رئيس التحرير
خالد مهران

صبري الموجي يكتب: محطة مصر.. وسرفيس العذاب!

الكاتب الصحفي صبري
الكاتب الصحفي صبري الموجي

جهودٌ كثيرة بذلتها، وتبذلها الهيئة القومية لسكك حديد مصر للنهوض بهذا المرفق الحيوي، ولكنْ معظمها، وبكل أسف، يصبُ في مصلحة ذوي القدرة المالية، ويُطيح بأحلام البسطاء في وجود وسيلة نقل سريعة وآمنة، وهو ما رسَّخ في وجدان الكثيرين أن ذلك التطوير هو قفزة في المكان، وأننا محلك سر!.


نعم، انطلقت الدولة ممثلة في وزارة النقل في إصلاح شبكة الخطوط الحديدية، وتجديد المزلقانات، وتزويدها بأجراس التنبيه، وأفراد الأمن، فضلا عن حواجز المرور، وكاميرات المراقبة، التي تحول بين المواطنين والقطارات أثناء انطلاقها، إضافة إلى تجديد العربات والجرارات، التي حافظت إلى حد كبير علي مواعيد الرحلات، وهذا كله جيد، إلا أنَّ ما ليس جيدا، هو حلول عربات الروسي والمكيفة بقيمتها الأعلى من دخول المواطنين محل العربات المميزة والمطورة، وهو ما جعل البسطاء يشعرون بالمرارة، وبأنهم خارج حسابات الدولة، فكثرت شكواهم وما من مُجيب!. 


والسؤال أيًُ منطق في أن تكونَ تذكرة  رحلة عبر مرفق تملكه الدولة، ويحظى بالدعم أعلى من قيمة استقلال المواصلات الخاصة والسرفيس؟.


وأيَّ منطق في أن تتحول العربات المميزة والمطورة إلى روسي ومكيفة، وهو مالا قِبل للمسافرين يوميًا من محدودي الدخل به؛ لأنه يلتهم ثلث رواتبهم، وربما أزيد، فكيف يُغطون مصاريف الكهرباء والمياه، والإيجار، فضلا عن مُتطلبات الأسر من طعامٍ وشراب وعلاج ومدارس وجامعات؟!.


وقطعُا لا يمكنهم مواجهة تلك الأعباء إلا بالتسول، ومدِّ اليد بسؤال الناس إلحافا!


إن التطوير -ياسادة- وأظن أن هذا المفهوم هو ( ألف باء ) إدارة، يعني ضرورة أن يجني المواطنُ أيا كان دخله ثمرته، أما أن ينعم المُستطيع، ويصرخ الفقير فهذا هو الظلم بعينه!.


البسطاء -ياسادة- هم ورقة رهان من يبغى نجاحًا واستقرارُا، فهم السواد الأعظم لمصر، التي لم ولن تأكل أولادها!.


وأخيرًا.. التطوير لا بد أن تكون نتائجُه ملموسة في جانبين رئيسيين وهما تحصيلُ العائد، ورضا المواطنين، أم أن يكون تحصيلُ العائد على حساب المواطن فهذا هو الهدمُ بعينه!.


ومن صور الهدم الملحوظة بهذا المرفق الحيوي تعويقُ الحركة أمام بوابات الدخول والخروج من محطة مصر، وإنشاء موقف سرفيس ملاصق لمدخل محطة مصر القبلي، وهو ما يجعل الدخول والخروج منها رحلة من العذاب، يتحملها المسافر المُطالَب باجتياز العديد من السياجات الحديدية، التي تتآزر مع شدة الزحام في تأخر المسافرين عن مواعيد الرحلات.


وأعتقد، ومعي الحق، أنَّ هناك أماكن أخرى عديدة بعيدًا عن زحام الدخول والخروج لمحطة مصر، تصلح لإنشاء موقف السرفيس سالف الذكر، ولكن تنغيص حياة المواطنين أضحى سمة رئيسة في كثيرٍ من مؤسسات مصر أمِّ الدنيا!.