رئيس التحرير
خالد مهران

عُمان تمهد طريق لصفقة تبادل سجناء بين أمريكا وإيران

السلطان العماني هيثم
السلطان العماني هيثم بن طارق آل سعيد

يبدو أن إيران والولايات المتحدة الأمريكية على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل السجناء، وذلك بعد أيام قيلة من تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بأن بلاده قد تجري تبادلا للسجناء مع واشنطن قريبًا، إذا أبدت الأخيرة ما وصفه بـ "حسن النية".

وسبق أن أرسل المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي إشارات حول إمكانية التوصل لاتفاق نووي مع الغرب، وأكد ذلك تصريح وزير خارجية سلطنة عمان، بدر البوسعيدي، بأن "إيران وأمريكا قريبتان من اتفاق لتبادل السجناء"، مؤكدًا أن "طهران جادة في التوصل إلى الاتفاق النووي".

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية يؤکد على إغلاق ملف تحقيق الوكالة الدولية كشرط مسبق للاتفاق
 المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني


 وقال البوسعيدي، في مقابلة مع موقع "المونيتور"، إن بلاده "عرضت بحسن نية إمكاناتها الدبلوماسية لمساعدة الجانبين، سواءً كان ذلك داخل عمان أو في أي مكان آخر"، مشيرًا إلى أنه "يشعر بالجدية من واشنطن وطهران للسعي لإحياء الاتفاق النووي".
 ورأى وزير الخارجية العماني، أن "الأجواء المحيطة بالموضوع النووي الإيراني إيجابية"، موضحًا أنه "يعتقد أن القيادة الإيرانية جادة في التوصل إلى اتفاق، فيما يرد الجانب الأمريكي بالمثل بحسن نية، إنهم على استعداد للقيام بذلك".
وكجزء من الاتفاق، تسعى إيران للإفراج عن أصول إيرانية بمليارات الدولارات مجمدة في بنوك كورية جنوبية بموجب العقوبات الأمريكية. وستسمح الآلية المقترحة لإيران بالوصول إلى هذه الأموال للأغراض الإنسانية فقط. وقد لعبت أطراف ثالثة، بما في ذلك عُمان وقطر والمملكة المتحدة، دورًا في أوقات مختلفة في تسهيل تلك المناقشات.
وقال البوسعيدي عن اتفاق سجناء محتمل: "أستطيع أن أقول إنهم قريبون". "ربما تكون هذه مسألة فنية"، مشيرًا إلى أن إيران بحاجة لإطار زمني لتنسيق مسألة الافراج عن الأموال المجمدة.

وعملت عمان كوسيط في الاتفاق النووي لعام 2015، واستضافت محادثات غير مباشرة بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين، وفقًا لعدة مصادر مطلعة على هذا الجهد. وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية، الإثنين  الماضي، التقارير التي تفيد بأن مسقط استضافت المناقشات، مضيفة أنها "ليست سرية".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للمونيتور إن الإدارة الأمريكية تسعى عبر القنوات الإقليمية لحث إيران بشكل متزامن على اتخاذ مسار إيجابي بشأن المفاوضات، بعد عدة أشهر من التطورات السلبية في الملف النووي".

وزير خارجية عُمان: لدينا قناعة قوية بوقف الحرب في اليمن
 وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي

تمهيد للاتفاق النووي

واعتبر الخبير الإيراني علي واعظ أن إطلاق سراح السجناء ستكون إحدى هذه الخطوات الإيجابية، مؤكدًا أن هناك صلة واضحة بين مفاوضات المعتقلين والسياق الأوسع الذي يمكن أن تحدث فيه الصفقة وهو الاتفاق النووي.

وأضاف واعظ أن الجانبين اقتربا من اتفاق بشأن المحتجزين في مارس، لكن تلك المناقشات خرجت عن مسارها لعدة أسابيع بعد أن أدت هجمات متبادلة بين القوات المدعومة من إيران وأفراد أمريكيين في سوريا إلى مقتل متعاقد أمريكي.

وتابع الخبير الإيراني قائلًا "يحاول العمانيون مساعدة الولايات المتحدة وإيران على معرفة كيفية تنفيذ صفقة المحتجزين في سياق لم يكن متوترًا وغير مستقر، كما كان في الماضي"، مضيفًا أنه يبدو أن هناك زخمًا كافيًا لصفقة المعتقلين وصفقة الأسرى قد تتم في الأسابيع القليلة المقبلة.
 وقال دبلوماسي أوروبي مطلع على المحادثات إن صفقة الأسرى "وشيكة". وقال متحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة "هذه الجولة من تبادل الأسرى كانت على جدول الأعمال لأكثر من عامين ونحن الآن، أكثر من أي وقت مضى، أقرب إلى التوصل إلى اتفاق".
وأشار موقع "المونتور" إلى أن ما يعزز هذه التكهنات هو موجة من النشاط الدبلوماسي في الأسابيع الأخيرة، حيث زار السلطان العماني هيثم بن طارق آل سعيد العاصمة الإيرانية في أواخر مايو، بعد وقت قصير من إطلاق طهران سراح عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فاندكاستيل في صفقة تبادل سجناء سهلتها مسقط. وبعد أيام من زيارة السلطان، أطلقت إيران سراح دنماركي واثنين من النمساويين، في صفقة ورد أن عُمان ساعدت في التوسط فيها.

ومن بين الأمريكيين المحتجزين لدى إيران، سياماك نمازي، وهو رجل أعمال إيراني يحمل الجنسية الأمريكية وصدر بحقه حكم في 2016 بالسجن 10 سنوات بتهمتي التجسس والتعاون مع الحكومة الأمريكية.