علي جمعة يوضح الفرق بين قيام الساعة ويوم القيامة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الناس تخلط ما بين يومين وهما اليوم الذي فيه نهاية الدنيا وهو ما يسمى قيام الساعة وعلامات الساعة، وهذا في نهاية الدنيا وفيه دمارها ، ففجأة وفي نفس اللحظة تنتهي الحياة من الدنيا بإذن الله تعالى، فإذا كان عليها عشرة مليار أو أكثر أو أقل فإنهم سيموتون معًا جميعًا في نفس اللحظة ، فتأتي الساعة للدمار وانفجار الأرض ونهاية الحياة .
وأوضح «علي جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: ( هل يمكن توقع يوم القيامة ، هل من الممكن ان نتخيل يوم القيامة أم هى كالعلامات لا نتخيل ولا نتوقع ؟)، أن هناك فرقًا بين هذه الساعة ويوم القيامة الذي فيه إعادة الخلق للحساب للعقاب للثواب في جنة أو نار وهناك بعث جديد فهذا هو يوم القيامة أن نقوم من الموت ونرجع خلقًا مرة ثانية.
الفرق بين قيام الساعة ويوم القيامة
وتابع علي جمعة: إذن فقيام الساعة يكون أولاً وفيها الدمار الذي هو تحقيق لتجلي إلهي من عالم الجبروت بحيث إنه هو المميت لذلك تفنى السماوات والأرض والملائكة فجبريل وإسرافيل وإبليس سيموتون ستفنى كل الكائنات ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، فهو الذي أحيا و خلق ورزق وقدر وأمات وأهلك ، فالله تعالى وحده الحقيقة الباقية الدائمة فهو الباقي الذي لا يموت.
واستشهد بما قال تعالى: ( ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُۥ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ۗ مَن ذَا ٱلَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذْنِهِۦ ۚ) وقال تعالى: ( وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) الآية 27 من سورة الرحمن، وعند قيام الساعة يبقى الله تعالى دون أي من المخلوقات .
وأشار إلى أن هذه الفترة بين قيام الساعة ويوم القيامة غير معلومة ، وعندما يريد الله تعالى القيامة فإنه يقول كن فيكون وأمره بين الكاف والنون ، فالساعة هي وقت الدمار والانتهاء ، وسنمكث ما شاء الله أن نمكث في الفناء والعدم المحض، ثم كن فيكون فنبعث مرة أخرى للحساب فقال تعالى: ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) الآية 48 من سورة إبراهيم .
يوم القيامة
يعد يوم القيامة هو اليوم الذي يأتي بعد نهاية الحياة الدنيا، وهلاك جميع الأحياء؛ فلا يبقى أحد سوى الله -تعالى- فهو الحيّ الذي لا يموت، قال -تعالى-: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)، ويبعث الله -تعالى- في ذلك اليوم جميع الخلائق للوقوف بين يديه ومحاسبتهم على ما قدّموه من أعمال في الحياة الدنيا، ثمَّ يُساق العباد إلى دار الخلد؛ كلٌ حسب عمله؛ فإمَّا إلى الجنة وإمَّا إلى النار، كما أنَّ يوم القيامة هو يومٌ عظيم تكثر فيه الأهوال، ولا ينجو من تلك الأهوال إلّا من عمل عملاً صالحاً وآمن بالله -تعالى-.
الاستعداد ليوم القيامة
ورد أن متاع الحياة الدنيا قليل؛ فهي دار للعبور وليست دار للخلود، وما هي إلّا طريق ووسيلة للوصول إلى دار المستقر، لذلك لا بد من الاستعداد ليوم القيامة بالإكثار من الأعمال الصالحة والتزوّد بالطاعات، واجتناب المعاصي والمنكرات؛ فالحياة الدنيا ما هي إلا دار بلاء واختبار، وينجو من أحسن فيها بأعماله الصالحة، قال -تعالى-: (إِنّا جَعَلنا ما عَلَى الأَرضِ زينَةً لَها لِنَبلُوَهُم أَيُّهُم أَحسَنُ عَمَلًا)، ويأخذ المؤمن من الدنيا ما يأخذه المسافر في سفره؛ فلا يُكثر من متاعه فيها لأنّه سيرحل منها قريباً، قال -عليه السلام-: (مالي وللدُّنيا، ما مثَلي ومثلُ الدنيا إلا كراكبٍ سافر في يومٍ صائفٍ ، فاستظلَّ تحت شجرةٍ ساعةً ، ثم راح وتركَها)، والرسول -عليه السلام- هو خير قدوة في ذلك؛ فلم يكن أغنى الناس بماله، ولا بمشربه ولا بمسكنه ولا بملبسه؛ لأنَّه ادّخر متاعه إلى دار الخلود والاستقرار، قال -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا).