للمرة الأولى منذ حرب 1994.. رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في الأمم المتحدة
يشارك للمرة الأولى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس المجلس الرئاسي في اليمن، في أعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث حظيت تلك المشاركة بالكثير من الجدل بين القوى الجنوبية، ما بين الرفض والتأييد والاستياء، وظهرت التحليلات التي تعبر عن المخاوف من ضياع القضية الجنوبية.
وتكتسب مشاركة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أهمية خاصة بالنسبة للجنوبيين، إذ اعتبروا أنها تعني الاعتراف ولو بشكل غير علني بقضيتهم العادلة وبأنهم قوة قادرة على فرض الأمن والاستقرار في اليمن، خصوصا بعد مواجهتهم تهديدات المجموعات الإرهابية المتمردة مثل تنظيم القاعدة والحوثيين.
وقال الزبيدي، إن قدومه لنيويورك، يهدف إلى لقاء صُناع القرار الإقليمي والدولي، لإعادة قضايا بلادنا إلى واجهة الاهتمام الدولي، مشيرًا إلى أنه سيحرص من خلال المشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن يُسمع العالم والإقليم صوت شعب الجنوب.
وأثارت هذه المشاركة جدلا واسعا بشأن طبيعتها الرسمية وعلاقتها بالقضية الجنوبية، حيث رأى البعض أنها تتعلق فقط بالسلام في اليمن باعتبار الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني وليس بصفته رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلا أن ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن تضامنهم مع "الريس القايد"، وأكدوا مساندتهم للزبيدي باعتبار أنه يمكن أن يستخدم رئيس الانتقالي منصة الوفد اليمني للدفاع عن مصالح الجنوب، وتسليط الضوء على القضايا الهامة والمطالب الجنوبية، كما يمكنه العمل على تعزيز الوعي بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الجنوب والسعي لتلبية تلك المطالب.
وأضافوا أنه يمكن أن تساهم المشاركة في عقد لقاءات مع صناع القرار المتواجدين في جلسات الأمم المتحدة لشرح القضية وبناء الشراكات مع القوى والأطراف الأخرى.
ووصف القيادي في المجلس الانتقالي، ناصر الخبجي، حضور رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، في جلسات الدورة التي تعقد في نيويورك للجمعية العامة للأمم المتحدة، بالمتقدمة لتطلعات الشعب الجنوبي وقضيته العادلة.
يرى أمجد يسلم صبيح، القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، أن "مشاركة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لم تثِر جدلا بين الجنوبيين المؤمنين بقضية شعب الجنوب، لأنهم يعرفون جيدا أن قيادة المجلس والوفد المرافق له ذهبوا إلى أمريكا لأجل السلام أولا في اليمن بشكل كامل، ولأجل قضية شعب الجنوب بشكل خاص".
وأضاف، أن "مشاركة رئيس المجلس وتواجده في جلسات الجمعية العمومية لم تأتِ من فراغ، الجميع يعرف قوة المجلس الانتقالي الجنوبي ويعرف أن هناك قضية خاصة بشعب الجنوب لا يمكن تجاهلها، والأحداث السابقة تثبت ذلك والقادم أيضا، سيكون هناك انتصارات سياسية كبيرة يحققها المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال هذه الزيارة والمشاركة".
فإن قضية الجنوب اليمني مشروعة، بعد الحرب التي اندلعت في تسعينيات القرن الماضي باسم الوحدة، وحديثًا لعب الجنوبيون في المجلس الانتقالي الجنوبي، وبالتحديد قوات الحزام الأمني، دورًا مهمًا في التصدي للحوثيين الذين سعوا للسيطرة على الجنوب اليمني، بعد سيطرتهم على معظم محافظات الشمال بخلاف مأرب.
وتمكن المجلس الانتقالي من صد هجمات المليشيات الحوثية في أكثر من محافظة وسط البلاد وجنوبها، ما مثل عقبة أمام حلم الحوثيين بالسيطرة على اليمن، وفي موازاة ذلك، لعبت قوات الحزم الأمني دورًا في الحد من خطر تنظيم القاعدة وإضعافه في الجنوب.