رئيس التحرير
خالد مهران

آلاف الأرمن يخشون من التطهير العرقي في نارغوني كاراباخ

النبأ

لا تزال تبعات الهجوم الخاطف من أذربيجان على إقليم نارغوني كاراباخ لم تنتهي بعد، فرغم إجراءات نزع السلاح إلا أن السكان الأرمن يخشون من حدوث عمليات تطهير عرقي بحقهم.

أعلنت أذربيجان أنها تعمل مع روسيا على نزع سلاح قوات إقليم نارغوني كاراباخ  ذات الغالبية الأرمينية، حيث حققت قواتها انتصارًا عسكريًّا بداية الأسبوع.

وصرح آنار إيفازوف، المتحدث باسم جيش أذربيجان للصحفيين في مدينة شوشا التي تسيطر عليها باكو في إقليم نارغوني كاراباخ «بالتعاون الوثيق مع جنود حفظ السلام الروس، نعمل على نزع سلاح القوات الانفصالية، ونقدم دعما للمدنيين».

وقالت روسيا، إن المقاتلين الأرمن في إقليم نارغوني كاراباخ بدأوا في تسليم أسلحتهم مع وصول بعض المساعدات الإنسانية إلى 120 ألفا من الأرمن هناك الذين قالوا إن العالم تخلى عنهم بعد أن هزمت أذربيجان قواتهم.

وقالت روسيا إن «التشكيلات المسلحة في قرة باج بدأت تسليم الأسلحة والمعدات العسكرية تحت إشراف قوات حفظ السلام الروسية».

وتنشر موسكو قوات لحفظ السلام قوامها نحو ألفي جندي في المنطقة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن المقاتلين سلموا حتى الآن 6 مركبات مدرعة وأكثر من 800 بندقية ونحو 5 آلاف وحدة ذخيرة.

كشف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسن، على استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى ناغورنو كاراباخ لجميع المحتاجين.

وكانت أرمينيا قد أعلنت استعدادها لاستقبال 40 ألف أسرة نازحة بعد استسلام قواتها  في إقليم ناغورنو كاراباخ، ووصلت بالفعل دفعات من السكان الأرمن الفارين من القتال إلى أرمينيا.

 

والخميس الماضي، هنأ وزير الدفاع التركي يشار جولر  نظيره الأذربيجاني ذاكر جسانوف بعد النجاح الذي حققته عملية قواته في إقليم قرة باج، وهو ما وصفه الوزير التركي بـ "الاستكمال الناجح لإجراءات مكافحة الإرهاب".

وأكد جولر خلال مكالمة هاتفية مع نظيره، دعم ومساندة بلاده لأذربيجان، بعد أن أطلعه جسانوف على النجاحات العسكرية الأخيرة التي قام بها الجيش الآذري في الإقليم، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك.

 

وتأتي المكالمة بعد وقت قصير من مكالمة بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف والتركي رجب طيب أردوغان عن العملية العسكرية الآذرية في إقليم نارغوني كاراباخ، في وقت سابق من اليوم. 


من جانبه، أطلع غسانوف، نظيره التركي علي مخططاته في منطقة قرة باج في جميع الاتجاهات في وقت قصير"، حسبما ذكرت الوكالة.


جدير بالذكر، أن أذربيجان أطلقت الثلاثاء الماضي حملة ضد ما تبقى من السيادة الأرمينية على إقليم ناجوروني قرة باج، فيما أسمته "إجراءات محلية لمكافحة الإرهاب" في قره باج، وأعلنت أن أهدافها هو نزع سلاح القوات الأرمنية وانسحابها من الاقليم في عملية وصفها الجانب الأرمني بأنها "عدوان" هدفه التطهير العرقي.

 

 

وأعلنت سلطات  قرة باج بعد يوم واحد من إنطلاق الحملة العسكرية عن توصل الطرفين لوقف كامل لإطلاق النار بوساطة من قوات حفظ السلام الروسية، وشمل الإتفاق حل جيش قره باج ونزع سلاحه وخروج القوات التابعة للجيش الأرميني  المتبقية من منطقة انتشار قوات حفظ السلام الروسية، مقابل إعادة إندماج السكان الأرمن وضمان حقوقهم وأمنهم في داخل إقليم نارغوني كاراباخ.

وانعقد الاجتماع بين الجانب الأرمني والآذري في مدينة يفلاخ داخل الإقليم، بوساطة من قوات حفظ السلام الروسية.

وتعد تلك الحرب هي الثانية من أذربيجان على الإقليم خلال السنوات الأخيرة، حيث سبقتها حرب أخرى عام 2020 سيطرت بها أذربيجان على جزء كبير من الإقليم ومنه شوشا ثاني أكبر مدنه بدعم كامل من القوات التركية، ووقع الجانبين إتفاق يقضي بوجود 2000 جندي روسي لتكون قوات حفظ سلام على طول ممر لاتشين بين أرمينيا وناجورنو قرة باج لفترة لا تقل عن خمس سنوات.