اللافتات الإعلانية على الطرق والكبارى خطر يهدد حياة المصريين
تنتشر في معظم الطرق العامة وداخل المدن وأعلى الكباري بمصر، العديد من اللافتات الإعلانية، والتي تروج لبعض السلع والمنتجات الخاصة بالشركات بكافة أنواعها.
تلك اللافتات من المفترض عند إنشائها، أنها تخضع لعدة ضوابط وقوانين تنظم ذلك، فضلًا عن المواصفات الهندسية التى يجب مراعاتها عند تصميمها وإنشائها، بالإضافة إلى الحفاظ على الآداب العامة في محتواها وأن لا يكون خادش للحياء.
وبالرغم من ذلك، إلا أن الكثير من اللافتات لا يخضع مطلقًا لتلك الضوابط والمواصفات، وهو ما حدث أخيرًا بوقوع بعض حوادث الطرق وسقوط اللافتات كبيرة الحجم أعلى الطرق والكباري في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد.
وتستعرض «النبأ» خلال السطور التالية، العديد من الحوادث التي وقعت خلال الفترة الأخيرة، بسبب سقوط اللافتات الإعلانية والتي تسببت في وفاة بعض المواطنين وإصابة آخرين، فضلًا عن الخسائر المادية.
ففي مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، لقيت مهندسة تبلغ من العمر 49 عاما، مصرعها إثر سقوط لافتة إعلانية عليها بالقرب من أحد المولات التجارية، بسبب سوء الأحوال الجوية.
وكشفت التحريات التي أشرف عليها اللواء مدير الإدارة العامة لمباحث الشرقية، وفاة المهندسة «رانيا. م» تبلغ من العمر 49 عاما، سقطت عليها لافتة إعلانية، بالقرب من أحد المولات؛ مما أدى إلى إصابتها بكسر في الجمجمة ولقيت مصرعها في الحال.
حادث كوبري أكتوبر
وفي ذات السياق شهد كوبري 6 أكتوبر، حادث سقوط لافتة إعلانية ضخمة، أسفرت عن مصرع شخص وإصابة 3 أشخاص آخرين، فضلا عن تحطم 3 سيارات ملاكي و«موتوسيكل».
تلقت النيابة العامة إخطارًا في الأولَ من شهر يونيو الجاري بانهيار لافتة إعلانات كبيرة أعلى كوبري 6 أكتوبر تحديدًا أعلى عزبة أبوحشيش اتجاه ميدان التحرير، نتيجة اعوجاج قاعدتها الحديدية تأثرًا بسوء الأحوال الجوية والعاصفة الترابية، مما أدى إلى سقوطها على سيارتينِ ودراجة آلية وغلق الطريق بالاتجاهين وكسر عواميد للإنارة، وإصابة أربعة أشخاص ووفاة شخص واحد؛ فباشرت النيابة العامة التحقيقات.
انتقلت لمعاينة محل الحادث، ومناظرة جثمان المتوفَّى، وسؤال المصابينَ، وسألت النيابة العامة مديرَ الإيرادات والإعلانات بحي حدائق القبة فشهد بأن اللافتة محل الحادث منتهية الترخيص، وأن الجهة الإدارية حررت محضرًا بمخالفتها في فبراير الماضي، وقدم صورة من ملفها.
وفي السياق ذاته، يقول الدكتور مجدي صلاح نور الدين، أستاذ الطرق والنقل بكلية الهندسة جامعة القاهرة، إن الحوادث المتكررة لسقوط العديد من اللافتات الإعلانية الضخمة نتيجة لسوء الأحوال الجوية وربما لأسباب أخرى قد تكون فنية.
وأضاف في تصريح خاص لـ«النبأ»: «هذا يرجع لعدة عوامل؛ منها عدم الالتزام بالمواصفات الهندسية التي من المفترض أن يتم اتباعها عند إنشاء وتصميم أي لافتة إعلانية على الطرق؛ سواء الطرق السريعة أو المتواجد أعلى المباني داخل المدن».
وتابع «صلاح الدين»: «من المفترض أن الشركات المعلنة، هي التي تقوم بعمل صيانة دورية من الحين لآخر لهذه اللافتات الإعلانية وفقًا للقانون، بالإضافة لعمليات إحلال وتجديد هذه اللافتات منعًا لسقوطها وتسببها في بعض الكوارث مثلما حدث».
واستكمل حديثه لـ«النبأ»: «وفي حالة امتناع المعلن عن القيام بأعمال الصيانة والتنسيق المحددة بعد مضي خمسة عشر يومًا من تاريخ إخطاره بخطاب موصي عليه بعلم الوصول يكون للجهة المختصة القيام بذلك على نفقته، وتحصل تلك النفقات منه بطريق الحجز الإداري».
وأشار الدكتور مجدي نور الدين، إلى أن هناك بعض اللافتات الإعلانية تكون إضائتها شديدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث مشاكل في الرؤية لقائدي المركبات وخاصة داخل المدن وأعلى الكباري.
وأوضح أن هناك العديد من اللافتات الإعلانية المنتشرة بالطرق السريعة المسئول عنها الجهاز القومي لتنظيم الإعلانات على الطرق العامة وهي جهة تابعة لمجلس الوزراء وهي الجهة الوحيدة المنوطة بإصدار التراخيص لها.
أما اللافتات الإعلانية المنتشرة داخل المدن المصرية أعلى أسطح المباني والكباري والطرق داخل المدن، فهى تتبع المحليات وهى أيضا الجهة الوحيدة المنوطة بها -حسب تصريحات أستاذ الطرق والنقل بكلية الهندسة-.