الدكتور محمد حمزة يكتب: لا لهدم مقبرة أحمد شوقي بك أمير الشعراء
ايه اللي احنا شايفينه ده هدم وبعثرة وهو مالايجوز دستورا وقانونا؛ داخل المدفن اللي فيه قبر احمد شوقي بك؛ والذي أسس عام1336هجرية/ 1917_ 1918 م طبقا لنقش الإنشاء أعلى مدخل المدفن ويتبين منه ان َمن أنشأن هذا المدفن هن السيدات كريمات المرحوم حسين باشا شاهين وهو مايعد نقشا نادرا بين النقوش الإنشائية عامة ونقوش المدفن خاصة؛ وداخل هذا المدفن تراكيب متعددة في غاية الإبداع والتميز ومنها تراكيب إقبال شاهين وفطنت زوجة شاهين بك وشاهين بك وحسين باشا شاهين ويحي مسعود بك واحمد محمد محرز بك تركيبة دون اسم واخيرا احمد شوقي بك. ولوقارنا بين الصورة المهمة بجوار تركيبة احمد شوقي وصور التراكيب قبل هدمها لادركنا على الفور اننا أمام كارثة فنية تاريخية وجريمة ثقافية بكل ماتحمل هذه الكلمة من معان ولن ينساها التاريخ كما لم ينسى الجرائم الثقافية والفنية التي حدثت في الماضي فهي من جهة مخالفة للدستور والقانون ومن جهة ثانية مخالفة لتوجيهات القيادة السياسية في كل المناسبات المرتبطة بالقاهرة التاريخية وتطويرها لاستعادة وجهها الحضاري المشرق فقد إنتصر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للمواقع الأثرية والتراثية وما تحتويه من كنوز معمارية وفنية ومنها منطقة السيدة عائشة والإمام الشافعي بقرافة القاهرة وجبانتها التاريخية الفريدة بمحاور صلاح سالم وما ويشهده من تنفيذ مشروع قومي مهم وذلك حفاظا على أهمية المنطقة بابعادها التاريخية والتراثية ومقومات تفردها واخر هذه التوجيهات المهمة للسيد الرئيس كانت أمس في اجتماعه مع السيد رئيس الوزراء وبعض المسؤولين فقد شدد سيادته علي(ضرورة المحافظة على الطابع المميز التراث القاهرة التاريخية والقيمة الأثرية و
المعمارية بها بما يتكامل مع الجهود التنموية في جميع أنحاء الدولة؛ وبالتالي لماذا لاتلتزم الجهات التنفيذية المسؤولة بتفيذ تلك التوجيهات بمنتهى الأمانة والدقة وتقوم بالجمع بين الأصالة والمعاصرة بين الماضي وفنون والعصرنة الحداثة حتي
لانفقد هذا التراث المعماري والفني النادر الذي قل ان يجود الزمان بمثله من أجل شق طريق وتوسعة شارع وعمل كوبري أو غير ذلك؛
و ياسيادة الرئيس اناشدك انا وكل المصريين اصدار توجيهاتكم وتعليماتكم باستصدار قانون عاجل موحد للآثار والتراث بدلا من القوانين الأربعة الحالية وهي 117لسنة 1983م وتعديلات والقانون 144لسنة2006م والقانون19لسنة2008م والقانون19لسنة2008م وتعديلاته؛ مع علاج مابها من ثغرات كثيرة؛ حتى تكون هناك جهة إدارية موحدة يمكن مساءلتها؛ اما الان فدم الآثار والتراث مفرق بين القبائل اي الوزرات المختلفة.
فتوجيهات السيدالرئيس واضحة وضوح الشمس بأن نكون في مستوى ماضيناو مصرنا بالنسبة للذات وفي مستوى عصرنا بالنسبة لغيرنا وللاخر وهذا لايكون الهدم وإنما بالجمع بين الحسنين والتكامل تتكامل منظومة تطوير النطاق العمراني والتاريخي للمنطقة؛ وهذا الأمر لايقتصر على مقبرة احمد شوقي ومحيطها فحسب بل بكل المقابر التاريخية والاثرية والتراثية بمحاور صلاح سالم من بدايته إلى نهايته اي من ناحية الأوتوستراد والقلعة والسيدة عائشة والسيدة نفيسة ومجري العيون بحيرة عين الصيرة والمتحف القومى والإمامين الشافعي والليث بن سعد التونسي والوفائية وابن عطاالله السكندري مع علاج الأمراض المزمنة بالمنطقة من المياه الجوفية وصيانة وترميم المقابر بها و إزالة العشوائيات ومن ثم نكون قد حافظنا على تراثنا واصاله وقمنابحمايته وتطوير نطاقه وبيئته من جهة واضفنا سوقا سياحية جديدة جاذبة تتكامل مع المفردات السياحية الاخري بالمنطقة من جهة ثانية.
ولله در القائل
فمن كان ذا عبرة فليكن فطينا
ففي من مضى معتبر
وبادوا جميعا فلا مخبر عنهم
أين هم ثم أين الاثر
واخيرا يجب الاننسي اسماء المقبورين المدفونين بتلك القرافة فهم شخصيات تاريخية ورموز وطنية اسهمت في إقامة صرح هذا الوطن في شتى المجالات السياسية والعسكريةو الدينية والاجتماعية والثقافية والفنيةو العمرانية والمعماريةو الأدبية من الصحابة والتابعين وأل البيت والقادة والوزراء والامراء والساسة والعلماء والفقهاء والقراء والشيوخ والأدباء والشعراء والمهندسين والخطاطين والبكوات والباشوات والأفنديةو المطربين والمطربات والنساء والعائلات؛ فضلا عن الضيوف والغرباء ممن إحتضنتهم مصر وصارت لهم موطنا في حياته وبعد مماته؛
فهل هناك في صعيد واحد بل هل يوجد اي مكان في العالم يجتمع فيه هذا الكم من البشر منذ أكثر من 1420سنة؛ وعلى ذلك يجب تنفيذ توجيهات السيد الرئيس النابعة من فهمه العميق للتجربة التاريخية المصرية ومن صلاحياته الدستورية والقانونية بمنتهى الأمانة والدقة ومحاسبة كل من يخالف ذلك؛ حفاظا على الهوية القومية والوطنية لمصر وذاكرتها البصرية وقوتها الناعمة؛؛ فتلك أثارنا تدل علينا فانظروا بعدنا إلى الاثار
ولله در القائل
من فوق قلعتها انظر اليها
توي نصف دائرة من الحركة والعمران
والنيل يجري في اوصالها
جريان الدم في العروق
والأهرام على ذلك شاهدة
وابي الهول قابع في مكانه لايحرك ساكنا
حفظ الله مصر أرضا وشعبا وهويةوقيادة وجيشا وشرطة وحكومة رشيدة وقوة ناعمة وعلماءا وخبراءاوتاريخا وأثارا وحضارة وثقافة وتراثا إلى أن يشاء الله وحتى يرث الأرض ومن عليها اللهم أمين يارب العالمين.
بقلم:
الدكتور محمد حمزة أستاذ الحضارة الإسلامية وعميد آثار القاهرة سابقا