محلل سياسي يكشف تفاصيل تحركات واشنطن لتشكيل اللجنة الجديدة وإقصاء البرلمان الليبي
كشف المحلل السياسي المتخصص بالشأن الليبي “عادل الخطاب”، النقاب عن أنه بعد أن توافقت اللجنة المشكلة من البرلمان الأعلى للدولة في ليبيا بناءً على التعديل الثالث عشر للإعلان الدستوري، على مواد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، خلال اجتماعها في المغرب مطلع يونيو الجاري، سارعت الولايات المتحدة الامريكية بتحركات واتصالات مع عدد من الشخصيات لعرقلة المسار السياسي الليبي – الليبي، لاستبداله بمسار آخر تسطيع من خلاله تمرير أجنداتها على الإنتخابات المرتقبة في البلاد.
ونوه إلى أنه بناء على تصريحات لمصادر ليبية، فإن واشنطن أجرت اتصالات مع بعض الشخصيات الليبية من مختلف المناطق، وعرضت عليهم الانضمام للجنة السياسية الجديدة التي تحل محل "لجنة الـ 75"، التي تمخض عنها حكومة الوحدة الوطنية، وكشفت المصادر أن الاتصالات جرت من طرف الجانب الأمريكي خلال اجتماعات "لجنة 6+6"، في بوزنيقة في المغرب، أي أنها استبقت نتائج اجتماعات اللجنة، بالإعداد لتشكيل اللجنة الجديدة لتكون المسؤولة عن إعداد خارطة الطريق والقوانين الانتخابية، ما يعني إسهامها في عرقلة التوافق بين الجانبين على خارطة طريق "ليبية – ليبية".
وأوضح الخبير السياسي، أن الاتصالات التي جرت جاءت من أرقام هواتف كندية، وعرض فيها المسؤول الأمريكي على الشخصيات ترشيحها؛ للمشاركة في اللجنة الجديدة، التي يفترض أن تشكلها البعثة الأممية، وأن الجانب الأمريكي اتصل ببعض الأعضاء في ملتقى الحوار السياسي "لجنة الـ 75" لينضموا إلى اللجنة الجديدة، إذ من المقرر أن تحل اللجنة الجديدة محل "الملتقى"، الذي تم تشكيله في وقت سابق وانتهى دوره بعد تولي حكومة الدبيبة السلطة.
واشنطن تسعي لتمكين اللجنة الجديدة من وضع خريطة الطريق واقصاء البرلمان
ولفت إلى أن تحركات واشنطن قبل إعلان نتائج اجتماعات 6+6 المشكلة من البرلمان والأعلى للدولة، تؤكد أنها أعدت لتمكين اللجنة الجديدة من وضع خارطة الطريق وإقصاء البرلمان والمجلس الأعلى للدولة من المشهد، محذرا الجميع من انفراد واشنطن بتشكيل اللجنة والسيطرة عليها، ما يعني تحكمها في خارطة الطريق التي يمكن أن تتمخض عنها بما يتوافق مع رؤاها ومصالحها في الداخل الليبي، حيث تسعى واشنطن منذ شهور لتمرير أجندات متعلقة بشروط الترشح، وإقصاء شخصيات سياسية معينة عن الساحة، كقائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، بينما سعت من جهتها لجنة 6+6 الليبية لضمان ترشح جميع الشخصيات السياسية بشكل عادل وإعطاء الحق للشعب الليبي في تقرير مصيره.
وأشار إلى أن واشنطن ترى أن نفوذها في ليبيا وفي المنطقة الإفريقية بشكل عام يتضاءل وينكمش لصالح روسيا والصين، هذا الأمر الذي دفعها للتشبث بليبيا، والمسارعة في تنصيب سلطة موالية لها في سدة الحكم، بعد أن تجاهلت الأزمة التي تدور هناك لسنوات، مكتفية باستغلال الفوضى الخلاقة التي خلفها تدخل حلف الناتو في ليبيا عام 2011.
وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2020، شكّلت البعثة الأممية لجنة تحت مسمى "ملتقى الحوار السياسي" من 75 شخصية من مختلف البلاد، التي تمخض عنها الاتفاق السياسي وتشكلت حكومة الدبيبة، التي كانت مهمتها إجراء الانتخابات الليبية في ديسمبر 2021، وفشلت في تحقيق ذلك.