«يحصد زهرة شبابنا».. «طريق الموت» كابوس يهدد حياة أبناء دار السلام بسوهاج
انتهى حلم أبًا بعد فقد حياة ابنه الطالب بالشهادة الثانوية الأزهرية؛ في حادث على الطريق السريع «سوهاج – نجع حمادي» الشرقي أثناء عودته بصحبته زميله المصاب بجروح قطعية خطيرة وكسور بالزراع والساقين، من مقر لجنة الامتحانات بمعهد أولاد طوق شرق (ع / ث)، عند قرية «الكيمان» والتي تبعد عن المعهد الديني -مقر الامتحانات (4 كم)، وتبعد عن بلدته في ناحية قرية «بني خالد» بأولاد يحيى قبلي؛ بحوالي 10 كم.
كان الأب يعتبر نجله البكر مشروع «حلمه» الذي يستحق أن يستثمر فيه من أجل تحقيق ما لم يستطيع من هم قبله تحقيقه، فكان الابن سندًا لأبيه، السند الذي يعيش أفراد البيت بمأمن في حضوره؛ لكن تبخر حلم الأب وانحنى ظهره بعدما استيقظ على فاجعة فقدانه في حادث بشع على الطريق السريع بمركز دار السلام بسوهاج، والذي أطلق عليه الأهالي اسم «طريق الموت»، لكثرة تكرار الحوادث عليه، واستمراره في حصد أرواح خيرة شباب المركز دون توقف، الأمر الذي يثير تساؤلًا حول لماذ لم تتدخل الدولة المصرية لوقف نزيف الدم على هذا الأسفلت؟.
تقرير طبي يكشف سبب وفاة فراج والحالة الصحة للطالب المصاب محمد نصر الدين
ففي أخر حادث على الطريق السريع «سوهاج – نجع حمادي» الشرقي، تمثل في وفاة طالب بالشهادة الثانوية الأزهرية؛ وإصابة زميله بجروح قطعية خطيرة وكسور بالزراع والساقين، حيث كشف التقرير الطبي الصادر عن مستشفى سوهاج الجامعي في شأن حالتي الطالبين، وتبين وفاة «فراج حمدي فراج رمضان»، 18 سنة، طالب الشهادة الثانوية الأزهرية (القسم الأدبي) بمعهد أولاد خليفة في دار السلام بسوهاج، عقب وصوله إلى المستشفى نتيجة إصابته باشتباه ما بعد الإرتجاج واشتباه نزيف بالبطن وكسر مضاعف بالساق اليسرى.
كما كشف التقرير الطبي عن حالة المصاب المدعو «محمد نصر الدين أبو القاسم» طالب الشهادة الثانوية الأزهرية (القسم الأدبي) بمعهد أولاد خليفة في دار السلام بسوهاج، وتبين إصابته بجروح قطعية وكسور مضاعفة بالزراع والساق اليسرى.
وبحسب والد الطالب المصاب، فقد خضع المذكور لإجراء عمليتين جراحيتين عبارة عن «توصيل أوتار» بالزراع والساق، ومقرر خضوعه مرة ثانية إلى إجراء عمليتين جراحيتين للكسور بقسم العظام، لكن سيتم ذلك؛ بعد التأكد من نجاح عمليتي «الأوتار»، مؤكدًا على استقرار حالته الصحية.
تحرك الأزهر الشريف فور إبلاغه بحادث الطالب فراج أثناء عودته من الامتحانات على طريق الموت
وفي أول تحرك للأزهر الشريف باعتبار أن الطالبين من أبناء الأزهر الذي لم يتأخر عن الوقوف مع أبنائه ومشاركتهم أحزانهم قبل أفراحهم، حيث انتقل الدكتور أحمد حمادى رئيس الإدارة المركزية لمنطقة سوهاج الأزهرية فور إبلاغه بالحادث إلى مستشفى سوهاج الجامعي، وتابع كل الإجراءات الخاصة بدفن جثة الطالب «فراج حمدي فراج».
نرشح لك:
«منشور» يكشف عن حاصد الأرواح فى دار السلام بسوهاج.. و«نائب الدائرة» يرد على الأزمة
كما تابع رئيس الإدارة المركزية لمنطقة سوهاج الأزهرية، الحالة الصحية للطالب المصاب، وقدم واجب العزاء لأسرة الطالب المتوفى نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، ووكيل الأزهر، ووجه بتأجيل امتحانات الطالب المصاب إذا استدعى الأمر لذلك.
وخيم الحزن الشديد على أهالي قرية «بني خالد» واتشحت السيدات بالسواد حزنًا على الطالب المتوفى، وانتشرت صور الضحية والمصاب على صفحات السوشيال وعبر أهالي وشباب القرية وأصدقاء وأقارب الضحية والمصاب عن حزنهم الشديد بكلمات تحمل الرحمة والمغفرة للراحل وطلب الدعاء بالشفاء العاجل للمصاب.
يقول والد الضحية: «فراج ابني البكري، كان متفوقًا دراسيًا؛ بمثابة مشروع يستحق الإنفاق عليه والاستثمار فيه، فكان سندًا لي في الدنيا، وعند غيابي عن البيت كان اخوته يعيشون بمأمن في حضوره (يمثل لهم الأمان في غيابي)، وكنت دائمًا اراه صاحب مسؤلية رغم صغر سنه، فكنت راضيًا عنه وواثقًا إن رضائي ورضا والدته عليه سببًا في تحويل حياته في الدنيا إلى نعيم؛ لكن وفاته في حادث على الطريق السريع «سوهاج – نجع حمادي» الشرقي بمركز دار السلام بسوهاج، تمثل بالنسبة لي «القشة التي قصمت ظهري».
مستشفى دار السلام المركزي خارج الخدمة
ويشتكي أهالي المركز من ما وصفوه بـ«الإهمال» الذي شاهدوه في مستشفى دار السلام المركزي، عقب وقوع حادث الطالب الأزهري فراج حمدي فراج، واعتبروها أنها خارج الخدمة نتيجة انعدام الخدمات به، وعجز العنصر البشري في تقديم الإسعافات الأولية للضحايا والمصابين، فما كان للمسؤولين بالمستشفى المركزي فور وصول الضحية والمصاب سوى تحرير جواب تحويل إلى مستششفى سوهاج الجامعي الكائنة في قلب المحافظة والذي يبعد عن المركز بمسافة 50 كم وتستغرق السيارة وقتًا من أجل الوصول اليه؛ لا يقل عن الساعة أو الساعة والنصف حسب ظروف الطريق الضيق الخانق الذي راح عليه «زينة شباب المركز» بسبب تكرار الحوادث عليه.
ولكن على الرغم من شبكة الطرق الحديثة التي تتمتع بها مصر في كل أنحاء الجمهورية؛ إلا أن الغريب هو عدم تحرك الدولة لإيجاد حل جذري لوقف تكرار نزيف الدم على الأسفلت بالطريق السريع «سوهاج – نجع حمادي» الشرقي بداية من مركز أخميم مرور بمركز ومدينة دار السلام أقصى الجنوب بمحافظة سوهاج، وصولًا إلى مركز نجع حمادي بمحافظة قنا في صعيد مصر، حتى أصبح هذا الطريق يهدد حياة أبناء دار السلام بسوهاج ويطاردهم الموت عليه من اتجاه بشكل شبه يومي.
تكرار حوادث التصادم على طريق الموت بدار السلام في سوهاج
«فراج» الطالب الأزهري ليس الضحية الوحيد الذي فقد حياته على الطريق السريع «سوهاج – نجع حمادي» الشرقي بمركز دار السلام بسوهاج، وترك وجع الفراق يطارد أسرته مدى الحياة، هناك آخرين يُعدون من خيرة شباب المركز والبعض يطلق عليهم «زهرة شباب دار السلام»، من بينهم وفاة الشاب «الأمير إسماعيل عنبر»، 32 سنة، فني تكييفات، مقيم بناحية نجع عمار بأولاد يحيى قبلي بمركز دار السلام بسوهاج، إثر إصابته بكسر في الجمجمة ونزيف بالمخ نتيجة في حادث على هذا الطريق.
كما فقدت قرية أولاد خلف التابعة لمركز دار السلام بسوهاج، شابين وأصيب آخر من خيرة شباب القرية في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالترعة الفاروقية بمدخل قرية أولاد الشيخ على طريق الموت السريع بدائرة المركز، وتبين أن الضحايا كلًا من: «محمد تفكير محمد يوسف»، يبلغ من العمر 42 سنة، و«مصطفي إبراهيم مصطفى السيد»، يبلغ من العمر 22 سنة، والمصاب المدعو «حمادة محمود يوسف»، 51 سنة، سائق السيارة الملاكي بعدة كدمات متفرقة بالجسم.
هل تتذكرون حادث الدكتور أحمد على عبد الوارث طبيب التخدير بمستشفى سوهاج العام، ابن قرية «الخيام» الذي لقي مصرعه غرقا في الترعة الفاروقية المجاورة للطريق السريع بناحية قرية الزرازرة بدائرة مركز السلام بعد انقلاب سيارته وسقوطها بداخلها، نتيجة اختلال عجلة القيادة بيده أثناء سيره على الطريق.
كما فقدت قرية أولاد يحيى التابعة لمركز دار السلام بسوهاج، زينة شبابها على الطريق السريع والمعروف بـ«طريق الموت»، من بينهم: «رفعت إبراهيم العنبري» و«هاني محمد العنبري»، طالبين (أبناء عمومة)، في حادث أليم على الطريق.
ومن ضمن ضحايا هذا الطريق؛ الدكتور أبوزيد علي محمود المدرس بكلية الآداب جامعة سوهاج والمحاضر بأحد الكليات الكويتية العائد من سوهاج لمركز دار السلام والمهندس الشاب محمد عبده القاضى، (من أبناء قرية أولاد سالم بدار السلام) حيث لقيا مصرعهما فى حادث على طريق الموت (دار السلام - سوهاج) نظرًا لضيق الطريق مما أدى لسقوط السيارة فى الترعة الفاروقية.
الطالب الأزهري، فراج حمدي فراج ابن قريى بني خالد لم يكن الضحية الوحيد من أبناء قريته، فقد سبقه الطفل «أسامة فيصل إبراهيم عمران»، الذي لا يتجاوز عمره 14 سنة، طالب، والذي غيبه الموت في حادث آليم على الطريق السريع (دار السلام - سوهاج)، وكذلك الشاب «أشرف القرقار العماري» والذي غيبه الموت أيضًا في حادث انقلاب بدارجته النارية على هذا الطريق.
كل هذه الحوادث وأكثر حدثت على فترات متقاربة، وسط صمت للدولة لعدم إجاد حل جذري لحل مشكلة طريق الموت في دار السلام بسوهاج، و«عجز» أعضاء مجلس النواب عن دائرة مركز دار السلام خصوصًا محافظة سوهاج عمومًا عن تقديم مقترح من شأنه وضع حل جذري لمشكلة هذا الطريق الذي أصبح كابوسًا يؤرق أبناء دار السلام ويضع حياتهم على «كف عفريت».
يعيش أهالي مركز دار السلام بمحافظة سوهاج مأساة؛ بسبب الحوادث المتكررة على الطريق السريع «دار السلام - سوهاج»، الأمر الذى دفع كثيرين لتشبيهه بـ«طريق الموت» الذى يحصد أرواح أبناء المركز، فضلًا عن مرور سيارات تأتي من محافظتي قنا وأسوان به.
وبعد كل حادث يشهده الطريق المشار إليه؛ يخرج مسئول ما ويحضر لجنة لمعاينة الطريق ومحاولة إيجاد حل لمشكلة الحوادث المتكررة التي أزهقت أروح العديد من المواطنين المارين عليه، سواء من أبناء المركز أو من خارجه، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل دون جدوى.
برلماني سابق يكشف سبب استحالة ازدواج طريق الموت بدار السلام
وفي هذا الصدد، نستعيد تصريح لعضو مجلس النواب عن دائرة مركز دار السلام السابق، الحاج جابر الطويقي، حيث قال إنه تقدم بمقترح إلى مجلس النواب وقتها، لازدواج الطريق السريع «دار السلام سوهاج» بعد معاينة الطريق من قبل لجنة مختصة، مؤكدًا أن وزارة النقل ردت على مقترحه باستحالة ازدواج هذا الطريق لوجود الترعة الفاروقية من الناحية الشرقية والأراضي الزراعية وبعض المساكن من الناحية الأخرى.
وأضاف عضو مجلس النواب وقتها في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه تقدم بمقترح آخر إلى مجلس النواب لتمشيط وتوسعة الطريق وتمت الموافقة عليه من قبل المجلس ووزارة النقل مشيرًا إلى أنه ينتظر الموافقة على الدعم المالي ليبدأ العمل في تنفيذ التوسعة والتمشيط، موضحًا أنه يوجد أماكن على هذا الطريق يمكن توسعتها إلى 3 مترات، وهناك أماكن أخرى لا يمكن توسيعتها أكثر من مترًا واحدًا بسبب قرب المساكن منها.
وتبين من خلال تصريحات عضو مجلس النواب السابق تأكيد لجنة مختصة من وزارة النقل بعد معاينتها لـ«طريق الموت» ب«استحالة ازدواج الطريق» لوجود الترعة الفاروقية من الناحية الشرقية والأراضي الزراعية وبعض المساكن من الناحية الأخرى، لكن تلاحظ في برنامج النائب أحمد عبد السلام قورة عضو مجلس النواب الحالي بندً؛ تحدث فيه عن إمكانية ازدواج الطريق، بأن يتم استغلال الطريق من الناحية الشرقية للترعة الفاروقية، ليصبح الطريق مزدوجًا «رايح جاي» لتكون الناحية الغربية من الترعة «رايح» والناحية الشرقية «جاي».
لكن هذا الأمر يثير شكوكًا لدى البعض حول حل أزمة طريق الموت بهذا الشكل الذي اقترحه عضو مجلس النواب الحالي، حيث يرى بعض أهالي المركز أن ازدواج الطريق بهذا الشكل لن يحل مشكلة تكرار الحوادث، بل قد يرشحها للزيادة، نظرًا لوجود مساكن على جانب الطريق، إضافة إلى لهو الأطفال عليه، فضلًا عن أنه يتردد لدى البعض تساؤلًا حول مقترح الازدواج هذا: هل يضمن النائب التزام السائقين بالسير على الطريق وعدم تغيير مسارهم مع أقرب كوبري ليختصر السائق بذلك الطريق ويدخل إلى إحدى القرى الكائنة بالناحية الغربية بدلًا من أن يقطع مسافة أطول لكي «يلف ويرجع» حتى يدخل إحدى القرى بالناحية الغربية؟.
تقرير إحصائي يكشف أعداد الحوادث والوفيات والمصابين في حوادث تصادم السيارات على طرق دار السلام بسوهاج
وكشف تقرير رسمي صادر من قسم المتابعة والإحصاء الجنائي بمديرية أمن سوهاج، حصل «النبأ الوطني» على نسخة منه، عن أعداد الحوادث والوفيات والمصابين في حوادث تصادم السيارات على الطرق التي وقعت بدائرة مركز شرطة دار السلام خلال الثلاث سنوات الماضية (2020م / 2021م / 2022م وشهري يناير وفبراير 2023م).
وتبين من خلال التقرير العام (2020م) شهد وقوع 64 حادثًا؛ نتج عنهم وفاة 29 شخصًا، و99 مصابًا على مدار العام.
بينما شهد العام التالي (2021م) وقوع 25 حادثًا؛ نتج عنهم وفاة 11 شخصًا، و49 مصابًا على مدار هذا العام.
كما شهد العام (2022م) وقوع 48 حادثًا؛ نتج عنهم 47 حالة وفاة، وو92 مصابًا على مدار هذا العام.
وفي يناير (2023م) شهد طريق دار السلام سوهاج وقوع حادثين؛ نتج عنهما وفاة شخص وإصابة 10 آخرين على مدار هذا الشهر من العام الجاري.
أما في شهر فبراير (2023م) شهد الطريق المشار إليه، وقوع حادثين؛ نتج عنهما وفاة شخص وإصابة 4 آخرين على مدار هذا الشهر من العام الجاري.
ويختتم التقرير بإجمالي أعداد الحوادث والوفيات والمصابين في حوادث تصادم السيارات على الطرق التي وقعت بدائرة مركز شرطة دار السلام خلال الثلاث سنوات الماضية (2020م / 2021م / 2022م وشهري يناير وفبراير 2023م)، بأن الطريق شهد خلال هذه الفترة؛ وقوع 141 حادثًا، نتج عنهم وفاة 89 شخصًا، وإصابة 254 آخرين.
غرامة القتل الخطأ في القانون
وتعليقًا على ذلك، تقول الدكتورة صابرين أحمد مصطفى محامية بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، إن المادة 238 من قانون العقوبات في أخر تعديلاته؛ نصت على أنه كل من تسبب خطأ فى موت شخص بأن كان ذلك ناشئًا عن إهماله أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح والأنظمة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تتجاوز مائتى جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وتضيف «مصطفى»، لـ«النبأ الوطني»: وتكون العقوبة هى الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على 5 سنوات وغرامة لا تقل عن مائة ولا تجاوز 500 جنيه، أو بإحدى العقوبتين إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجانى إخلالًا جسيمًا بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته أو كان متعاطيًا مسكرًا أو مخدرًا عند ارتكابه الخطأ الذى نجم عنه الحادث، أو امتنع وقت الحادث عن مساعدة من وقعت عليه الجريمة أو عن طلب المساعدة له مع تمكنه من ذلك.
وتكمل: «وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على 7 سنوات إذا نشأ عن الفعل وفاة أكثر من ثلاثة أشخاص، فإذا توافر ظرف آخر من الظروف الواردة فى الفقرة السابقة كانت العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على عشر سنوات».
قيمة التعويض في الحوادث
وتشير المحامية بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، إلى أن دعاوى التعويض تخضع تقديريًا إلى القاضي المنظور أمامه النزاع وإن كان القتل الخطأ نتيجة سيارة؛ فإن شركات التأمين وصندوق التعويض للحوادث يصرف تعويضًا في حالة الوفاة؛ قدره 40 ألف جنيه.
قيمة الدية في القتل الخطأ شرعًا
أما من الناحية الشرعية في شأن قيمة الدية في القتل الخطأ حيث كشف الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بجامعة الأزهر، عن قيمة الدية قائلا: إن الدية جزء من الشريعة الإسلامية عوضًا عن القتل الخطأ، ومنصوص عليها، وقيمتها 4 كيلو وربع من الذهب الوسط -أي - (عيار 21)، ولكن يمكن اللجوء لإخراجها من الفضة، وتُقسط على 3 سنوات، بالإضافة إلى صيام شهرين متتابعين وهو حق الله.
ازدواج طريق الموت بدار السلام
من ناحيته، كشف النائب أحمد عبدالسلام قورة، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز دار السلام بسوهاج، وعضو لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان، عن أن الحل الوحيد لإنهاء مشكلة تكرار الحوادث على الطريق السريع «دار السلام - سوهاج» هو يتمثل في ازدواج الطريق، وهذا الأمر وضعته ضمن أولوياتي في البرنامج الانتخابي، وبدأت بالفعل العمل على تنفيذ ازدواج الطريق، حيث تم تنفيذ 8 كم به من الناحية الشرقية للترعة الفاروقية، لكن العمل توقف فجأة.
وأشار «قورة»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ الوطني» إلى أنه علم بعد ذلك أن سبب توقف عمل ازدواج الطريق، يرجع لتدخل أحد زملائه في المجلس بمقترح طالب فيه: توقف عمل الازدواج على طريق «دار السلام - سوهاج» من الناحية الشرقية للترعة الفاروقية، مؤكدًا أن الزميل البرلماني اعتبر في طلبه أن ازدواج الطريق بهذا الشكل يمثل إهدارًا للمال العام.
وأكد عضو مجلس النواب عن دائرة مركز دار السلام بسوهاج وعضو لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان، أن العمل على ازدواج الطريق السريع توقف، وأصبح الطريق بمثابة مقبرة لأهالي دار السلام بسوهاج، منوهًا أنه تقدم بمقترح طريق جديد يمر في الجبل يربط المركز بالمحافظة، لكن الحكومة رفضت هذا المقترح نظرًا للطبيعة الجبيلة التي أظهرت من خلال المعاينة على أرض الواقع صعوبة مرور الطريق في الجبل، موضحًا أنه لا يوجد حل جذري لمشكلة الطريق سوى المسار للازدواج «رايح وجاي»، لمرور السيارات من الناحية الشرقية «رايح» والناحية الغربية «جاي» لتخفيف الحمل على الطريق.
من جانبنا تواصلنا بالنائب طارق رضوان، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز دار السلام بسوهاج، ورئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، للحديث مع حول رؤيته لحل مشكلة تكرار الحوادث على طريق «دار السلام - سوهاج» والذي تسبب في حصد أرواح العديد من أبناء دائرته وخيرة شباب المركز، وسؤاله عن دوره كعضو برلماني عن دائرة مركز دار السلام في المساعدة لدى الجهات المختصة في تسهيل العمل على ازدواج الطريق إذا كان هذا هو الحل الأمثل والوحيد، لكن النائب لم يرد على الهاتف.
نتائج حوادث السيارات والقطارات
ففي الأعوام القليلة الماضية، أسهمت مصر في رفع كفاءة الطرق بشكل كبير، بحيث بلغ عدد الطرق المرصوفة وفق النشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات والقطارات عن عام 2020 التي يصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 101500 كيلومتر، من جملة الطرق المرصوفة والترابية على مستوى الجهورية المقدرة بـ149900 كيلومتر.
ورغم هذا التطور الإيجابي، فإن حوادث الطرق ما زالت في تزايد، ربما هذا الأمر يرجع إلى أمور منها الزيادة الكبيرة في عدد المركبات، إلى جانب أن جودة الطرق من الواضح أنها أغرت كثيرًا من السائقين فزادت رعونة قادة السيارات.
وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يلقى سبعة آلاف شخص مصرعهم سنويًا في حوادث الطرق بمصر، أما الإصابات فسجلت ارتفاعًا في نهاية عام 2020 نحو 57 ألفًا.
ووفقًا لما تناوله تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادر في يوليو 2022، الذي يستعرض نتائج حوادث السيارات والقطارات عام 2021، فإن عدد المتوفين في حوادث الطرق بلغ 7101 متوفى عام 2021 مقابل 6164 متوفيًا عام 2020 بنسبة ارتفاع 15.2 في المئة.
أسباب تكرار الحوادث
وتشير البيانات الرسمية إلى أن أسباب الحوادث بالعام الماضي تعود نسبة 79% منها للعنصر البشرى، و14 % لعيوب فنية في السيارة و2 % بسبب حالة الطريق و5 % لأسباب أخرى.
وتتنوع الأسباب المرتبطة بالعنصر بالبشرى ما بين السرعة الزائدة، وعدم احترام نظام المرور وقطع إشارة المرور بالتقاطعات والتجاوز الخاطئ، والدوران الخاطئ والتوقف في الأماكن الممنوعة وضعف مهارات السائقين، والحالة الصحية للسائق وتعاطى المخدرات من قبل بعض السائقين وأخطاء المشاة.
ورغم الحملات الرسمية لفحص السائقين للكشف تعاطيهم للمخدرات، فلقد انتشرت المخدرات بين شرائح اجتماعية متعددة، ومازال الاعتماد على الطرق البرية لنقل التجارة الداخلية هو الأكبر ن مع تضاءل نصيب النقل عبر السكك الحديدية والنقل النهري مما يزيد من سرعة تلفيات الطرق رغم إعادة رصفها.
ففي شهر مايو 2020، ذكر المهندس كامل الوزير، وزير النقل، أن مصر قفزت في التصنيف العالمي لجودة الطرق 90 مركزًا، من المركز 113 إلى المركز رقم 28 عالميًا عام 2019، ما يجعلها تخرج من المنطقة الحمراء لحوادث الطرق، موضحًا أن الفضل يعود إلى المشروع القومي للطرق، الذي تم إنشاؤه بإجمالي سبعة آلاف كيلومتر طولي، وبلغت كلفته 175 مليار جنيه، ليصل إجمالي شبكة الطرق الرئيسة إلى 30 ألف كيلومتر، ونوه «الوزير» بأن صيانة وتطوير شبكة الطرق الرئيسة بين المحافظات يعتمد لها 10 مليارات جنيه سنويًا، بينما شبكة الطرق المحلية يعتمد لها ثلاثة مليارات جنيه سنويًا.
ورغم كل ذلك؛ إلا أنه ما زال يعاني أهالي مركز دار السلام بمحافظة سوهاج من كارثة الطريق السريع «دار السلام - سوهاج»، فهل تتدخل الدولة لوقف نزيف دماء زهرة شباب المركز على هذا الأسفلت الذي أصبح يمثل كابوسًا يؤرق أبناء دار السلام ويضع حياتهم على «كف عفريت».