رئيس التحرير
خالد مهران

كواليس تحول الخرطوم إلى مركز لتجارة المساعدات والمسروقات بعد الحرب السودانية

النبأ

بات الوضع الإنساني والمعيشي في السودان كارثيًا بعد معارك الجيش السوداني والدعم السريع، مع سطو العصابات على المساعدات الإنسانية التي من المفترض أن تصل إلى النازحين واللاجئين مستفيدة من حالة الفوضى والنزاع المستمر.

استغلت العصابات غياب أجهزة الدولة، وانشغال الجميع بالنزاع المشتعل بين الجيش السواني وقوات الدع السريع، واتخذت من التجارة في المساعدات الإنسانية والغذائية والسلع المسروقة، مصدرًا للرزق.

وأسفرت تلك الأوضاع، عن تدشين سوق جديد على الطريق بين الخرطوم وود مدني شمال الجزيرة حيث يعرض من يسمون بتجار الحرب والأزمات المواد الإغاثية التي جرى الاستيلاء عليها من المؤسسات الدولية أثناء نزاع الجيش السوداني والدعم السريع.

وفي هذا الإطار، يؤكد أكاديمون من السودان أن الآثار السلبية الإنسانية هي نتيجة عمليات النهب وتضرر العديد من المصانع وارتفاع أسعار المواد الغذائية. 

وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي لأكثر من عشرين مليون شخص بعد حرب الجيش السوداني والدعم السريع أي ما يعادل 42% من مجموع سكان البلد.

وردًا على سؤال حول أسباب عدم قدرة الجيش على حماية تلك المساعدات، يقول رئيس المنظمة الإنسانية شباب من أجل دارفور، أحمد عبد الله اسماعيل: "إن ما يحصل لهذه المساعدات الإنسانية وتلاعب التجارة بها ناتج في المقام الأول عن فقدان الأمن بصورة كبيرة على مستوى الطرقات". 

ويشير رئيس إلى أن تهميش للقضية السودانية بعد حرب الجيش السوداني والدعم السريع من ناحيتها الإنسانية وضعف كبير في استجابة المنظمات الدولية على الرغم من توجيه العديد من الدعوات والمناشدات عبر الوسائط الإعلامية وعبر المخاطبات الرسمية.

واندلعت الاشتباكات بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي» في 15 أبريل الماضي، والتي أدت للفوضى وعمليات سلب ونهب وفتح السجون في العاصمة السودانية الخرطوم، وامتدت لعدد من ولايات السودان مثل ولايات دارفور المُتلفة ونتج عنها مذابح جماعية وجرائم تطهير عرقي في ولاية غرب دارفور، كما ادت إلى موجة كبيرة من النزوح للسودانيين سواء إلى الولايات الأمنة أو دول الجوار مثل مصر وتشاد وجنوب السودان.