سول تتهم مقاتلات روسية وصينية بدخول مجالها الجوي.. وموسكو تنفي
قالت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" الأربعاء، إن طائرات حربية صينية وروسية دخلت "بشكل مؤقت" إلى منطقة الدفاع الجوي الكورية الجنوبية، ما استدعى نشر سول عددًا من مقاتلاتها، فيما ذكرت اليابان أن المقاتلات حلّقت فوق بحر اليابان، في حين أكدت روسيا والصين قيامهما بالدورية، ونفت موسكو انتهاك المجال الجوي لأي دولة.
ونقلت الوكالة عن هيئة الأركان الكورية الجنوبية المشتركة قولها إن مقاتلتين صينيتين و6 مقاتلات روسية، دخلت مجال الدفاع الجوي لسول.
وأفادت "يونهاب" بأن الجيش الكوري الجنوبي اتخذ "إجراءات تكتيكية" عقب دخول المقاتلات الثمانية إلى مجاله الجوي.
وقالت هيئة الأركان الكورية الجنوبية المشتركة إن الطائرات الحربية حلقت عبر مجال الدفاع الجوي، ولكنها "لم تنتهك المجال الجوي لأراضي لبلاد".
بدورها، قالت وزارة الدفاع اليابانية إن قاذفتي قنابل صينيتين ومقاتلتين تشتبه في أنهما روسيتين، حلقت فوق بحر اليابان الأربعاء، وهو ما ردت عليه قوات الدفاع الجوي بنشر طائراتها، وفقًا لما نقلته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وذكرت الوزارة أنها تجمع المزيد من المعلومات حول الحادث وأنها تحاول الوصول إلى النية وراءه.
وفي 24 مايو الماضي، حلقت 6 قاذفات قنابل استراتيجية فوق المياه القريبة من اليابان وفقًا للوزارة، في ما اعتبره وزير الدفاع الياباني حينها أنه احتجاج على عقد قمة "كواد" مع الولايات المتحدة وأستراليا والهند في طوكيو.
رد صيني روسي
وقالت وزارتا الدفاع الروسية والصينية الأربعاء، إنهما نفذتا دورية جوية استراتيجية مشتركة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، وفقًا لوكالة "رويترز".
ونفت وزارة الخارجة الروسية أن تكون المقاتلات انتهكت المجال الجوي "لأي دولة" خلال الدورية.
وأشارت إلى أن المقاتلات الروسية والصينية امتثلت للقانون الدولي لدى تنفيذها للدورية، ولم تنتهك المجال الجوي لأي دولة، وفقًا لما ذكرته وكالة "ريا نوفوستي".
وأوضحت وزارة الخارجية الصينية أن الدورية كانت جزءًا من "خطة تعاون عسكري سنوية".
ولم تذكر الوزارة الصينية انتهاك المجال الجوي من عدمه، واكتفت بالقول إن الدورية حدثت فوق بحر اليابان، وبحر الصين الشرقي، ومنطقة المحيط الغربي الهادئ.
انتهاكات متكررة
وأوضحت هيئة الأركان الكورية الجنوبية المشتركة أنه نحو الساعة 5:48 صباحًا، دخلت قاذفتي قنابل صينتين من طراز "H-6" إلى منطقة الدفاع الجوي من الشمال الشرقي، وأن المقاتلتين غادرتا في قرابة الساعة 6:13 صباحًا.
وفي 6:44 عاودت القاذفتين دخول المنطقة، قبل أن تخرجا في 7:07 صباحًا. وعقب ذلك، دخلت ست مقاتلات روسية، بينها 4 قاذفات قنابل من طراز "TU-95"، ومقاتلتين من طراز "سوخوي 35". وحلقت المقاتلات فوق منطقة الدفاع الجوي في 12:18 وخرجت في 12:36 مساءً.
وقالت "يونهاب" أنه يبدو أن البلدين (الصين وروسيا) منخرطان في تدريب مشترك.
وردًا على الخطوة، نشرت كوريا الجنوبية مقاتلات بينها مقاتلات من طراز "F-35"، كـ "خطوة تكتيكية" لمواجهة احتمالات أي "وضع طارئ"، وفقًا لما ذكرته هيئة الأركان المشتركة.
ويذكر أن وزارة الدفاع الأميركية نشرت صورًا الاثنين لدخول قاذفة القنابل الاستراتيجية "B-1B لانسر"، إلى منطقة الدفاع الجوي لكوريا الجنوبية.
ويأتي دخول المقاتلات الصينية والروسية أيضًا، بعد يوم من مطالبة رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، الصين بـ "إثناء بيونج يانج عن السعي لتطوير الأسلحة النووية والصواريخ المحظورة"، وأن تقوم بمسؤولياتها كعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
واعتبر أن الصين "لا تتحمل المسؤولية فحسب عن التأثير على سلوك كوريا الشمالية، وإنما هي قادرة على فعل ذلك".
مناورات وقاذفات
وارتفع منسوب التوتر في شبه الجزيرة الكورية، مع إطلاق كوريا الشمالية عشرات الصواريخ، في وقت تلجأ دول عدة متحالفة مع الولايات المتحدة، على غرار سول وطوكيو، إلى زيادة الإنفاق العسكري في مواجهة التحديث العسكري السريع لبكين.
وفي مواجهة زيادة كوريا الشمالية تحركاتها وتجاربها العسكرية، مددت سول مناوراتها المشتركة مع الولايات المتحدة الأميركية، والتي أشركت فيها قاذفات "B-1B" الاستراتيجية، لأول مرة منذ عام 2017.
ونشرت وزارة الدفاع الأميركية الاثنين صورًا لمقاتلات أميركية وكورية جنوبية ترافق قاذفة القنابل خلال دخولها منطقة الدفاع الجوي الكورية الجنوبية.
وأطلقت كوريا الشمالية أخيرًا أكثر من 20 صاروخًا بما في ذلك صاروخ سقط جنوب خط الحدود الشمالي (خط الحدود البحرية الفعلية بين الكوريتين)، للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الكورية (1950-1953)، حسب وكالة "يونهاب".
وردًا على "الاستفزازات الأخيرة" لكوريا الشمالية، أعلنت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تمديد مناورات "عاصفة اليقظة" الجوية المشتركة بين البلدين، في موقف سارعت بيونج يانج إلى وصفه بأنه "اختيار خاطئ".