علي جمعة يوضح فضل السنة النبوية
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إنه لا سبيل إلى فهم القرآن الكريم إلا مقرونا بالسنة النبوية المشرفة، ذلك أن السنة النبوية والقرآن الكريم كليهما وحي من الله عز وجل، مصداقا لقوله سبحانه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).
وذكر علي جمعة، في منشور له، أن الأمثلة الواضحة لبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما نزلت آية (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) [البقرة:187] عمد عدي بن حاتم رضي الله عنه إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض، فجعلهما تحت وسادته، فجعل ينظر في الليل فلا يستبين له، فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك، فقال: «إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار» (البخاري).
كما انتهج النبي منهجا وسطا في التوضيح، فلم يسهب في الشرح وذكر ما لا فائدة منه، إنما اهتم ببيان المعاني الضرورية التي لا تحتمل تأخيرا، أو تلك التي لا يمكن معرفتها إلا عن طريقه، أما فيما عدا ذلك فقد تركه للمسلمين ليشحذوا فيه زناد عقولهم تفكيرا وتدبرا.
وعلى هذا النهج فصلت السنة مجمل القرآن الكريم في مسائل كثيرة; ومن ذلك قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)، فقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال أفعاله وأحاديث عدد ركعات الصلاة وكيفيتها، ومقدار الزكاة ونصابها.
كما خصص عليه الصلاة والسلام العام، ومن ذلك ما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) شق ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله، أينا لا يظلم نفسه؟ قال: «ليس ذلك، إنما هو الشرك» (البخاري).
وكذلك قيد المطلق، حيث حددت السنة القطع في السرقة باليد اليمنى من المفصل وذلك شرحا لآية: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا) [المائدة:38]، كما أوضح المبهم مثل قوله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى) ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها صلاة العصر (البخاري).