رئيس التحرير
خالد مهران

السيد خيرالله يكتب: مقصلة الدولة المصرية في مواجهه الأكاذيب

خيرالله
خيرالله

واحدة من أكبر التحديات التى تواجه مصر والإقليم كله، تتمثل فى الحرب على غزة، التى يشنها الاحتلال، ووسط تحولات لا تخفى على أحد، تحولات استراتيجية وسيولة وتغيير فى العلاقات والقوى وتوازناتها، اقتصاد وسياسة، تبقى مصر ضمن عوامل التوازن الأهم، وسط تغييرات تطال كل الثوابت والخطوط المختلفة، والعلاقات الإقليمية بإسرائيل وسياقاتها وعلاقاتها، ويظل الموقف المصرى الأكثر مبدأيا ووضوحا، بلا تغيير، بالرغم مما تواجهه مصر من هجمات وتهجمات، ومزايدات، أولا أكاذيب نتنياهو والاحتلال، والثانى هجمات افتراضية من منصات ترتدى ثوبا عربيا بينما هى إسرائيلية الهوى.

منذ بداية الحرب فى غزة، تتمسك مصر بمواقف واضحة وحاسمة فى مواجهة الاحتلال، وتخوض حروبا على جبهات متعددة، ومنذ اللحظات الأولى كان الموقف المصرى واضحا، أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى، مصر تدعم الحقوق الفلسطينية، وتتمسك بخطوط أمنها القومى، وترفض أى محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية، وسعت مصر مع أطراف إقليمية ودولية للتوصل إلى وقف الحرب.

خاضت مصر حروبا على أكثر من جبهة فى مواجهة العدوان وضرورة إنفاذ المساعدات، ونجحت فى إبرام الهدنة الأولى، والثانية، التى اخترقها نتنياهو بحثا عن مكاسب لم يحققها طوال 16 شهرا من الحرب.

كان ما جرى فى 7 أكتوبر مقدمة لتحولات أكثر اتساعا وتعقيدا، شن الاحتلال حرب إبادة على مدى 16 شهرا، دمرت غزة بمبانيها ومستشفياتها ومدارسها، وكل ما تم بناؤه طوال عشرات السنين، حرب امتدت لما يقرب من عام ونصف العام، بينما كل الجولات السابقة لم تكن تتجاوز الشهر أو الشهرين، وللمرة الأولى تتحول الحرب إلى صدام ومواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران، وليس حربا بالوكالة، واتخذت المواجهة شمال إسرائيل شكلا جديدا من الاجتياح بجانب تنفيذ اغتيالات لعدد كبير من قيادات الصف الأول والثانى والثالث لحزب الله، كما جرت مواجهات واغتيالات داخل إيران، وحتى العمليات التى نفذتها جماعة الحوثى باليمن، أو بعض المجموعات فى العراق ضد إسرائيل، منحت الاحتلال المبرر للمواجهة المباشرة مع إيران، وفتح جبهة مع ظهران لا تزال تمثل خطوة متوقعة، بجانب ما تحمله من خطر اتساع الحرب إقليميا لأول مرة، وتحركت حاملات الطائرات الأمريكية إلى الشرق الأوسط مع احتمالات اندلاع حرب مع إيران، التى انسحبت من الصراع تاركة حزب الله والحوثيين، وخرجت من سوريا.

من هنا يمكن تفهم التحذيرات المصرية المتعددة من توسيع رقعة الصراع بشكل يضاعف من خطر مواجهات غير محسوبة، وقد حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى من استمرار غياب دور دولى فاعل لمواجهة الحرب، خاضت مصر حروبا سياسية ودبلوماسية وأيضا تحركات حاسمة على الأرض وخطوط حمراء ضد التهجير، فى مواجهة مناورات الاحتلال، وأكاذيب نتنياهو، بل وأيضا أعلنت الاختلاف مع المطالب الأمريكية والرئيس دونالد ترامب، ورفضت التلويح والتهديد بل وتعرضت، ولا تزال، لحملات أكاذيب وابتزاز، لأنها تقف ضد التهجير بحسم.  

ظلت رؤية مصر ولا تزال واضحة لكل الأطراف، سواء تلك التى خلطت الحسابات ووقعت فى فخاخ الغرور والدعاية، أو التى مارست المزايدة الافتراضية وكشفتها الصفقات والحسابات، وحافظت مصر على مواقفها وعلى قوتها وقدراتها على الردع، بل إنها تعرضت لحملات تشويه أو تقليل من دورها، فضحتها قضايا الرشوة داخل مكتب رئيس وزراء الاحتلال. لكن تخضع مصر لضغط المزايدة، أو محاولات التوريط، التى تمثل فخاخا خطرة، واجهت مصر كل محاولات الابتزاز والاستفزاز، وحافظت على مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، والحاسمة ضد التهجير مع التمسك بحل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية بوصفها الحل لقضية الحرب والسلام فى المنطقة.

بجانب حفاظها على قوة ردع واضحة، بعيدا عن الاستفزاز والابتزاز والمزايدة، وهو أمر أدركه المصريون بفطرتهم ووعيهم، وقدرتهم على الصمود فى محيط مشتعل وحرب التهمت الكثير من الثوابت، وبقيت شاهدا على قدرة المصريين على المواجهة.