رئيس التحرير
خالد مهران

عسكري بريطاني: تفجير سد كاخوفكا يضع العالم أمام كارثة نووية

مفاعل نووي
مفاعل نووي

وصف هيميش دي بيرتون غوردون، عقيد سابق في الجيش البريطاني، تفجير روسيا للسد الذي يُغذِّي محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية بأنه "عمل إرهابي روسيّ".

وقال غوردون في مقال بصحيفة "التلغراف" البريطانية: في ظل فشل الجيش الروسي وبقاء قواته الجوية في حظائرها، يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لأن يُقدِم على أي فعل للتشبث بالمناطق التي تحتلها روسيا في أوكرانيا، ويحتفظ بعرشه في الكرملين.
وأضاف أن هذه جريمة حرب أخرى تُضاف إلى القائمة التي لا تفتأ تزداد، وتشمل الترحيل غير القانوني للأطفال، ما حدا بالمحكمة الجنائية الدولية أن تصدر أمرًا باعتقاله.

دوافع تفجير السد
 

وتابع أن الدافع العسكريّ الروسي وراء تفجير السد واضح، ولو أنه غير متوقع. فالمنطقة الشاسعة الواقعة غرب السد تضم طريقًا سريعًا "للدبابات" يفضي إلى شبه جزيرة القرم، ويعلم بوتين أنَّ قواته المُحبطة من المرجح أن تنهار في مواجهة دبابات تشالنجر وليوبارد التي تتقدم نحوها.

ورجّح الكاتب أن تسد الفيضانات هذا المحور لعدة أسابيع، قائلًا إن الأضرار البيئية والزراعية وحدها ستكون مهولة، ومع انقطاع الكهرباء التي تنتجها محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية، ستعاني أوكرانيا من نقص الكهرباء لفترةٍ من الوقت.ولكن هذا اللون من الأعمال الإرهابية ليس بجديدٍ على بوتين.

لكن الأوكرانيين فطنون وبارعون للغاية، يقول الكاتب، مؤكدًا أنَّ القيادة العليا الأوكرانية خططت لمثل هذا الاحتمال وسيكون لديها العديد من خطوط وأساليب الهجمات لتخليص نفسها من المُعاناة الجسيمة في أعقاب تفجير السد.
و في المراحل المبكرة، يبدو أيضًا أن الخطة الروسية أتت بنتائج عكسية، إذ تُدافعَ القوات الروسية عن هذا القطاع بحثًا عن أرضٍ مرتفعة، وتتبدد المياه الضروريّة لشبه جزيرة القرم في البحر الأسود.
قاب قوسين أو أدنى
واستدرك الكاتب بقوله: "رغم ذلك، قد تكون النتيجة المنشودة على المدى البعيد هي تسليح  مفاعل زابورويجيا النووي. منذ أشهر وأنا أحتجُّ بأن بوتين لن يتورع عن افتعال حادثة هناك إذا شعر أنها ستمنحه ميزة تكتيكية. وعارضني البعض. ولكن إذا تجاهل الغرب الأمر الآن، فسنمسي قاب قوسين أو أدنى من وقوع هذا الحادث على أرض الواقع".
ومع انقطاع الكهرباء وجفاف الماء من محطة الطاقة النووية العملاقة هذه، ستبدأ احتمالات انصهار المفاعلات، واستنفاد الوقود النووي، في أن تصبح منطقية.
وأشار الكاتب، وهو خبير في مجال الأسلحة المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية،  إلى أن تهديد بوتين الغرب بأسلحة نووية بدأ مع انطلاق هذه الحرب. لكن، حتى لو كان تهديده هذا واهيًا، من الممكن رغم ذلك أن يُستخدم  مفاعل زابروجيا النووي سلاحًا نوويًّا مُرتجلًا.
وأضاف: "لسنا على يقين بمقدار التلوث الذي يمكن أن يترتب على انفجار هذا المفاعل، أو إلى أين سيمتد الإشعاع الناجم عنه، لكنه سيكون كارثة إنسانية وبيئية عالمية لا محالة".

أنفاسها الأخيرة
 

يقول الكاتب إن "العملية العسكرية الخاصة" الروسية تلتقط أنفاسها الأخيرة الآن، ولا سيما في ظل زخف الجيش الأوكرانيّ الواثق والمدرب تدريبًا عاليًّا والمجهز تجهيزًا مُتقدمًا.
وبات أوضح من أي وقت مضى أن الجيش الروسي سيتعثر، ومع انعدام الوازع الأخلاقي للقائد الأعلى وقادة الجيش، فلا بد من التحوط لمزيد من أعمال العنف غير التقليدية. فقد كان الهجوم على المدارس والمُستشفيات نذيرًا بشرور أكبر وتفجير السد خطوة أخرى تشي بنوايا بشعة.
شبح التصعيد النووي
واختتم غوردون مقاله بالقول: "مهما كان الثمن، علينا أن نضمن انتصار أوكرانيا بأسرع وقت ممكن، إذ ما زال يخيم علينا شبح التصعيد إلى حرب كيميائية وبيولوجية ونووية".