شاب من أسوان يحكي مأساته على يد «السريع وأبو زلال»: عذبونى وصورنى
كثيرًا ما نسمع عن «سجن أبو غريب» وهو يصنف رقم «1» بين سجون العالم فى ممارسات التعذيب الوحشية والخالية من صور الرحمة والإنسانية بالإضافة إلى شهادات الضحايا الناجون من الموت كانت تقشعر لها الأبدان لما عايشوه داخل آروقة المكان السرى، لكن يبدو ما تفجره السطور القادمة والمثيرة تحكى عن نسخة مطابقة لكن فى صعيد مصر تحديدًا داخل قرية «7 قبلى» بمركز كوم أمبو شمال محافظة أسوان.
شاب من أسوان يفجر مأساته على يد «السريع وأبو زلال»: عذبونى وصورنى
الجريمة التى عايشها شاب من أبناء مدينة أسوان، يبلغ عمره 37 عامًا، وهو متجه فى رحلته للبحث عن الكسب الحلال ومواجهة طواحين الحياة بالمزيد من الكفاح والسعى، لكن الأقدار ساقته للاتجاه إلى قرية «7 قبلى» والتى غيرت حياته رأسًا على عقب، وجعلته أسيرًا لأشباح الخوف، يستشعر أن الموت أصبح كالريموت بيد اثنين من الشياطين يتلبسون زى البشر من الخارج وهما معروفين بـ«السريع وأبو زلازل» والذين لم يخشوا من القانون اسمًا أو عقابًا.
التفاصيل المدوية فجرها «محمد» والذى يعمل سائق على سيارته وهى ماركة «بيجو»، وبدأت سطور الواقعة بعدما طلب منه زبائن بتوصيلهم إلى قرية «7 قبلى» ومعهم «4» كاوتشات، وعند الوصول إلى المكان المحدد فوجئ الضحية بتغيير الزبائن اتفاقهم فى الأجرة، وخرج عليه مجموعة مدججين بأسلحة وبنادق آلية وأمطرونى بالرصاص فوق رأسى بقصد التخويف والسكوت.
وأضاف الضحية خلال حديثه لـ«النبأ»، أن العصابة قامت باجبارى على النزول تحت تهديد السلاح واقتيادى إلى غرفة أشبه بـ«عشة» مبنيه بالطوب الأبيض وهذا المكان يتردد عليه غواة الكيف، ورغم محاولات اقناعهم بالتوقف عن تنفيذ أفعالهم الوحشية لكن رفضوا الإستجابة لاطلاق سراحى لمغادرة المكان، ورددوا «أنت جيت لقدرك ولازم تتعلم الأدب».
وتابع محمد، ثم فوجئت بتقييد جسمى بالحبال ومارسوا أبشع وقائع تتجرد من مشاعر الرحمة والإنسانية عن طريق تسخين «المنجل» الذى يستخدم فى الأراضى الزراعة حتى أصبح كقطعة من الجمر، ثم مرروه على منطقة الفخذ والوجه والأيد والكتف ومناطق آخرى بالجسم، لدرجة أن الجلد تساقط من شدة السخونة، وما نتج عنه من حدوث حروق وتشوهات، بالإضافة إلى قيامهم بتصويرى فى مشهد مخجل عبر هواتفهم المحمولة.
وأوضح الضحية، أن جريمة والاعتداء والضرب والتعذيب الوحشى استمرت «72» ساعة ضدى داخل وكرهم الملعون ما أشبه بـ«سجن أبو غريب» ورغم الصرخات وفقد الوعى لكن دون رحمة، منوهًا أن كل ما جرى كان يتم تنفيذه على يد الشياطين المتلبسين هيئة بشر وبأوامر من «العقل المُدبر» يدعى «م. س» وشهرته بـ«أبو زلازل» وآخر يدعى «م. ع» وشهرته بـ«السريع أو فسوكة»، موضحًا أن خروجه لم يكن يسيرًا لكن بعدما حدثت مساومة فيما بينهما مع أسرتى وطلبهم مبلغ مالى قدره «9» الاف جنية لاطلاق سراحى وخروجى من «سجن أبو غريب» المقام داخل القرية المشار اليها سلفا، وبالفعل خرجت بعد تحويل المبلغ من قبل والدتى على هاتف محمول تابعًا لهم من داخل القرية.
لكن يبدو أن نزيف المأساة لم يتوقف خاصة بعد ذهابه إلى «مستشفى كوم أمبو» لاطفاء نيران الألم التى تكوى جسده من شدة التعذيب والحروق والتشوهات التى تأكل جسده، وكانت المفاجأة بعدما شاهده أمين شرطة وحكى له ما جرى، والذى كان رده غريبًا عندما رد: «متعملش تذكرة باسمك» وعندما سأله الضحية عن سبب عدم كتابة الاسم رغم أن ذلك يثبت حقى، فرد عليه «بعدين هفهمك» ثم بعدها طلبه منه الاتجاه إلى مباحث كوم أمبو ومقابلة «س» من معاونى المباحث، وبعد الاستماع إلى شكواه ورؤية مشاهد التعذيب ورغم لفت انتباهه إلى وجود آخرين يتم تعذيبهم لكن لم يبالى أو يحرك ساكنا فى قلبه، بل وكان رده: «أنا هعلمك محضر لكن بلاش تعمل تقرير طبى ودا غلط عليك» مما جعل الشاب يخرج ويضرب كفا على الآخر واستشعر أن حقه سوف يذهب كالحبر على الماء.
وتمنى محمد من وصول شكواه عبر «النبأ» إلى اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، واللواء أحمد السنباطى، مدير إدارة البحث الجنائي بأسوان، بسرعة ضبط «أبو زلازل» و«السريع أو فسوكة» نظرًا لارسالهم العديد من رسائل التهديد بقتله واستباحة دمه على الطرقات بعدما علموا بذهابه للمستشفى والسعى لتحرير محضر لكشف فضيحتهم، خاصة أنه الابن الوحيد على عدد من الفتيات شقيقاته وهو العائل الوحيد لهما وبسبب التهديدات ومن قبل التعذيب أصيب بحالة نفسية جعلته عاكفا عن الخروج من المنزل.