البائعون يفترشون شوارع المحروسة..
حكايات أخطر 10 ميادين خارج سيطرة الحكومة
فى تحد صارخ نهارا جهارا، أصبحت معارك الباعة الجائلين مع الحكومة حربا لا رجوع فيها، حيث تسعى الدولة ممثلة فى أجهزتها التنفيذية لفرض هيبتها، بإقصاء الباعة عن الشوارع الرئيسية فى القاهرة الكبرى، بينما يسعى الباعة لفرض الأمر الواقع بافتراش الأرصفة واحتكار شوارع وسط البلد لحسابهم، تحت عنوان عريض هو «البحث عن لقمة العيش».
ووسط المعارك الدائرة بين الطرفين، سعت «النبأ» للكشف كل ما يثار عن الباعة الجائلين وإجراء تحقيق ميداني، يرصد عالم الباعة الجائلين في شوارعهم؛ من يديرهم ويقف وراءهم، والبلطجية الذين يحمونهم، ولماذا يفضلون البقاء مطاردين في الشوارع، دون الرضا بالأماكن البديلة التي وفرتها الحكومة لهم سواء في منطقة الترجمان أو فيما بعد في أرض وأبور الثلج.
«النبأ» اخترقت العالم السري للباعة الجائلين، بعد معايشة دامت عدة أيام في الأماكن الحيوية بالعاصمة، رمسيس، والجيزة، والمناطق المحيطة بوزارة الداخلية و«أمام مترو سعد زغلول والمؤسسة وحلوان»، ومنطقة دوران شبرا، والعتبة، رصدت خلالها كيف يدار هذا العالم، وشروط الانضمام إليهم، كما نرصد أخطر 10 ميادين في مصر والتي تحولت لمرتعًا للبلطجة وفرض السيطرة مما يهدد سلامة المواطنين والمارة.
ميدان الحصرى بأكتوبر
منذ أيام قليلة، شن جهاز تنمية مدينة 6 أكتوبر، حملة إشغالات شملت القطاع الشرقي والشمالي ومحيط الحصري؛ لمنع العشوائية بمختلف قطاعات المدينة، والقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين، والحفاظ على المظهر الحضاري والجمالي.
وأسفرت الحملة عن رفع إشغالات المحاور الرئيسية، سنتر ميجا مول، القرية السياحية الرابعة والحي المتميز بقيادة راضي خليل معاون رئيس الجهاز والمشرف على القطاع الشرقي، وحضور مصطفى عبد السلام مدير الإزالات والإشغالات بالقطاع الشرقي.
وتم شن حملة موسعة على جميع الأحياء، بالمدينة لضبط المخالفات والإشغالات، ومنع دخول مركبات «التوك توك» التي تنقل المواطنين، وشددت على عدم دخول سيارات النقل الثقيل داخل الكتل السكنية، ومنع انتظار السيارات بالشوارع الحيوية التي تمنع مرور السيارات، كما تم تحرير مخالفات للسيارات المخالفة، وتم إزالة تلك المخالفات نهائيًا.
لم يمر سوى بضعة ساعات على تنفيذ الحملة إلا وعاد الباعة الجائلون من جديد إلى ميدان الحصري بشكل كبير وليس على الأرصفة فقط، بل فى وسط الشارع مما يعيق حركة المرور أمام أهالي المدينة.
وقال محمد سلامة، أحد أصحاب المحلات التجارية بالميدان، إن الأزمة التى يواجهها مع الباعة الجائلين أنهم يفترشون الأرض أمام المحل الخاص به، مما يجعل صعوبة على الزبائن للدخول إلى المحل، وذلك يجعل البعض يغادر المحل ويذهب إلى محلات أخرى، مضيفا أن بعض الزبائن لا يستطيعون الوقوف بسياراتهم الخاصة أمام المحل بسبب افتراش الباعة الرصيف والطريق، مؤكدا أن الميدان أصبح مثل ميدان العتبة.
وقال عدد من أهالى المنطقة، إنهم توجهوا بالكثير من الشكاوى إلى الحى وإلى مجلس أمناء المدينة، ولكن كان الرد عليهم بالتجاهل، وإن القوات تأتى لمدة ساعة يوميا للسيطرة على الحركة المرورية، ثم تنسحب ويقوم كل شخص بفعل ما يحلو له.
ميدان العتبة وشارع الأزهر
وشنت شرطة مرافق حي الموسكى حملة موسعة على ميدان العتبة، لإخلاء المنطقة من الباعة الجائلين لرفع كافة الإشغالات الموجودة بالشوارع الرئيسية بالحي وتعيق حركة المرور؛ نظرا لطبيعة الحي التجارية، وأسفرت الحملة عن إزالة الإشغالات وإخلاء الشوارع أمام حركة السيارات والمشاة.
وتضمنت الحملة إزالة جميع الإشغالات الموجودة بالشارع، وتم رفع بلدورات بنهر الطريق بشارع الجيش وتم إيداع المضبوطات بمخازن الحي، كما تمكنت الحملة من رفع المخلفات الخاصة بالمطاعم والمقاهي والكافيهات، ورفع كفاءة الشوارع بمناطق متفرقة بالحي.
وبمرور عدة أيام من تاريخ الحملة، رصدت عدسة «النبأ» صورا للباعة الجائلين وهم يفترشون الميدان ببضائعهم ويعرضون كل ما يخطر على البال من بضائع وملابس وأجهزة جديدة ومستعملة من كل الماركات على كل شكل ولون؛ مما تسبب في زحام شديد بالمنطقة وتشويه للمظهر الحضاري.
ميدان المؤسسة بشبرا
واحتل الباعة الجائلون والمتسولون ميدان المؤسسة بشبرا الخيمة، والذي تم تجديده بتكلفة تصل إلى 30 مليون جنيه، ليستغله سائقو «التوك توك» وسيارات السرفيس في عمل مواقف عشوائية في نهر الطريق بالرغم من صدور قرارات بمنع وقوف أى سيارات به للعمل على السيولة المرورية بطريق «مصر - إسكندرية» الزراعى من الاتجاهين.
ورصدت «النبأ» معاناة المواطنين الذين يعبرون الميدان ليدخلوا نفق المشاة ليستقلوا مترو الأنفاق بمحطة شبرا الخيمة والقطارات المتجهة للجيزة وباقى الخطوط الأخرى فيجدوا كل شبر بالميدان قد افترشه الباعة الجائلون والمتسولون الذين استغلوا غياب المسئولين عن متابعة ما يتم بالرغم من قرب حي غرب شبرا الخيمة من الميدان.
كما رصدت «النبأ» حالات التعدى على الميدان، حيث طالت العشوائية كوبرى المشاة الذى قام رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم محلب بافتتاحه والذى وعد وقتها بوجود شركة أمن تتولى حراسة الكوبرى ونظافته، إلا أن ذلك لم يحدث منه شيئا على العكس أصبح الكوبرى وتطوير الميدان اللذان تكلفا الملايين من الجنيهات تحت سطوة الباعة الجائلين والمتسولين، بالإضافة إلى تحويل سائقى التوك توك وسيارات الأقاليم الميدان لموقف عشوائى، رغم وجود موقف تم إقامته وتخصيصه لهم خلف الميدان بتكلفة تعدت الملايين.
عفاريت الليل تتحدى الداخلية
واستمرارا فى عملية الرصد من جانب «النبأ» وجدنا كارثة جديدة بموقع هام وحيوي في مدينة شبرا الخيمة لا يخلو من مرور الآلاف من المواطنين يوميا وهو «نفق كلية الزراعة» المؤدي إلى محطة المترو وشارع المحكمة وقسم أول شبرا الخيمة، حيث رصدت «محررة النبأ» الظلام الدامس وأوكار الكيف وملاجئ اللصوص داخل النفق المظلم والكثير من حالات السرقة والتحرش والاعتداءات على المواطنين داخل النفق المظلم وعلى الرغم من تحرير العديد من المحاضر والبلاغات ضد هذا الوكر؛ إلا أنه ما زال حتى الآن وكرًا لارتكاب العديد من الجرائم في عز الظهر على مرأى ومسمع الجميع.
وتواصلت «محررة النبأ» مع العميد محمد محمود صحصاح، رئيس حي غرب شبرا الخيمة، بشأن شكاوى المواطنين من الظلام الدامس الذي يملأ المكان داخل نفق المشاة بكلية الزراعة التابع لدائرة قسم أول شبرا الخيمة.
وأكد رئيس الحي، على حرصه الدائم على إجراء عمليات الإصلاح المستمر داخل نفق كلية الزراعة وقيامه بإنارة النفق 6 مرات من قبل وتركيب كشافات إضاءة غالية الثمن أكثر من مرة ووثق عمليات الإصلاح التي تمت من قبل بالصور والفيديوهات.
وأشار رئيس الحي، إلى تربص اللصوص بصفة مستمرة بعد إتمام عمليات الإصلاح وإصرارهم على سرقة كشافات الإنارة وألواح الصاج الخاصة بتثبيت الإنارة داخل نفق المشاة بكلية الزراعة التابع لدائرة قسم أول شبرا الخيمة.
الباعة يغلقون الشوارع
ورصدت «النبأ» معاناة المواطنين الذين يتعرضون يوميا للخطر بعد أن أجبرتهم إشغالات الباعة الجائلين على السير وسط السيارات بشارع 15 مايو وهو من أكبر الشوارع الرئيسية فى مدينة شبرا الخيمة، الذى يربط بين حى غرب شبرا الخيمة وحى شرق حتى كوبرى مسطرد، وبه موقف عام لأتوبيسات النقل العام لعشرات الخطوط المتنوعة التى تخدم مئات الآلاف من مواطني شبرا الخيمة.
وعلى رغم من جهود الدولة فى توفير خطوط أتوبيسات لخدمة المواطنين وتخفيفا للأعباء، إلا أن سائقي تلك الأتوبيسات يتعرضون للإهانة ومشادات كلامية تصل للمشاجرة مع الباعة الجائلين الذين سيطروا واستولوا على شارع 15 مايو فى غياب تام وواضح لمسئولى حى غرب، الذي يبعد أمتارا عن هذه الإشغالات التى تعوق حركة أتوبيسات هيئة النقل العام وتحديدا بمنطقة بنك القاهرة واحتلال أحد محلات الكشرى على الرصيف، واستيلاء الباعة الجائلين وفرش ألعاب الأطفال بجوار محل الكشرى، فيما قام آخر بوضع فرش لبيع الفاكهة، وآخرون يقفون بعربات الكبدة والفول، وغيرهم لبيع الملابس دون مراعاة لحرمة الطريق، فضلا عن عمل موقف عشوائى فى عرض الشارع لأصحاب التاكسى الأبيض وآخر لميكروباصات «أحمد حلمى وشبرا»؛ لتستولي هذه الإشغالات على شارع مساحته 25 مترا تاركين مساحة لا تزيد عن 3 أمتار فقط للمواطنين وأتوبيسات هيئة النقل العام وسيارات الأجرة والملاكى، مما أدى إلى تكدس مزمن وشلل مرورى فى تلك المنطقة.
وفى حى شرق شبرا الخيمة التابع لمحافظة القليوبية، المشهد لا يختلف كثيرا عن حي غرب فأصبحت صور انتشار الباعة الجائلين والبضائع الخاصة بهم بشارع 23 يوليو سيدة الموقف، والتى أدت إلى إغلاق الطريق أمام المواطنين والسيارات، ففي حالة حدوث حريق لا تستطيع سيارات الإطفاء والإسعاف الوصول لموقع الحادث؛ نظرا لتكدس الباعة داخل الشارع.
شوارع إمبابة
وبالوصول إلى منطقة إمبابة العريقة في محافظة الجيزة، وجدت «محررة النبأ» احتلال الباعة الجائلين لشارع العامل الأول بمدينة العمال بمنطقة المنيرة، فى غياب تام لكل الأجهزة المعنية بمحاربة هؤلاء الباعة.
واشتكى عدد من سكان المنطقة، أنهم باستمرار فى حرب مع هؤلاء الباعة، مؤكدين أنهم اشتكوا مئات المرات للمسئولين بالحى، ويتم إزالة هؤلاء الباعة ولا يمضى سوى ساعات قليلة، ويعاودن فرش بضائعهم بالشوارع مرة أخرى.
وعلى الرغم من قيام محافظة الجيزة، بشن عدة حملات على تلك المناطق على مدار الشهور الماضية، ورفعها أكثر من 200 باكية، وفتح حركة المرور فيه أمام السيارات، بعد أن تسبب الباعة فى غلقه تمامًا، إلا أن ذلك لم يمنع عودة الباعة مرة أخرى، فى ظل غياب إدارة الإشغالات.
وعلى الصعيد نفسه، رفض الباعة بإمبابة نقلهم من أماكنهم لسوق بعيدة عن المناطق التى اعتادوا على التواجد بها منذ أعوام.
ميدان الجيزة
وفي ميدان الجيزة، المشهد لم يختلف كثيرًا بعدما افترش الباعة الجائلين ببضاعتهم في الطريق، حتى أصبح من المستحيل عبور السيارات، والذي يعبر عن كارثة قد تحدث في حالات الطوارئ، وعدم قدرة مرور سيارات الإسعاف والمطافئ في الطريق.
وعندما يطلب أحد من السكان أو المارة العبور بسيارته في تلك الشوارع، يرفض الباعة الجائلون، ويصل الأمر لحد التطاول بالسباب والاشتباك، مبررين «ده أكل عيشنا».
توجهنا إلى هناك، للوقوف على حقيقة الأزمة، والغريب عند سؤالهم «أنتو اشتريتوا الشارع» كان الرد «أيوه»، مؤكدين أن ميدان الجيزة والشوارع الجانبية له يتم تأجير الأرصفة فيها بالمتر، ويختلف سعر الإيجار على حسب المكان والموسم.
وأكد أحد الباعة بشارع الصناديلي، الذي رفض ذكر اسمه، أن هناك مجموعة يطلق عليها «الصعايدة» تسيطر على الميدان بأكمله، وكل بائع يريد أن يعرض بضاعته بالميدان عليه أن يدفع لهم كل يوم إيجارا.
وأوضح أن الحي وإدارة الأسواق يقومون بتحصيل رسوم إشغال وخدمات من كل بائع، مضيفًا: «عند نزول الداخلية يقوم الحي بمساعدتهم شكليًا، ثم ينتهي الأمر برجوع البضاعة لنا من خلال الحي».
وقال أحمد علي، أحد سكان شارع أحمد ماهر: «حريتنا مقيدة بوجود الباعة الجائلين بهذه الطريقة في الشوارع، وقمنا بتقديم الكثير من الشكاوي للحي، ولم يستجب أحد»، مؤكدًا استفادة الحي من وجود الباعة بهذا الشكل.
وتوجهنا إلى حي جنوب الجيزة، للتأكد مما ورد من الباعة، فقال لنا أحد المسؤولين «لم يصلنا أي شكوى فيما يتعلق بتأجير الرصيف»، مضيفًا أن الحي يقوم كل فترة بمشاركة الداخلية لإزالة الإشغالات والباعة الجائلين، وتحدث مشاكل واشتباكات معهم، ثم يعود الوضع بعد ذلك كما هو عليه.
محطة مترو حلوان
وفي مدينة حلوان، شن اللواء حسام طوبار، رئيس الحي، حملة موسعة على الباعة الجائلين بمحيط محطة مترو حلوان والشوارع المحيطة، لإزالة الإشغالات، واستهدفت الحملة موقف توشكي، والشوارع المحيطة بمحطة مترو حلوان، وهو ما أسفر عن رفع كافة الإشغالات الخاصة بالباعة الجائلين، الذين يستحوذون على الرصيف والطريق بشكل عشوائي وغير قانوني، لتعود الأمور بعد ساعات كما كانت قبل شن الحملة.
وفي هذا السياق، تقول سناء مصطفى إحدى قاطنات مدينة حلوان: «ميدان محطة مترو حلوان أصبح سوقا وموقفا عشوائيا كبيرا جدا؛ نظرا لانتشار الباعة الجائلين فيه بشكل كثيف مما يعيق حركة المواطنين وبخاصة السيدات وكبار السن»، مناشدة حى حلوان بضرورة التدخل، خاصة أنه بعد عمل الحملات لرفع الإشغالات سرعان ما يعود المشهد كما هو.
دوران شبرا
وفى منطقة شبرا مصر، وتحديدا ميدان دوران شبرا، وشارع خلوصى، يتمركز العشرات من الباعة الجائلين، يفترشون الأرض أمام المحال التجارية، وأمام محطات المترو، بجميع أنواع الملابس والمستلزمات المنزلية، وأحذية للجنسين، وشنط، قمصان، وبنطلونات، وشباشب.
تمركز الباعة ليس فقط أمام المحال التجارية، وإنما داخل محطات مترو الأنفاق نفسها، وأمام السلالم الحديدية المؤدية إلى الشارع، أمامها يتمركز الباعة بمجرد صعودك سلالم المترو، تعلو الأصوات من حولك، ازدحام وتكدس، ما يؤدي إلى تذمر بعض المواطنين
على الأطراف الرئيسية فى الشارع، مشاجرات ومشاحنات دائمة بين الباعة وبعضهم البعض، مشاجرات بسبب زبون، أو بسبب محاولة أحدهم تجاوز مساحته، أو رغبة أحدهم فى التربح من الآخر والسيطرة عليه.
شارع سعد زغلول
ورصدت «محررة النبأ» عددًا من الصور لشارع سعد زغلول بحي السيدة زينب، بجوار محطة مترو سعد زغلول، بعد 48 ساعة من طرد الباعة الجائلين من المكان؛ لتجد هذا الميدان العريق ينتشر بالباعة الجائلين مرة أخرى غير مكترثين بتعليمات الأجهزة التنفيذية.
وبعد مرور يومين فقط على الحملة وطرد الباعة الجائلين، رصدت محررة «النبأ»، في جولة ميدانية بجوار محطة مترو سعد زغلول، عودة الوضع كما كان عليه في وقت سابق، من انتشار فرش الباعة الجائلين وبائعي الملابس في الشارع، مما أدى إلى صعوبة المشي بسبب الازدحام الناتج عن السوق، وشكاوى سكان الشارع من أصوات الباعة وغلق الشارع نتيجة الازدحام.
أزمة في وسط البلد
وتقدمت النائبة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب عن الحزب المصرى الديمُقراطى، بطلب إحاطة موجه إلى كل من رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، ووزير التنمية المحلية، وذلك بشأن عودة انتشار الباعة الجائلين وعربات الكارو بمنطقة وسط البلد مرة أخرى.
وأشارت عبد الناصر، إلى أنها ورد إليها شكاوى واستغاثات من جانب عدد كبير من المواطنين قاطنى ورواد منطقة وسط البلد بمحافظة القاهرة، والتى تبلورت جميعها فى عودة الباعة الجائلين للافتراش مرة أخرى فى مختلف شوارع وسط البلد، إلى جانب عودة حركة مرور «عربات الكارو» مرة أخرى بتلك المنطقة، وذلك على الرغم من الحملات الأمنية الكثيفة التى أجرتها وأعلنت عنها وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية على مدار الشهور السابقة لتطهير منطقة وسط البلد من تلك الظاهرة غير الحضارية.
وأشارت عضو مجلس النواب، إلى أن انتشار تلك الظاهرة فضلًا عن أنها تدمر وتفتُك بالمظهر الحضاري والتراثي لقلب العاصمة، فإنها تؤدى إلى العديد من الجرائم.
وشددت «عبد الناصر»، على أنه من ضمن أهم أسباب عودة انتشار تلك الظاهرة، أن الدولة لم تفكر فى إيجاد حلول بديلة لهؤلاء الباعة من خلال عمل أسواق بديلة ونقلهم لها بصورة حضارية مع مراعاة أن تكون هذه الأسواق فى أماكن يسهل الوصول إليها من جانب المواطنين، وأن يتم تأجيرها للباعة الجائلين بأسعار معقولة، وذلك حتى نستطيع القضاء على هذه الظاهرة بشكل نهائى.