رئيس التحرير
خالد مهران

أبوه وعمه فى «الداخلية».. قصة «السريع» الراعى الرسمي لـ«شابو» فى كوم أمبو

ارشيفية
ارشيفية

داخل طرقات درب الموت، تتم أخطر عملية لقتل الأرواح البشرية عبر بوابة الكيف على يد من ماتت ضمائرهم مقابل الثراء السريع، هذا ما يحدث داخل قرية «7 قبلى» بمركز كوم أمبو شمال محافظة أسوان، أشبه بصورة سينمائية لأفلام سبعينيات القرن الماضي، بعد تفشى بيع المواد المخدرة ليل نهار تحت رعاية «السريع» صاحب الوكر الملعون.

أبوه وعمه فى «الداخلية».. قصة «السريع» الراعى الرسمي لـ«شابو» فى كوم أمبو

قصة الشاب الشهير بـ«السريع» الذى لم يتجاوز الـ25 عامًا، واحدة من أغرب القصص النادرة التى تشاهد حلقاتها تجسد على أرض الواقع بعيدًا عن خيال الدراما والسينما، فهى ينطق عليها المقولة «يخلق من ظهر رجل الشرطة شاب فاسد» نظرًا لأن والده وعمه يعملان فى «وزارة الداخلية» ويمتازوا بحسن السمعة والانضباط والقدوة الحسنة ومن سواعد العدالة الشرفاء فى تطبيق القانون ومحاربة الأفكار المتطرفة والتصدى للخارجين عن القانون ومروجى المخدرات وحائزى السلاح، لكنه  أرتمى بين أحضان أهل الشر وأصبح واحدًا من مصاصي دماء البشر عن طريق بيع وتوزيع المخدرات وأفعال البلطجة وترويع الآمنين.

والسبب وراء تسميته بـ«السريع» نظرًا لأنه دائم استقلال الدراجة البخارية «الموتوسيكل» بطريقة جنونية وطائشة، ويجوب من قرية لقرية ومن مكان لمكان فى وقت قياسى ثم يعود بـ«لمح البصر»، كما أنه أصبح معروفًا للجميع من الوهلة الأولى قبل رؤية وجهة بحكم أنه يسير ويضع على جسده البندقية، ويمارس أفعالًا تثير رعب المارة والأطفال والنساء داخل مسقط رأسه بـ«7 قبلي» والقرى المجاورة فى كوم أمبو.

تصاعد اسم «السريع» حاليًا بقوة ولم تتوقف الألسنة عن الإشارة إليه نظرًا لأنه ما زال يمارس عمليات توزيع مواد الكيف داخل الوكر الخاص به «على عينك يا تاجر» للمدمنين من كل صوب وحدب فى كوم أمبو، دون خشية من السقوط فى مرمى الهجمات الأمنية القوية التى هدت عرش عتاة عالم الإجرام.

ورغم خروج جموع شباب القرية لمطالبة الأجهزة الأمنية بأسوان بالتدخل الفوري والسريع بإلقاء القبض على أباطرة تجارة المخدرات داخل معقلهم قرية «7 قبلى»، وبالفعل، قامت الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على أحد تجار المخدرات ويعرف بـ«حبلظم» أما حيتان الفساد لاذوا بالفرار قبل مجيء الحملة.

وكشف مصدر، تفاصيل من العيار الثقيل، مشيرًا إلى أن وكر «السريع» المقام على هيئة بلوكات من الطوب الأبيض داخل أرض زراعية على طريق «مزاير الباجور» ومحاط بعدد من العشش التى بداخلها عبارة عن «حصير» يعد بؤرة سامة يتردد عليها غواة الكيف من كل مكان وتسبب فى تلف الشباب وتدمير صحتهم بعد بيع «الشابو»، منوهًا عن «مفاجأة مدوية» بسبب وجود أعمال حفر على الطريق الرئيسى للقرية من ناحية البصالى لتنفيذ أعمال الصرف الصحى، مما جعل خط السير الأساسى لأهالى القرية هو المرور على الوكر دون بديل، وبالتالى الصغير والكبير حال استقلالهم المركبات وسيرهم يشاهدون المخدرات تباع والموبقات والانحرافات تمارس دون خجل والأسلحة تخرس الألسنة أمام أعين البسطاء.

وأضاف المصدرخلال حديثه لـ«النبأ»، أن الوكر المشار إليه يصنف واحدًا من أخطر الأوكار وأشرسها من شدة الممارسات الوحشية والتعذيب الهجمى والجحيم بداخله أصبح نسخة مصغرة من «سجن أبو غريب» ويطبق ذلك على ضحايا المدمنين ويرهبهم بواسطة «كلب مسعور» وهو يقوم على نهش أجساد الشباب الذين خالفوا وعودهم فى سداد جرعة الكيف بسبب إفلاسهم، وأيضًا وضع أكياس المشمع الكيماوى بعد تسخينه بالنار على أجسادهم دون رحمة، لدرجة أن دوى أصوات الضحايا من صغار السن تبكى الحجر، بالإضافة إلى أنه يقوم على شراء المسروقات وآخرهم الشاب الذى قتل زوجة عمه وباع اليهم الذهب مقابل شراء الشابو.

وشدد المصدر، أن «السريع» ليس شخصًا عاديًا لكنه يقف خلفه مافيا لا حصر لها فى الخفاء وعيون من الأفراد والمخبرين تقوم على تسريب المأموريات القادمة ضده وتجهض مخططات إصطياده، ولا يستبعد أحد من الشك ولو كان بينهم عامل البوفية وآخرين، مناشدًا من اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، أن يدعم رجال مكتب مكافحة المخدرات، واللواء أحمد السنباطى، مدير المباحث الجنائية، فى رسم خطة محكمة لاستئصال وكر «السريع» وضبطه، خاصة فى ظل وجود أعمال حفر والقرية «سداح مداح» مما يسهل محاصرتهم.