلته، والتلفظ بالفاظ سوقية بالإضافة إلى ارتداء ملابس لا تليق بالصرح العلمي العظيم الذي يدرس به الطالب، فضلًا عن دخول طلاب الجامعة بحوزتهم أسلحة بيضاء وألعاب نارية.
وسبق أن أعلن المجلس الأعلى للجامعات، قائمة المخالفات التى لا يجوز للطلاب أن يسلكها سواء داخل الحرم الجامعى أو خارجه منها: (الاعمال المخلة بنظام الكلية أو المنشآت الجامعية تعطيل الدراسة أو التحريض عليه أو الامتناع المدبر عن حضور الدروس، والأفعال التى تتنافى مع الشرف والكرامة أو المخلة بحسن السير والسلوك، والاخلال بنظام الامتحانات، واتلاف المنشآت والأجهزة أو المواد أو الكتب الجامعية، وكل تنظيم للجمعيات داخل الجامعات دون ترخيص، وتوزيع النشرات أو إصدار جرائد الحائط دون ترخيص من السلطة الجامعية، الاعتصام داخل المبانى الجامعية والتظاهرات).
عقوبة الجرح النافذ
ووقانونًا، تنص المادة رقم 240 من القانون رقم 58 لسنة 1937 فىقانون العقوبات المصري على أن كل من أحدث بغيره جرحا أو ضربا نشأ عنه قطع أو انفصال عضو فقد منفعته أو نشأ عنه كف البصر أو فقد أحد العينيين أو نشأ عنه عاهة مستديمة مستحيل برؤها، يعاقب بالسجن من 3 سنوات إلى 5 سنوات، أما إذا كان الضرب صادرًا عن سبق إصرار أو ترصد أو تربص فيحكم بالسجن المشدد من 3 سنوات إلى 10 سنوات.
ختامًا، اطالب أبنائي الأعزاء من طلاب الجامعات بوصفهم مستقبل مصر، احترام هذا المجتمع وأماله وشيم وهيبة ومكانة الحرم الجامعى سواء فى الداخل والخارج، واحترام الجميع سواء الزملاء فى الجامعة أو خارجها ولا تنسى أن أى تصرف خاطئ قد يغير مسار حياتك، ويلقى بك فى غيابات السجون بدلا من تقلد الوظائف التى تصبو إليها أنت وذويك.. حفظكم الرحمن وسدد خطاكم.