عادل توماس يكتب: أوقفى الحرب يا إسرائيل قبل فوات الأوان
أوقفوا الحرب يا شعب إسرائيل، ولا تشجعوا حكومتكم على الاستمرار في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فالحرب لا تصنع منتصرا ومهزوما، ولكنها تخلق أمهات ثكالى فقدن أبناءهن وزوجات أرامل وأبناء يتامى، وتنهي عمليات السلام على الأرض وتولد ميراثا طويلًا من الكراهية بين بنى الإنسان، وتزيد من العمليات الفدائية، ووصول الحركات المتطرفة إلى الحكم، كما أنها تزيد مطالب الشعوب العربية بصفة عامة ومصر بصفة خاصة بإلغاء معاهدات السلام مع إسرائيل، وشن حروب شاملة على إسرائيل لرد العدوان، وتكون النهاية الحتمية إستمرار الحرب إلى ما لا نهاية.
ويجب أن يعلم شعب إسرائيل أن ما تفعله حكومته ليس دفاعا عن النفس، وأن هذه الحكومة تعتمد على سياسة التضليل، وما تعتبره مقاومة لأعمال العدوان غير حقيقي، فالجميع يعلم أن حكومة إسرائيل حولت حق الدفاع عن النفس إلى ذريعة تتمسك بها لتخفي العدوان المخطط الذي تمارسه وترتكبه ضد المدنيين والنساء والأطفال داخل الأراضي الفلسطينية، الذين ليس لهم ذنب ولم يشاركوا في هجوم حماس خلال عملية طوفان الأقصى، ويجب عليكم أن تعلمون أن من يلجأ إلى الحرب العدوانية يفقد حق الادعاء بالدفاع عن النفس، وكان ينبغي عليهم كحكومة توجيه هذا العدوان إلى حماس مصدر فعل العدوان وليس الشعب الفلسطيني بأكمله، فحماس ليست هي فلسطين وفلسطين ليست حماس، وحركة حماس تنظيم عسكرى غير تابع للنظام الفلسطيني.
ويجب أن يعلم أيضًا شعب إسرائيل أن اعتداء الجيش الإسرائيلي على أهالينا فى فلسطين يسبب غضبا لجميع الشعوب العربية، ويطالبون حكوماتهم بدرء هذا العدوان الوحشي، خاصة بعد أن أصيب مجلس الأمن بشلل نتيجة الممارسات التحكمية لحق الفيتو من جانب الدول الكبرى، وأصبحت الشعوب العربية تطالب بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك الموقعة في القاهرة عام 1950، والتى تنص على اعتبار الاعتداء على أى دولة عربية اعتداء عليهم جميعًا، ويحق لهم رد الاعتداء، وتكثيف الإسرائيليون عملياتهم العسكرية ينبئ عن دخول الدول العربية حرب قريبة ضد إسرائيل، ولذلك تكثف القيادة السياسية المصرية من جهودها لحلول السلام فى المنطقة قبل فوات الأوان.