أزمات انقطاع الكهرباء تنعش سوق الطاقة الشمسية
مع تصاعد أزمة الانقطاع في الكهرباء وإعلان الحكومة عن خطة لتخفيف الأحمال، بسبب زيادة الاستهلاك، ونقص الغاز، ظهرت بعض الدعوات للاتجاه لحل بديل وهو الاستعانة بالطاقة الشمسية، كأحد مصادر الطاقة المتجددة.
وشهدت الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي، تدشين مجموعات متخصصة في الترويج لمزايا تركيب محطات الطاقة الشمسية، عبر الشركات العاملة في هذا المجال، سواء في المنازل أو الشركات، ولاقت هذه الصفحات رواجًا من قبل المواطنين المهتمين بمعرفة الإجراءات والتكلفة وكيفية التركيب.
وتستخدم ألواح الطاقة الشمسية، الخاصية الكهروضوئية؛ من أجل تحويل طاقة ضوء الشمس إلى طاقة كهربائية.
تحركات حكومية
وعلى المستوى الحكومي، لم تكن فكرة التحول للطاقة الشمسية، حديثة مع أزمة انقطاع الكهرباء الحالية، ولكنها بدأت منذ نحو 8 سنوات، عندما أطلقت الدولة خطة للاعتماد على الطاقة الشمسية كاستراتيجية قومية مستقبلية، قادرة على تلبية احتياجات المستقبل وتنويع مصادر الطاقة وتحقيق أكبر استفادة من الموارد المتجددة.
ففي عام 2015، أعلن اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية حينها، بدء اتخاذ خطوات فعلية للمحافظات فى إنارة مبانيها بالطاقة الشمسية ترشيدًا للطاقة وإيجاد بدائل لها، كما تم إنارة الطرق والمحاور الجديدة بالطاقة الشمسية، إلا أن أزمة الانقطاع الأخيرة وحديث الحكومة عن استهلاك الكهرباء ونقص الغاز تشير إلى أنه لم يحدث أي جديد في هذه الخطة.
من جانبها، تواصلت «النبأ» مع المهندس عبد الرحمن محمد، ويعمل بإحدى شركات مكونات الطاقة الشمسية، والذي أكد أن هناك إقبالا كبيرا على تركيب الألواح الشمسية، وخاصة بمحافظات الوجه البحري والقبلي، مشيرًا إلى أن معظمها أصحاب مزارع.
وأضاف، أن هذه الألواح تضم أكثر من نوع، الأول هناك شبكة تكون متصلة بشبكة الحكومة، وأخرى غير متصلة وتعمل ببطاريات وهذان يستخدمان لإنارة المنازل، أما النوع الثالث فهي محطات بامب، وهذه خاصة بالري الزراعي فقط ويتم تشغيلها نهارًا فقط.
وأشار إلى أن الشبكة المتصلة بالحكومة تكون خاصة بالأحمال الثقيلة، وتكون إجراءاتها عبر التعاقد مع هيئة الطاقة المتجددة بوزارة الكهرباء، ويتم تركيب محطة حسب الحمل المطلوب، ثم عمل عداد تبادلي، بديل العداد الكهربائي المعتادة.
وتابع، أن تكلفة الشبكة المتصلة تتراوح ما بين 20 لـ25 ألف جنيه للكيلو وات، مشيرا إلى أن الشقة في المتوسط دون تكيفات تستهلك من 2 لـ3 كيلو وات، في حين تستهلك الفيلا حوالي 10 كيلو وات بما يعادل 250 ألف جنيه، أما تكلفة الشقة مع الشبكة غير المتصلة والتي تعمل بالبطاريات وبدون تكييفات قد تصل إلى 60 ألف جنيه، متابعًا: «ضمان الخلايا الشمسية 25 سنة وهو ما يعني أن العميل لن يضطر لدفع أى أموال أخرى مقابل الاستهلاك».
ولفت إلى أن الأدوات التى يتم استخدامها لتوصيل هذه الخدمة، هي ألواح شمسية، شاسيهات للتثبيت، وكابلات طاقة شمسية، وانفرتر، وبطاريات، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة لها مستقبل كبير وليس لها أي أعطال وعملية.
وتابع، أن أكثر المستفيدين من الطاقة الشمسية أصحاب المزارع، والذين يتحصلون على قيمة ما يدفعوه من تكلفة ما يدفعوه في تركيب الطاقة الشمسية، خلال عام واحد، بدلًا من تكبد الآلاف في توفير السولار بشكل دوري.
بدوره، قال النائب مجدي سليم، وكيل لجنة الطاقة بمجلس الشيوخ، إنه من الصعب استخدام الطاقة الشمسية لإنارة المنازل، مشيرًا إلى أنها مكلفة لحد كبير، ولكنها اقتصادية في حالة المشروعات الاستثمارية الضخمة.
وأوضح، في تصريح خاص لـ«النبأ»، أن هناك توجه لدى لجنة الطاقة بالشيوخ بتعميم الفكرة على مزارع سيناء والوادي الجديد، على أن يتم التنسيق مع المستثمر وهيئة الطاقة المتجددة بوزارة الكهرباء، لاستخدام أنواع محددة من البطاريات.
وأضاف، أن هذا الأمر به تكلفة عالية جدًا في البدايات، ولكن له جدوى اقتصادية كبيرة على المدى الطويل، بحكم أن مصر لديها فرصة كبيرة في الاستفادة بالطاقة الشمسية، أما إنارة المنازل لم يتم دراسته بعد، وإن ظل قائمًا، في المجمعات السكنية، والأبراج، مثل الكومبوند.
وتابع: «لو كانت انتشرت هذه الفكرة في وقت سابق، أعتقد كنا حصدنا مردودها خلال الفترة الحرجة التى نمر بها من أزمات انقطاع الكهرباء».
بدوره، قال الدكتور صلاح عرفة، خبير الطاقة المتجددة وأستاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية، إن التحدي الأبرز في فكرة تركيب الطاقة الشمسية في المنازل هو سعرها المرتفع، وصعوبة الوصول لأفضل الأسعار بشأنها.
وأضاف، في تصريح خاص لـ«النبأ»، أن هذه الفكرة مهمة للمستقبل، خاصة أن هناك تقنيات جديدة ظهرت، مؤخرًا، في الخارج، وهي النوافذ الشمسية والتي تقوم فكرتها على إمكانية مساهمة الشبابيك الزجاج المصنوعة من مادة تساعد في توليد الكهرباء، متابعًا: «هناك ثورة قادمة من استخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة، وهذا الدور الذي يستوجب أن يقوم به الإعلام».
وتابع، أن مصر لديها أكبر محطة خلايا شمسية، كما أن لدينا علماء على سبيل المثال الدكتور هاني النقراشي وهو مصري ألماني والذي يقوم مشروعه على عملية استخدام الطاقة الشمسية ليس من الطاقة الشمسية ولكن من الحرارة.
وأشار إلى أن مشاكل الكهرباء تتلخص في شيئين، وهما ترشيد الاستهلاك، والأخرى في عدم الإدراك بتأثير ذلك الاستهلاك على المناخ والبيئة بفعل الضغط على المحطات الكهربائية، مضيفًا أن الحل يتمثل في توعية المواطنين، وتسهيل طرق الحصول على الطاقة المتجددة.
وأوضح أن التكلفة في البداية تصل إلى آلاف ولكنها على المدى البعيد تكون موفرة، لافتًا إلى أنه تم الاتفاق على إنشاء أول شركة مساهمة مصرية للاستثمار في شمس مصر.