محلل سياسي يكشف تفاصيل تقويض التوافق الليبي وتولي بعثة الأمم المتحدة خارطة الطريق
كشف المحلل السياسي المتخصص بالشأن الليبي، “عادل الخطاب”، النقاب عن أن الولايات المتحدة الأمريكية نجحت للمرة الثانية على التوالي في إفشال التوافق السياسي بين الأطراف الليبية عن طريق الضغط على أعضاء اللجنة المشتركة 6+6 ودفعهم لسن قوانين انتخابات بها الكثير من العيوب، لتتدخل عن طريق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وتتولى خارطة الحل السياسي السلمي وبالتالي تأجيل الانتخابات الرئاسية والإبقاء على الأزمات في البلاد.
وأضاف أن رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا “عبد الله باثيلي، ” قدم إحاطة أمام مجلس الأمن استعرض فيها التطورات التي شهدتها الساحة السياسية لإجراء الانتخابات والتي من أبرزها اجتماع لجنة 6+6 المشتركة المكلفة من مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة لإعداد قوانين الانتخابات في مدينة بوزنيقة وإعلان توافقها على القوانين، مشيرا إلى أن “باثيلي” أوضح أن جهود لجنة 6+6 خطوة مهمة إلى الأمام ولكنها غير كافية لحل القضايا الأكثر إثارة للخلاف والتمكين من إجراء انتخابات ناجحة، لا سيما بعد ردود الأفعال المتباينة من الأطراف الليبية بشأن النص الذي تم الاتفاق عليه، ووفقًا للأنباء والتقارير فقد تحدث باثيلي في وقت سابق مجلسي النواب والدولة أنه في حال فشلهم في التوافق على قوانين الانتخابات فستتولى البعثة المسار السياسي في البلاد لإجراء الانتخابات، وأمهل المجلسين حتى منتصف يونيو للتوافق، وهو ما لم يحدث بسبب الخلاف على بعض القوانين الصادرة من لجنة 6+6 المشتركة.
وأشار المحلل السياسي، إلى أنه كان من المتوقع أن يُعلن “باثيلي” خلال إحاطته بدء تشكيل الفريق رفيع المستوى الذي كان ضمن مبادرته في فبراير الماضي، إلا أن هذا لم يحدث ليكون دليلًا على عدة نقاط أهمها هو أن المبعوث الأممي غير مُدرك لكيفية إجراء الانتخابات في البلاد ويعمل بتوجيهات مباشرة من الولايات المتحدة، ومن ضمن النقاط التي تحدث عنها المبعوث الأممي كانت تأكيده على أهمية مبدأ الحل الليبي-الليبي بوصفه أساسًا لأي أداة فعالة لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين في ليبيا، إلا أن باثيلي شدد على ضرورة ألا يكون هذا المبدأ شعارا يخفي وراءه أجندة لإطالة أمد الوضع الراهن على حساب حقوق الشعب الليبي السياسية وتطلعاته للمؤسسات الشرعية والازدهار.
تصريحات “باثيلي” تتناقض مع تحركات بعثة الأمم المتحدة
واعتبر “خطاب ”حديث باثيلي عن أهمية مبدأ الحل الليبي-الليبي يتناقض مع تحركات بعثة الأمم المتحدة ومن ورائها الولايات المتحدة في الداخل الليبي، فعلى الرغم من قناعته بضرورة أن يكون حل الأزمة ليبي خالص دون أي تدخل خارجي كان هو نفسه أول المعترضين على قرار تفعيل التعديل الدستوري الثالث عشر الذي تم بين مجلسي النواب والدولة.
وأوضح أن عضو مجلس الدولة “سعد بن شرادة” أكد أن الأمم المتحدة لن تقبل بوجود أي تفاهم بين الليبيين، لأن ذلك الأمر يهدد وجودهم في البلاد وعبر عن ذلك في منشور عبر حسابه على فيسبوك: "هكذا هي مظلة الأمم المتحدة لم ولن توافق على اتفاق بين أبناء البلد أينما كانوا، وأي تفاهم يهدد وجود الأمم المتحدة في ليبيا".
ونوه، أيضا، عن انتقاد المترشح للانتخابات الرئاسية، “إسماعيل الشتيوي ” إحاطة المبعوث الأممي لدى ليبيا قائلا: إن كل ما جاء على لسان باثيلي لا أساس له من الصحة وترسيخ لفكرة الانقسام في ليبيا، داعيا جميع المترشحين للانتخابات الرئاسية بتوجيه مذكرة للأمين العام للأمم المتحدة للمطالبة بسحب مندوبه في ليبيا وذلك لإحاطاته غير الحقيقية لمجلس الأمن.