رئيس التحرير
خالد مهران

علي جمعة: هذه آيات الرجاء في القرآن الكريم

النبأ

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن على المسلم أن يجدد حياته لله تعالي، مضيفًا: أيها المسلم واترك ما خلفك فإن الله سبحانه وتعالى رجاك وأرجاك، وطمعك في رحمته وأول ما بدأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فعرفنا أن هذا الدين يسر وأن هذا الدين رحمة من رب العالمين للعالمين، وأن هذا الدين فيه رحمة ربنا سبقت غضبه، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ولم يقل باسم الله الرحمن المنتقم ولم يقل بسم الجبار المنتقم ؛ إنما جعلها بين الرحمن والرحمة لأننا لا نقدر إلا على ذلك، فإننا لا نستطيع في هذه الحياة الدنيا أن نسير إلا ونحن نأمل في رحمة ربنا ونرجوها.

بين الرحمن والرحمة

وتابع علي جمعة من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: يحكى أن بعض العارفين قد اجتمعوا يتذاكرون القرآن، فقال أحدهم: قرأت القرآن كله من أوله إلى أخره: فما وجدت أرجى من قوله تعالى: {حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ }.

فقدم جماله على جلاله، ورحمته على عذابه، ووعده على وعيده، وترغيبه على ترهيبه.

وقال الآخر: قرأت القرآن كله من أوله إلى أخره فما وجدت أرجى من قوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}. فقدم جماله على جلاله، ورحمته على غضبه، وترغيبه على ترهيبه، ووعده على وعيده

وقال الأخر: قرأت القرآن كله فما وجدت فيه أرجى من قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

وقال الأخر: قرأت القرآن كله فما وجدت فيه أرجى من قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }.

وشدد على أن الطريق كله إلى الله حلو الممشى، الطريق كله إلى الله تتنزل فيه الأنوار وتنكشف فيه الأسرار ويتلذذ العابد بعبادته ويتقى غضب ربه فى الدنيا والأخرة {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}، جاءت بعد قوله تعالى: { فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }. والظلم هو الشرك والمعصية، خلى ايمانك وطاعتك من الشرك الذى لا يغفره الله {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.

وبين قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} نسب الناس إلى عبادته فجعلهم من المؤمنين ولذلك قال فى شأنهم: { إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا } قال بعضهم: اذًا سيغفر الشرك، لا لإنه يخاطب المؤمنين ويتكلم عن المؤمنين ويبشر المؤمنين ويقول لهم إن الله سوف يغفر لكم ما صدر منكم من ذنوب إن كان تحت مظلة الإيمان.

واختتم قائلًا: اجعلوا هذه الآية دستورًا لكم:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}. لو كنت قد فعلت كل ذنب له اسم، ثم جئت إلى الله تائبًا لتاب عليك وغفر لك، وقبلك عنده كشأن المتقين الذين لم يذنبوا في حياتهم ذنب قط.