«الكسارة» شاهد عيان على تصفية 3 أشخاص في أسوان
لا تزال جبال وادي العلاقي بمدينة أسوان، تروي بدماء البشر دون توقف نتيجة الصراعات الدائمة بين الباحثين عن الذهب الخام من باطن الأرض ومطامع الثراء السريع دون وجود ضوابط حقيقية وصارمة تحمي البشر من الموت في المقام الأول والحجر من النهب، والمقصود بالأخيرة هي مصدر رزق وثمرة الخير التي يبحث عنها «الشقيانين» بعد معاناة محفوفة بالمخاطر.
«الكسارة» شاهد عيان علي تصفية «3» أشخاص في أسوان
جاء ما سبق، نتيجة ما حدث خلال الساعات القليلة الماضية، بعدما أنهي أبناء قبيلة شهيرة علي «3» من «الهليبة» من العناصر الإجرامية التي تقوم بأعمال البلطجة وذلك بعدما أمطروهم بالرصاص ناحية منطقة معروفة بـ«الكسارة» وهي قريبة من منطقة المدينة الصناعية علي طريق وادي العلاقي، وكان المشهد يبكي الحجر نتيجة ما يجري بين أحضان تلك الجبال من سهولة القتل وإراقة الدماء وما يترتب عليه أحزان تسكن القلوب.
رد فعل أبناء القبيلة الشهيرة جاء ضد البلطجية بعدما قاموا بـ«التحليق» علي سيارة محملة بأحجار الذهب الخام تابعة لهم وكانت متجهة في طريقها إلي دولة السودان، حسبما أشار المصدر، ثم اعترضها عنصرًا إجراميًا ومعه تشكيل من عصابته المطاريد، وأبرزهم «نسيبه» وآخر من بقايا ذيول رجال «حبلظم»، وقاموا بالاستيلاء علي السيارة وهي بجعا 6 سلندر والبضاعة كاملة.
وبعد وصول الأمر إلي عدد من قيادات أبناء القبيلة، الدنيا قامت ولم تقعد، وأعلنوا رفضهم لما حدث مع سيارة تابعة لأبنائهم وعليها أحجار الخير، وأتفقوا فيما بينهم أن الصمت على هذه الواقعة سوف يولد المزيد من التعدي والسقوط في قبضة البلطجية، مما دفعهم إلي رسم خطة لاصطيادهم عن طريق «الرباطات» المسلحة.
وكانت المواجهة الأخيرة ناحية «الكسارة» بعدما فوجئ البلطجي وعصابته بفتح النار عليه كالارز ومحاصرته بالرصاص من كل مكان علي يد الطرف الاخر من أبناء القبيلة الذين يستقلون 6 سيارات، مما أدي إلي مصرعه واثنين معه بينما فر عدد من رجالاته في السيارة الثانية خشية من الموت.
ويبقي السؤال قائمًا.. لماذا لا يتم تقنين أوضاع الباحثين عن الذهب في مناجم وادي العلاقي وغيرها من مناجم الخير وتسهيل آلية استخراج الأحجار حفاظا علي ارواحهم في المقام الأول والاستفادة من الثروة المهدرة دون تشريدهم أو غلق مصدر رزقهم.